٢٣-طعنة خذلان

271 15 11
                                    

"أبليتني بالعشق ثم تركتني
و أذقتني حلو الهوى فقتلتني
و وهبتني قلباً يفيض تعطفاً
بعضاً من الأيام ثم قهرتني
تقسو علي و لست أعلم غلطتي
أو غلطتي أني بذُلي أنحني؟
إني رميت القلب صباّ مذعناً
بل خاضعاً يرجو الرضا لا ينثني
و حفرتُ في الأحشاء حرفك غائراً
وجعلت حرفك في الصبابة موطني"
(عدنان الفرزعي).

مر شهرين و قد اعتادت بسمة على العمل و رغم إرهاقها من كثرة العمل إلا أنها تشعر بالسعادة و قد تعرفت على زملائها أكثر و بدأت تعتاد التعامل معهم رغم صعوبة الأمر عليها إلا أنها تجاهد نفسها كما توطضت علاقتها أكثر بنيرمين، اليوم تجلس بسمة مع نيرمين بوقت الإستراحة و صدح رنين هاتف نيرمين فأجابته:
"إيه يا بوب.....ده إيه الرضا السامي ده......خلاص يا عم عارفين إنك حنين من يومك.....ماشي هستناك، سلام".

أنهت الإتصال فابتسمت لها بسمة و قالت:
"شكلك واخده على خطيبك قوي، تعرفوا بعض من زمان؟".

ضحكت نيرمين و قالت:
"خطيبي إيه يا بنتي ده أخويا، خطيبي مسافر وبعدين هو لو خطيبي كنت هبوسه لما أقابله؟".

شعرت بسمة بالخجل و قالت بحرج:
"أنا ماخدتش بالي إنك بتبوسيه أصلاً، افتكرته خطيبك يعني....معظم الوقت بيجي ياخدك....".

"أه إحنا متعودين على كده، يعني لما بيكون فاضي بيجي ياخدني يخرجني و نتفسح سوا".

أبان ذلك بالمنزل عادت براءة من عملها مبكراً، تجلس بمنزل جدتها بصحبة والدتها تتجاذبن أطراف الحديث، نظرت براءة في ساعتها و قالت:
"هو مش سامح قال إحتمال يجي انهارده، هو مش جاي و لا إيه؟".

أجابتها جدتها:
"لا ده كان قصده على بكره، إنهارده مش فاضي عشان رايح خطوبة محمود".

شعرت براءة بانسحاب أنفاسها و سارت رجفة بجسدها، شعور لا يوصف، هي نفسها لا تعلم ما هذا الشعور القاسي، لا تعلم هل ما سمعته حقيقة أم خيال؟، خطبته على أخرى، هل خدعها أم.....أم ماذا حدث، ما هذا العبث؟، حالة من الذهول و الصدمة أصابتها و أفاقت من صدمتها لتتلقى الصفعات تباعاً دون هوادة وهي تستمع لحديث جدتها مع والدتها:
"خطب بنت كده قريبته من بعيد، جواز صالونات أمه نقتهاله، يلا ربنا يسعدها و يفرحها بيه، كانت هتموت و تجوزه و تفرح و أهو الحمد لله ربنا صلح حاله و هتجوزه، هي ست كويسه و تستاهل كل خير".

تجاهد براءة لتتماسك أمامهما و لكنها شعرت أنها لم تعد قادرة على التماسك فنهضت و قالت:
"أنا رايحة الشقة، عندي كام مكالمة شغل".

تحركت بخطوات سريعة تجاهد لتكبح عباراتها، فتحت الباب و خرجت تتوجه لشقتها و لكنها تفاجأت بيوسف يفتح باب المصعد و قد كان يبتاع بعض الأغراض لوالدته، التقط العبارات المتلألئة بعينيها بينما براءة أخفضت بصرها تهرول لتهرب داخل المنزل، أوقفها يوسف بقوله:
"براءة، إنتِ كويسه؟".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now