الفصل الواحد و العشرون

8.1K 286 1
                                    

*الفصل الواحد والعشرون** معدل **

تأكد من انصراف الجميع يتسحب إلى غرفتها، فتح الباب بخفة كما أغلقه بخفوت واقترب من السرير يلمح جسدها النحيف برداء المشفى وشعرها ملموم تحت الغطاء البلاستيكي بينما ملامحها الصغيرة مخفية تحت كمامة الأكسجين، لا يظهر إلا جفناها الكبيرين المسدلين على عينين يتذكر جيدا وسعهما، رق قلبه لشحوبها وضعفها كما قلة حيلتها، استنتج عقله من بياناته التي جمعها بأنها يتيمة والخالة تحاول تزويجها لابنها الذي يعتبرها كأخت لكن ترى ما شعورها هي؟ هل تحبه لذلك فقدت صوابها وانطلقت بسيارتها لا تبصر أمامها؟ كره تلك الفكرة ينفضها عن رأسه وانحنى نحوها يمد يده إلى جفنيها، لمس أحدهما بإبهامه يشعر به حريرا ينساب إلى صدره كنسيم بارد في أحر يوم صيفي، هم بلمس الآخر، فرمشت وفتحت مقلتاها النجلاوين فجأة، تسمر مكانه يتأمل لون البندق الذي أصبح يحتل جل بياض العين كالبدر في ليلة تمامه.

عاد إليها الوعي بعد أن نامت أثناء زيارة العائلة تشعر بكل موضع بجسدها يؤلمها وبثقل في رأسها، رفت رموشها لتزيل الضباب الذي يغشى عينيها لتجد قربها رأسا ضخما بملامح كلها ضخمة، فتجمدت تتأمل للحظة زرقة عينيه الغامقة المختلفة عن الزرقة الصافية لدى أولاد خالتها لكنها ما لبثت أن شعرت بالخوف، تحاول التحرك بينما تتنهد بألم ليستقيم في وقفته رافعا يديه باستسلام، يهمس بخفوت هادئ غريب عليه

¤لا تخافي! أنا من صدمتِ سيارته وأخرجتك من سيارتك بعد أن انقلبت وأحضرتك هنا ....كيف تشعرين؟

نزعت الكمامة، تجيب ببعض الحنق

¤ أشعر بأن حافلة دهستني، أنظر؟ أنا أعلم بأنني مخطئة وبما أنك لم تصَب يمكنني دفع تعويض على الأضرار التي لحقت بسيارتك.

ابتسم بغموض وظل على همسه، مجيبا

¤ للأسف الأضرار التي تسببتِ بها لا يمكنك تعويضها بالمال.

زوت ما بين حاجبيها بريبة ترفرف بجفنيها، فيرفرف شيئ ما وسط صدره قرب القلب تماما، فتقول بحيرة

¤ لا أفهم مقصدك ...هل كان معك أحد في سيارتك؟ هل تأذى؟ يا إلهي! أنا لم أقتل أحدا أليس كذلك؟ ..آه!

حاولت التحرك بجزع، فتألمت وأسرع إليها يثبتها بيديه الضخمتين، يهتف بخفوت

¤ اهدئي! لم يمت أحد، بل أنت من أوشك على فقدان حياته!

سكنت بين يديه ترمق القلق بعينيه لا تصدق بأنه من أجلها، فأسرع تنفسها موازيا لسرعة قلبها، ليهتف بقلق بلغ مداه

¤ما به تنفسك؟ هل أنت بخير؟ هل استدعي الطبيب؟

حاولت دفعه عبث، تهمس بضعف

¤ أرجوك ابتعد عني.

أعادها إلى السرير برفق مستغربا تصرفاته المخالفة لكل كيانه ثم تنحنح قائلا

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن