٢٠-حُرية

218 12 0
                                    

"يا لية العيد أنستينا و جددتي الأمل فينا....هلالك هل لعينينا فرحناله و غنينا....و قولنا السعد هيجينا على قدومك يا ليلة العيد".
(أحمد رامي).

بعد مرور ثلاثة أيام سمح الطبيب لتخرج مهجة من المشفى و تتم متابعة حالتها من المنزل، اصطحبها يوسف مع هيثم الذي تطوع أيضاً ليوفر لهما سيارة للعودة و كم كان يوسف ممتن له لأفعاله الطيبة ومساندته لهم، وصلوا للمنزل ونهضت رجاء سريعاً بالشرفة تستقبلها:
"يا حبيبتي إسم الله عليكِ، حمد الله على سلامتك يا حبيبتي، نورتي بيتك".

خرجت المدعوة (أم عبير) أيضاً:
"سلامتك يا مهجة، ألف سلامه عليكِ يا ضناية، ربنا يزيح عنك ياحبيبتي".

كانت مهجة تكتفي بإماءات بسيطة و ابتسامة جاهدت لتظهرها و شكرهما يوسف و صعد معها للمنزل و كانت عايدة و سميحة و حميدة و سلوى في استقبالها، اطمأنت النساء عليها و انصرفن كي تنال قسطاً من الراحة و دلفت بسنت غرفتها و هدير معها بينما يوسف كان يطمئن على والدته، كاد يتحرك كي يبدل ملابسه و لكنها أوقفته بسؤالها:
"فين ورقة الطلاق؟".

طالع يوسف ملامحها التي لم يستشف منها إذا كانت حزينة أم أنه مجرد إعياء فهو لم يرى حالتها هذه من قبل، أومأ لها و دلف غرفته ثم عاد لها و أعطاها الورقة و ظرف مغلق، نظرت له بتساؤل فجلس مقابلها و أجابها:
"ده جزء من فلوسك اللي عنده، ١٠٠ ألف جنيه و الباقي كتب بيهم وصل أمانه".

"إنت إزاي عملت كده؟".

تنهد مطولاً ثم قص عليها ما حدث، ابتسمت بسخرية و نظرت للظرف ثم نهضت دون أن تتفوه بحرف، دلفت المطبخ و دلف يوسف خلفها بتعجب وجدها تُلقي بالظرف في إناء حديدي ثم أشعلت به النيران بينما يوسف يتابعها بعدم فهم و لم يتدخل فهو بالأساس لا تهمه تلك النقود و لا يريدها، نظرت له و قرأت ما يدور بذهنه فقالت:
"إحنا مش محتاجين حاجه منه، لو هاكل طوب مش همد إيدي على مليم جاي من نجاسته و قذارته و لا من ريحته".

اقتربت منه و وضعت يدها على صدره ثم أردفت:
"المرة دي مكنتش هرجع يا يوسف، المرة دي أول مرة فعلاً قلبي متهزلوش، لما رجعت المره اللي فاتت كنت بقول عشانكم ده حقيقي بس كان لسه في حته في قلبي ناحيته هي اللي بتحركني مش خوفي عليكم بس، المرة دي كنت بفكر.....كان فيه صراع في عقلي، كنت شايفاكم و إنتم بتضحوا بحياتكم و سعادتكم، إنت بشغلك و مستقبلك اللي بيضيع و أختك اللي متحمله معانا.....و رفضت العريس و هتوقف حياتها هي كمان، أنا ساعدتها في ده عشان نخف عليك، كنت شايفاكم قدامي و مبقتش عارفه هو إيه الصح و إيه الغلط، عقلي وقف، قلبي متحركش غير ليكم، صدقني أنا مكنتش حاسه بأي حاجه حواليا و وقت مانتبهت مقدرتش، متحملتش أشوفه جنبي، لقيت إن القرار محسوم أصلاً إني حتى لو عشانكم مش هتحمل أكون معاه تاني....حقك تشوفني....ضعيفه و...معنديش كرامه بس صدقني المرة دي و الله مكنتش هرجع".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now