٣٠-لن أستسلم

244 15 3
                                    

"و خلتها غيمة شكلت بسمتها
ناديتها علها تجدي مناداتي
ناديتها فمضت عني إلى الأفق
لم يجب أو يعي الشكوى بأناتي
رأيتها في دجى ليلي و في قمري
و شمس يومى و أفراحي و زلاتي
رأيتها دمع عيني..آهاتي...ألمي...
بكاء قلبي و أحزاني و ضحكاتي".
(إبراهيم بن يحى جعفري)

بعد إنتهاء العمل عادت بسمة لمنزلها بسعادة تغمر قلبها و لم تكن تعلم أن بمجرد وصولها للمنزل ستنقلب حياتها رأساً علي عقب و تُنتزع سعادتها دون شفقة.

دلفت بسمة المنزل تحمل الأغراض، تشعر أنها تُحلق بعيداً و ترفرف بحُرية و لكنها وجدت والدها يستقبلها بوجهه متجهم فتلاشت بسمتها على الفور تنظر لوالدتها تستفهم منها و لكن قاطع والدها نظراتها بسؤاله:
"إيه اللي في إيدك ده؟".

ازدردت لعابها بذعر من ملامح والدها و طريقته، أجابت بنبرة مهتزة:
"ده....أسامة....أسامة جابلي هدية عيد ميلادي...بعتهالي في الشغل".

"يعني ما تقابلتوش؟".

"لا...شوفته....هو بعتها مع الأمن....و نزلت مع نيرمين عشان أشكره...يعني قال كل سنه و إنتِ طيبه و مشي علطول و أنا طلعت كملت شغلي".

نظرت لوالدتها تستنجد بها بعدم فهم فيما آثرت والدتها الصمت، رفع والدها هاتفه لترى ما به و سألها بجمود:
"و إيه ده؟".

ازداد توترها رغم أنها لم تشعر بأي خطأ بِمَ فعلت و لكن طريقته و جموده يوترها كثيراً، أجابته بتلعثم:
"صورة....اتصورنا سوا.....عادي يعني.....هو".

قاطعها والدها بصراخه:
"بتستغفليني يا بسمة إنتِ و البيه بتاعك؟، و الله لاربيكِ من أول وجديد و البيه أنا ليا تصرف تاني معاه، أنا اللي غلطت و اتساهلت معاكم، بس هصلح غلطتي".

تنفي برأسها بعدم فهم و قالت بعيون مغرورقة:
"أنا قولتلك اللي حصل....والله مش بكدب في حاجة....".

أطاح بالأغراض من يدها على حين غِرة فانتفضت بذعر و هربت عباراتها فيما صرخ هو بها:
"إخرسي خالص مش عايز أسمع صوتك....اتفضلي على أوضتك مش عايز أشوفك قدامي....غوري".

أنهى كلماته و هو يمسكها من ملابسها يدفعها نحو الغرفة حتى كادت تسقط و لكنها تماسكت و ذهبت غرفتها و هي تنظر بتيه و عدم فهم، هي لا تعلم ما خطأها، دلفت الغرفة و استمعت لصوته يصرخ و يبدو أنه يحدث أسامة:
"تجيلي دلوقتي حالاً".

بالفعل كما توقعت كان يحدث أسامة و قد بعث لها رسالة نصية يسأل عن سبب ثورة والدها و ما يحدث و علم ما حدث لذلك توجه سريعاً لمنزلها ليقابل والدها كما طلب و يستفهم منه عن سبب ثورته، دلفت والدتها لها فسألتها بسمة بلهفة من بين عباراتها عن سبب ثورته، أجابتها والدتها بقلة حيلة:
"عمتك شافت الصورة اللي أسامة نزلها و كانت بتكلم أبوكِ و قالتله إنت إزاي سايبها تخرج معاه لوحدها و تتصور كمان و هو أصلاً مش طايق أسامة بسبب تصرفاته و الحركات اللي بيعملها و خصوصاً بعد آخر مرة لما سابك تيجي لوحدك و حطه قدام الأمر الواقع و من يومها و هو شايط أصلاً و انهارده أهو جالك و من غير ما يستأذنه كمان".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now