٤٤-أحلام

259 12 10
                                    

"في ناس بنشوفها بالألوان
و ناس جواها مش بيبان
و ناس إسود و ناس أبيض
و ناس محتاجه بس أمان
و أكتر ناس تآمنهم ما يجي الجرح غير منهم
و ناس إنت بعيد عنهم بتنسى معاهم الأحزان".
(صلاح چاهين).

دلفت عايدة و طلب منها الضابط تعريف نفسها، تنفست بعمق ثم أجابته:
"أحلام محمد السيد".

رفع الضابط رأسه يطالعها بعدم فهم فهو يعلم أن إسمها عايدة، أردفت توضح:
"إسمي الحقيقي أحلام، عايدة تبقى أختي التوأم، انتحلت شخصيتها بعد ما رشدي أخو جوزي حاول يموتني، أنا أحلام مرات مصطفى سليمان".

"لا بالراحة كده و قوليلي الحكاية من الأول بالتفصيل".

هكذا قال الضابط فأومأت موافقة و بدأت تبوح بسرها كاملاً.

قبل عدة أعوام تعرفت أحلام على مصطفى صدفة أمام جامعتها و بعدما توطضت علاقتهما و علم بأنها يتيمة و قرر الزواج بها، رفضت عائلته و كما سبق و علمنا ما حدث تزوجها بالفعل و ظلت معه لمدة خمس سنوات بذات المنزل مع عائلته بعدما قررا ترك شقتهما و العيش معهم بطلب من والدته، لم تخلو حياتها معهم من الإهانة و المعاملة السيئة و قرر مصطفى أن يبعدها و يعيشا معاً بسلام بشقتهما و لكنه عاد مرة أخرى بعدما مرضت والدته لابتعاده عنها و شجعته أحلام ليس حباً في ذلك المنزل و لكنها لم تحتمل ألمه و حزنه لذلك هي من اقترحت عليه أن يعودا بل و شجعته كثيراً و كي لا تُحزنه كانت تخفي عليه ما يحدث من قِبل والدته و شقيقه رشدي، كانت تتحمل فقط من أجله مكتفية بعشقه و لكنه كان يعلم ببعض الأمور و يتشاجر معهما ثم تهدأ الأمور و يعاودا الكرة خلاف إهانتها و معاملتهما السيئة لها كما علمنا من قبل و علمنا كيف كان يتعامل مع الأمر.

خلال تلك الخمس سنوات لم تحمل أحلام بحفيد للعائلة لذلك كانت والدة مصطفى دائماً تحاول إقناعه بالزواج من غيرها لينجب و لكنه كان يرفض، سئم مصطفى تلك الحياة حقاً و شعر بعد مقابلته مع والدته بالمشفى أنه حقاً يظلم زوجته الحبيبة لذلك قرر أنهما سيتركان المنزل و لا عودة للقصر مرة أخرى مهما حدث و لكنه انتظر حتى يعود من سفره للخارج ثم ينفذ قراره الذي سبق و أخبر به والدته بالمشفى ليكون جوار أحلام بتلك الفترة التي لن تمر مرور الكرام لذلك أخبرها بقراره و طلب منها عدم الإفصاح الآن و أن تتعامل بطبيعية حتى يعود كي لا تتعرض لمضايقات بغيابه و تتحمل عواقب الأمر بدلاً عنه و ترك أسرته تظن أنه تراجع كمراته السابقة.

بالفعل سافر و ازدادت المضايقات مستغليان عدم تواجده و لكنها اعتادت الأمر و لم تعطيهما الفرصة و لم تعيرهما انتباهاً، تنشغل بعملها بالنهار و تعود لغرفتها في الليل مبتعدة عنهما أو تبيت مع أسرتها أو كما تلقبهم، بعد مرور أسبوع كانت تشعر أحلام بإعياء منذ فترة و لكن ظل الأمر في ازدياد بمرور الأيام لذلك قررت الذهاب للطبيب و هنا علمت أنها تحمل بأحشائها طفلهما الذي طالما ناجى كلاهما ربهما أن يطعمهما إياه وقد كان عمره شهرين تقريباً، شعرت أحلام أنها تحلق بالسماء من فرط سعادتها تتخيل ردة فعله و سعادته بالأمر رغم أنها تعلم أنه يعشقها و لا يهمه الأمر إلا أنه بالتأكيد يخفي عنها شوقه لطفل منها و قد انصاع من قبل لإصرارها لزيارة طبيب لمعرفة سبب تأخر الحمل و أخبرهما الطبيب أنه لا توجد موانع نهائياً و ذهبت لأكثر من طبيب و كانت الإجابة واحدة و هي أن هذه إرادة الله و لا توجد موانع لذلك استسلمت بعد عدة محاولات.

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now