"أصبحت المنازل جديدة و لكن أوهام العقول ما تزال عتيقة".
(دوستوفيسكي)."عايزة تبقي زي البنات الصايعه يا بسمة، عايزة تخرجي و تروحي و تيجي بإسم الحرية زي البنات قليلة الحيا، شوية شوية تقوليلي أصاحب زيهم و أمشي مع شباب، ولا عايزة تمشي في الشارع و تتعرضي للبلاوي اللي بنشوفها؟".
كان هذا قول والدها الهادئ بجدية و أجابته بسمة بجدية:
"أنا مقولتش كده، و أنا عارفه الصح من الغلط و مستحيل أعمل الكلام ده، و بعدين هما اللي بيخرجوا دول كلهم صيع، طيب ماهي براءة بتخرج و عمرها ماكانت صايعه ولا مشيت مع حد و بسنت بتخرج و برضه عمرها ماعملت حاجة من الكلام ده و محترمين و مؤدبين.....و بعدين يا بابا مش مشي في الشارع هو اللي هيمنع عني البلاوي دي، البلاوي دي موجودة في كل مكان وحتى في البيوت".ابتسم والدها بتهكم:
"كل واحد يمشي بيته زي مايحب ملناش دعوة بالناس و بعدين ماهي براءة آه مؤدبة بس مش محجبة يعني تربية والدتها مش صح"."الحجاب من الدين و فرض علينا مقدرش أقول حاجة بس ده مش معناه إن تربيتها غلط، مش أحسن ما تلبسه وهي عيلة صغيره و لما تكبر تقلعه أو على الأقل لو مقدرتش تقلعه تبقى كارهاه و بعدين مامتها معترضه و بتنصحها دايماً بس مش عايزة تغصبها و براءة بتفكر في الموضع و عارفه إنها غلط بس عايزه يوم ما تاخد الخطوة مترجعش فيها و لا تتردد لحظة".
علم والدها أنها تقصده بالحديث فقال بجدية:
"يعني أنا اللي كنت غصبتك، ما إنتِ لبستيه بمزاجك"."يا بابا كنت طفلة، عيله صغيره و عاوزه أبقى زي ماما و خلاص بس و لا أنا فاهمه ده ليه و لا عشان إيه، ده أنا كان عندي ١١ سنة أو أصغر كمان لبسنه في ابتدائي، قولتلي بلغتي يبقى تتحجبي و أنا لا فاهمه يعني إيه بلوغ و لا يعني إيه حجاب، لا حصلت عيلة صغيره و لا حصلت بنت كبيره، لا عيشت زي اللي في سني و لا عيشت زي الكبار مانا عيلة مش هكبر بالعافيه، أنا اتاخدت كده بدون مقدمات فجأة إنتِ بقيتي آنسة و ملزمه و أنا أصلاً عايزة ألعب و لا فاهمه حاجه، مدتونيش فرصه أفهم و استوعب حتى تغيرات جسمي المفاجأة اللي حتى مكلمتونيش فيها عشان أكون مستعدة لحاجة زي كده و متخضش، و الحجاب مش مجرد غطا للراس وبس الحجاب حجاب عن حاجات كتير قوي أنا مكنتش أفهمها و محدش فهمهالي لإن برضه قولتوا مش سني و لسه صغيره، إنتم خلتوني طفله بعقل طفله وجسم طفله لابسه غطا على راسها و لا تفقه شيء غير إن ده لازم و مفروض وبس".
"و إنتِ عايزانا نشرحلك إيه إن شاء الله؟، بس يا بت بلاش قلة أدب و أنا هقعد أكلمك كمان في الحاجات دي؟، ما كلنا كنا كده و اتربينا إنه عيب نتكلم في الكلام ده".
كان هذا قول والدتها و أضاف والدها:
"أهو حتى دي اتخلينا عنها وسايبينك بتكلمينا في قلة الأدب دي بكل بجاحة، أنا عملت الصح واللي ربنا أمرنا بيه، قومي قومي بلاش كلام فارغ".
![](https://img.wattpad.com/cover/348498443-288-k558378.jpg)
YOU ARE READING
كل ده كان ليه
Mystery / Thriller(كل ده كان ليه؟) سؤال يتكرر مراراً و تكراراً بأذهاننا، نحن أصحاب القلوب النقية البريئة، أرغمتنا الحياة لنسلك دروباً مُعتمة و نحن من اعتدنا على الضوء و بريق النقاء، كل ما حلمنا به الأمان و السكينة، لم تقسو قلوبنا يوماً، كيف تقسو و هي لا تعرف غير الحُ...