١١-خطة بديلة

270 10 3
                                    

"أصبحت المنازل جديدة و لكن أوهام العقول ما تزال عتيقة".
(دوستوفيسكي).

"عايزة تبقي زي البنات الصايعه يا بسمة، عايزة تخرجي و تروحي و تيجي بإسم الحرية زي البنات قليلة الحيا، شوية شوية تقوليلي أصاحب زيهم و أمشي مع شباب، ولا عايزة تمشي في الشارع و تتعرضي للبلاوي اللي بنشوفها؟".

كان هذا قول والدها الهادئ بجدية و أجابته بسمة بجدية:
"أنا مقولتش كده، و أنا عارفه الصح من الغلط و مستحيل أعمل الكلام ده، و بعدين هما اللي بيخرجوا دول كلهم صيع، طيب ماهي براءة بتخرج و عمرها ماكانت صايعه ولا مشيت مع حد و بسنت بتخرج و برضه عمرها ماعملت حاجة من الكلام ده و محترمين و مؤدبين.....و بعدين يا بابا مش مشي في الشارع هو اللي هيمنع عني البلاوي دي، البلاوي دي موجودة في كل مكان وحتى في البيوت".

ابتسم والدها بتهكم:
"كل واحد يمشي بيته زي مايحب ملناش دعوة بالناس و بعدين ماهي براءة آه مؤدبة بس مش محجبة يعني تربية والدتها مش صح".

"الحجاب من الدين و فرض علينا مقدرش أقول حاجة بس ده مش معناه إن تربيتها غلط، مش أحسن ما تلبسه وهي عيلة صغيره و لما تكبر تقلعه أو على الأقل لو مقدرتش تقلعه تبقى كارهاه و بعدين مامتها معترضه و بتنصحها دايماً بس مش عايزة تغصبها و براءة بتفكر في الموضع و عارفه إنها غلط بس عايزه يوم ما تاخد الخطوة مترجعش فيها و لا تتردد لحظة".

علم والدها أنها تقصده بالحديث فقال بجدية:
"يعني أنا اللي كنت غصبتك، ما إنتِ لبستيه بمزاجك".

"يا بابا كنت طفلة، عيله صغيره و عاوزه أبقى زي ماما و خلاص بس و لا أنا فاهمه ده ليه و لا عشان إيه، ده أنا كان عندي ١١ سنة أو أصغر كمان لبسنه في ابتدائي، قولتلي بلغتي يبقى تتحجبي و أنا لا فاهمه يعني إيه بلوغ و لا يعني إيه حجاب، لا حصلت عيلة صغيره و لا حصلت بنت كبيره، لا عيشت زي اللي في سني و لا عيشت زي الكبار مانا عيلة مش هكبر بالعافيه، أنا اتاخدت كده بدون مقدمات فجأة إنتِ بقيتي آنسة و ملزمه و أنا أصلاً عايزة ألعب و لا فاهمه حاجه، مدتونيش فرصه أفهم و استوعب حتى تغيرات جسمي المفاجأة اللي حتى مكلمتونيش فيها عشان أكون مستعدة لحاجة زي كده و متخضش، و الحجاب مش مجرد غطا للراس وبس الحجاب حجاب عن حاجات كتير قوي أنا مكنتش أفهمها و محدش فهمهالي لإن برضه قولتوا مش سني و لسه صغيره، إنتم خلتوني طفله بعقل طفله وجسم طفله لابسه غطا على راسها و لا تفقه شيء غير إن ده لازم و مفروض وبس".

"و إنتِ عايزانا نشرحلك إيه إن شاء الله؟، بس يا بت بلاش قلة أدب و أنا هقعد أكلمك كمان في الحاجات دي؟، ما كلنا كنا كده و اتربينا إنه عيب نتكلم في الكلام ده".

كان هذا قول والدتها و أضاف والدها:
"أهو حتى دي اتخلينا عنها وسايبينك بتكلمينا في قلة الأدب دي بكل بجاحة، أنا عملت الصح واللي ربنا أمرنا بيه،  قومي قومي بلاش كلام فارغ".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now