المقدمة

39.4K 557 10
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

*أشواك ورد* * معدل *

****

*المقدمة*

صباح جميل ينذر بنهار مشمش معتدل، هذا ما فكرت به ورد إبان خروجها من بيتها إلى أشغالها المختلفة وحتى بعد أن وصلت إلى وجهتها الأولى وجدت الأمور مقلوبة و هذا ما لم تعد تحتمله ورد مؤخرا وها هي الآن واقفة أمام نافدة مطلة على حديقة غناء بها أشجار الزيتون و البرتقال تزينها هنا و هناك و الأطفال يغمرونها لعبا و صراخا ببراءة، فتفكر ورد في نفسها، لماذا الإنسان يكبر فينسى هذه البراءة؟ لمَ لا تبقى القلوب نقية على فطرتها؟

¤السلام عليك آنسة ورد.

صوت امرأة جاد أخرجها من أفكارها، فالتفتت ورد إليها.

امرأة بأواخر الثلاثين ، متوسطة الطول نحيفة بملابس محتشمة، شعر بني مجموع بحزم على شكل كعكة ووجه تقاسيمه قاسية مهما حاولت إخفائه يضل يفضح حقيقته....آه لو فقط يكون داخلك كخارجك! لكن للأسف...

¤هذا تسيب يا أسماء، كلما غبت قليلا تلعبون وراء ضهري و تنسون أن من تلعبون بهم بشر ..ياألله كيف أتعامل معكم؟ لم أعد أعلم، لقد حرست منذ سنين على أن يكون أغلب أفراد الطاقم من أبناء الدار لشيء واحد فقط.. إنه لن يشعر بهم و بمعاناتهم سوى من عاش حياتهم و ها أنا الآن من تسمونها ابنة مرفهة أقضي الليالي أفكر بهم و يشهد الله أني أخرج عن عاداتي و طوري فقط من أجلهم و أنتم؟..... آه لقد تعبت، تعبت فعلا .

أجابتها أسماء ودواخلها يرجه الرعب، تخشى علم ورد بكل شيئ، لا... لا كيف ستعلم؟ يتساءل لسان حالها نفسها قبل أن تجيب بمهادنة :

¤اهدئي آنسة ورد، لمَ كل هذا؟ كل الأمور تمام

¤ تمام؟ هل تعتقدين فعلا بأن هناك شيء يحدث في هذه الدار لا أعلمه عنه؟ حري بك يا أسماء، أنت من بين كل الناس أن تعلمي بأن هذا مستحيل وإلا ما وقع اختيار أعضاء الجمعية علي لأترأسها بعد أن أتبت جدارتي بالتسيير .

ارتعدت أسماء ولقد أدركت يقينا بأن كل شيء انكشف، ترى هذه الفتاة التي اقتحمت أعمال الخير سواء بالجمعية الرئيسية أو جمعيات أخرى منذ أن كانت في الخامسة عشرة فقط.. كبرت وسط الأيتام و الفقراء، عاشرتهم وساعدت بكل ما أوتيت به من علاقات تستغل من وضعها الاجتماعي لكي تجمع لهم أموالا كثيرة و كانت تحرص دائما على وصول هده الأموال إلى حيت تنتمي و هم بالمقابل يمدونها بالقوة، فمن أين لها بكل هذه الشجاعة و العزيمة التي لا تنضب وبعد مرور السنوات أصبحت رئيسة أكبر جمعية خيرية بالمدينة وأشك بأن يكون هذا الشيء الوحيد الذي وصلت إليه لأنه و ببساطة لا تحب أن تعرف أعمالها و تحرص دائما على العمل في الخفاء.

من يرى هذه الفتاة الأنيقة الكاملة الأنوثة لا يفكر أبدا بأنها تساعد بنظافة الدار و الطبخ أحيانا و حتى في تنظيف الرضع الأيتام ولا تشتكي أو تشمئز بل بالعكس تكون سعيدة و ضحكتها للنواجد، إنها حقا تستمد القوة منهم .

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن