٤٦-كل ده كان ليه؟

282 10 20
                                    

"في يوم صحيت شاعر براحة و صفا
الهم زال و الحزن راح و اختفى
سألت روحي سؤال....أنا مُت؟
ولا وصلت للفلسفة؟!!
عجبي".
(صلاح چاهين).

في الأسكندرية و بعد مرور أكثر من سبعة أعوام ترى براءة نفسها بمكان لا تعرفه و ظهر لها محمود بملامح خاوية يكسوها الحزن و الألم و هذه المرة لم يتفوه بحرف، تلاقت عينيهما فترقرقت العبارات بعينيه و طالعها بانكسار، هدلت أكتافه ثم جثى أمامها بضعف و أمسك يديها بين راحتيه ثم وضع رأسه على كفيها و أجهش في البكاء بمرارة و ألم و كأنه يستنجد بها و يطلب منها مؤاذرته و مساندته، و كان هذا آخر ما رأته قبل أن تفتح عينيها، تنفست بعمق ثم نهضت من فراشها بهدوء و نظرت من النافذة و رأت والدها و والدتها يجلسان معاً أمام البحر، رُسمت على ثغرها ابتسامة ثم تحركت لتغتسل و تبدل ملابسها و بعدما انتهت خرجت متوجهة لهما، اقتربت من والدها و طبعت قبلة على وجنته فابتسم لها و قال بحنو:
"صباح الخير يا حبيبة بابا".

"صباح النور يا حبيبي".

هكذا أجابته ثم قبلت والدتها هي الأخرى و قدمت التحية لمهجة التي تجلس جوار هدير تطعمها و وقفت تتحدث معها قليلاً ثم انتبهت لقول والدتها و هي تتحدث عبر الهاتف:
"لا إله إلا الله، ربنا يرحمه و يغفرله، إنت عارف إني مسافرة يا سامح لما أرجع أكيد هروح أعزي....ماشي يا حبيبي...أنا برضه هكلمهم أعزي....سلم على مراتك و العيال".

اقتربت من والدتها بعدما أنهت الإتصال تسألها من الذي توفى فأجابتها:
"ده بابا محمود اتوفى امبارح بليل".

علمت لماذا رأته بهذه الحالة فأومأت موافقة و دعت للرجل بالرحمة فهي باتت لا تتأثر بتلك الأحلام و كأنها لم تحدث، رغم أنه عندما رآها بعد سنوات كثيرة كانت نظرته هي ذاتها، يطالعها بعشق و كالعادة لاحظ الجميع نظراته و لكنها لم تتأثر فيوسف هو من يمتلك قلبها و كُتب بإسمه هو فقط و إلى الآن لم تعرف السبب الحقيقي لابتعاد محمود عنها و لم يعد يُهم، اتجهت نحو المياه و جلست على الرمال تستنشق بعض الهواء النقي و شردت مع أصوات تلاطم الأمواج تزامناً مع الرياح اللطيفة.

أبان ذلك يسير أسامة جوار بسمة على الشاطئ يتحدثان سوياً و انتبهت بسمة لتلك الفتاة التي اقتربت منها تسألها بلهفة:
"إنتِ بسمة كمال صح؟".

ابتسمت لها بسمة و أماءت بالإيجاب فقالت الفتاة بسعادة:
"أنا بحبك قوي و بحب كل رواياتك، بجد إنتِ من أحسن الكتاب اللي بحب أقرأ ليهم".

"حبيبتي شكراً قوي، يا رب دايماً أكون عند حسن ظنكم".

هكذا قالت بسمة بابتسامة و قالت الفتاة:
"دايماً عند حسن ظننا و بتمتعينا حقيقي برواياتك، ممكن تكتبيلي إهداء و أتصور معاكِ؟".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now