الفصل الخامس و العشرون

8.2K 286 2
                                    

**الفصل الخامس والعشرون**معدل **

استسلمت مريم أخيرا لكف ورد تسحبها لينزلا إلى خالتها بعد أن أقنعتها بأن لا شيء هناك لتخجل منه، ما إن لمحتها خالتها حتى قامت إليها بلهفة أُمْ تتلقفها بين ذراعيها، لم تَحْسب مريم حسابا لذلك، فهي اعتقدت بأن خالتها ستقف بصف ابنها وتخجل من كونها من دمها وقد تتبرأ منها لكن فعلتها هذه جعلتها تشعر بالفعل أنها شقيقة والدتها وفجأة اختفت أحاسيس الغربة والوحدة واليتم في آن واحد ومرغت أنفها بصدر خالتها تشتم عبير أمها وللحظة تجلت ملامحها في ملامح خالتها، فشدت عليها بيديها بقوة تهمس بشجن ولوعة

¤أمي!

انطلقت شهقات البكاء من كل الأفواه بلا استثناء هذه المرة لهيبة المشهد، مشهد يقر بإمكانية إحياء الوالد أو الوالدة بِتَصَرُّفِ ليس بأمر جلل لكن قلة من يرزقهم الله حكمة التصرف به و هو الاحتواء.

أبعدتها السيدة هناء برفق تنظر بعينيها لا تصدق ما سمعته للتو والدموع اللعينة تشوش عليها رؤية وجهها، فهمست بتوسل

¤هل تعنينها ابنتي؟

لم تجبها وظلت تنظر إليها تحاول الفصل بين ملامحها وملامح والدتها لكنها نفس الدموع اللعينة لا تمكنها من ذلك وما زالت ترى نفس الوجه النحيف الأبيض المحمر ونفس شكل العيون الخضراء، فسمعت توسلها من جديد

¤إن كنت تعنينها بالفعل أعيديها ابنتي، أرجوك!

مسحت مقلتاها ووضحت الصورة أمامها ولم تجد فرقا أبدا سوى شامة سوداء كانت تتميز بها والدتها تحت شفتها السفلى لكن ذلك لم يلغي شيئا مما شعرت به والأمان الذي أحست أنه أحاط بها، فنطقت بثقة نبعت من أعماق قلبها المجروح

¤أمي.

عادت لاحتضانها و قد بدأ ضميرها يستعيد بعض راحته بعد سنين من العذاب، فمهما كان خطأ مريم، خطئها هي أكبر، فمن شتتت العائلة سواها؟ وقد تكون السبب لما حصل لها أيضا! ألم ترها من قبل في منامها تستنجد بها وشقيقتها ترميها بنظرات الغضب؟ ..آآآآه ... تنهدت داخلها وهي تسأل ربها إن سامحتها أختها فلتزرها ضاحكة بمنامها.

سحبت مريم وأجلستها قربها بينما لا تزال تضمها تخاطبها بلين ورفق

¤ اهدئي و خذي نفسا عميقا واحكي لي ما حدث لك وأقسم من كان السبب سيدفع الثمن غاليا.

همست مريم ترمقها باستغراب

¤ أنت متأكدة من عفتي ...لِمَ؟

ابتسمت خالتها تلمس خدها بحنان بينما ترد

¤ لأن هذا الوجه البريء لا يعرف الكذب ولأنك ابنة شقيقتي وأنا أعلم أخلاقها التي لابد ربتك عليها، لقد كانت أفضل مني خلقا حبيبتي.

تبسمت مريم من بين دموعها بحزن وشوق، تعقب

¤ لقد صارمة رحمها الله.

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"Where stories live. Discover now