٣٧-ضيف طال انتظاره

298 15 1
                                    

"السلامُ على الضاحكينَ و في قلوبهم سِنينُ بُكاء، أولَئكَ الذينَ قرروا العيشَ و لم تُحالفهمُ الحياةُ بعد".
(جلال الدين الرومي).

التقطت براءة أسامة الذي يجلس بحزن و ألم بادي عليه بسيارته فنظرت لبسنت ثم اتخذت قرارها و تحركت نحوه ثم نظرت له من النافذة فانتبه لها، قالت بجدية:
"بسمة اطلقت من فترة، لو بتحبها يا أسامه بجد عافر عشانها، بسمة بتحبك و محتجالك و لو شايف إنك مش قد المسؤولية دي إبعد عنها و انساها تماماً لكن لو قرارك إنك هتعافر يبقى أصبر عليها شوية تفوق من كم الصدمات اللي بتتعرضلها و ابدأ خطواتك و إوعى تخذلها، بسمة دلوقتي أضعف من الأول بمراحل، مكسورة بجد و بتموت بالبطيء و الحب لوحده مش كفاية عشان تقدر تحتويها و تساعدها، لازم يكون جواك قوة تقدر تتحمل اللي جاي و تتحمل مسؤوليتها".

بهذه اللحظة اقترب كلا من يوسف و هيثم من تواجد الفتيات و الجميع يتابع ما يحدث فيما فتح أسامة باب السيارة و هبط يتحدث مع براءة بانكسار:
"إنتِ شايفه إني معافرتش يا براءة، بعد كل اللي عملته؟، هي اللي مستحملتش و استسلمت".

"و لو فاكر إنها دلوقتي ممكن تعافر معاك تبقى غلطان، بسمه لو زمان كانت ضعيفه و استسلمت بسرعة فهي دلوقتي أضعف بمراحل فوق ما تتخيل و مش هتحاول تعافر أصلاً، لو قررت تاخد خطوة دلوقتي لازم تكون فاهم كويس إنك هتكون لوحدك، هتواجه كل شيء لوحدك بدون تدخل منها نهائي، بسمة اتهدت بقت مجرد جسم من غير روح، فكر كويس قوي و خد قرارك بنفسك، فكر ألف مرة و إوعى تفكر تستغل ضعفها و تشركها في أي محاولات، إوعى تفتكر إنك ممكن تقدر تيجي عليها و تإذيها إنت كمان عشان ساعتها هتلاقيني في وشك يا أسامة، هبقى شوكة في ضهرك و مش هسمحلك تخذلها و لا تستغلها، أبوها إنت عارف إنه رافضك و ساعتها هتدخل و هنهي موضوعك نهائي و هأذيك في كل حاجه في حياتك، أقسم بالله هبقى كابوس حياتك، فكر و شوف إنت راجل و قد المسؤولية و قد إنك تحارب لوحدك و لا لأ و أياً كان قرارك سواء قررت تكمل أو تنسحب بهدوء هحترمك، يكفيني إنك مأذتهاش و ده كل اللي يهمني، هي اللي تهمني في كل ده و مش هسمح بأذية أو استغلال لحالتها....و إياك بسمة تعرف عن الكلام اللي دار بينا ده".

كان يستمع لحديثها و تحذيراتها الجدية بألم و لم يتفوه بحرف فهو يقدر مشاعرها و انفعالها من أجل صديقتها فيما أنهت براءة كلماتها و تحركت لموقعهم القريب حيث استمع الجميع لكلماتها دون انتظار رد، دلف أسامة السيارة و فعلت نيرمين المثل ثم انطلق بالسيارة فنظرت بسنت لبراءة و قالت تعاتبها:
"ليه عملتي كده، بسمة لو عرفت أكيد هتزعل؟".

"مش مهم، تزعل شوية دلوقتي و بعدين هتفهم و تقدر".

"أيوه يا براءة بس برضه....يعني مش سهل إنك تروحي تقوليله إنها لسه عايزاه و محتجاله و كإنك بتعرضيها عليه، على الأقل كنتِ اصبري نتناقش في المو.....".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now