الفصل السابع عشر

8.2K 304 4
                                    

*الفصل السابع عشر** معدل **

يس بيت آل خطاب فقط من يعج بالضيوف ويطلبون النسب إنما هناك بيت آخر أقل فخامة وأكثر بساطة "بيت العم سعيد" في غرفة الضيوف المتواضع يجلس على الأريكتين، طه فاروق و والدته السيدة حفصة طبعا بعدما غيرت اسمها نظرا لدخولها في الإسلام والعم سعيد وبجانبه ابنته الصغرى وزوجته، كانت الفتاة الصغرى تحدق بانبهار بعويناتها السميكة تتأمل بياض بشرتها الشاحب ولون عينيها الأزرق الغريب الشبيه بالزجاج فتلتفت إلى ابنها الذي لا يشبهها إلا في لون بشرتها، أشارت لها السيدة حفصة لتقترب منها فنظرت إلى والدها الذي حرك رأسه موافقا لتخطو باستحياء إلى أن وصلت إليها، أمسكتها السيدة حفصة من كتفيها تقول بلهجتها ذات اللكنة الظاهرة حتى مع طول مدة إقامتا بالبلد العربي

¤ أهلا صغيرتي ...ماسمك؟

لتجيبها الصغيرة بهمس أطفال رقيق

¤ مروة.

أكملت و هي تسحبها إليها أكثر

¤ بأي صف أنت؟

لمست عويناتها بتوتر وكأنها في امتحان شفهي، ترد

¤في الصف الرابع.

ابتسمت السيدة حفصة بدفئ وأمالت رأسها قليلا، تهمس وتقلدها

¤ لماذا كنت تنظرين إلي؟

فتحت فمها وكأنها ظبطت بفعل مشين، قبل أن تعلل ببراءة بينما تشير إلى وجهها

¤ أنت بيضاء كثيرا وعينك زرقاء كثيرا.

اتسعت ابتسامتها بينما تجيبها بمرح

¤ و ماذا في ذلك؟

ضمت بين حاجبيها تشير الى طه مضيفة بحيرة بالغة

¤ لكنه ابنك وعينه وشعره سوداوين؟

ضحكت و الآخرون في حين نهرتها والدتها، فأشارت لها السيدة حفصة أن لا تفعل وحاولت كتم ضحكها قائلة

¤ ماذا أفعل، خلقه الله يشبه أباه في كل شيئ؟ حتى شكله لكنني استحوذت على لون بشرته، فوالده كان أسمر رحمه الله.

ضمت الفتاة الصغيرة تقبلها بوجنتها، فدخلت رأسا قلب هذه الصغيرة وأحبتها.

التفتوا إلى مدخل الغرفة الذي ولجت منه فاتن حاملة صينية القهوة برفقة أختها، فانتفض طه لمرآى فاتنته بفستانها الأزرق الطويل إلى كاحليها عليه سترة سوداء قصيرة إلى أسفل الصدر بقليل وطرحة زرقاء أبرزت بياض بشرة وجهها، أجفل على لمسة والدته تنظر إليه بعتب خفيف ليغض بصره، فتنحنح بخفوت وتتظاهر بترتيب هندامه أما هي فقلبها يهدر بصدرها ترتعش تكاد توقع الصينية لولا مساندة شقيقتها، قدمت القهوة لحماتها أولا تلك التي تبسمت بمكر بينما تقول بصدق

¤ طه لديه كل الحق في الإعجاب بك ..فأنت إسم على مسمى.

تحركت الصينية بين يديها المرتعشتين وقد احمرت بشدة حياء فلم تستطع تقديم القهوة له و التفتت إلى والدها الذي أخذ الفنجان مبتسما أيضا يستشعر مدى خجلها وقدمه لطه رأفة بها.

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن