الفصل السادس عشر

8.7K 315 3
                                    

*الفصل السادس عشر** معدل **

ستيقظ متأخرا كعادته، كيف لا يفعل وهو الراعي للجانب المظلم لوالده، وهذه الأيام مشغول أكثر، فالانتخابات على الأبواب ووالده قد اختار المرشح الأنسب وسيموله إلى أن يحصل على المنصب المهم ثم يحركه كدمية الماريونت بينما يظل بعيدا عن الصورة تماما. سمع صوت والدته وسهى فاتجه إليهما يسخر من موقف أمه التي ليس لديها شاغل إلا التبضع لحفيدها المنتظر، جنين لم يكمل الشهرين في بطن أمه، التقطت أذنيه اسما جعله يطرق السمع، فاشتدت أطرافه و دخل عليهما، نظرتا إليه و الأجواء تتوتر كما يحصل دائما عند حضوره، فقال بنبرة عادية

¤ مرحبا.

ردت عليه والدته التحية وهو يقبلها على وجنتها أما سهى فتمتمت بتحية خافتة و ضمت حماتها بعدما تركها، تقول باقتضاب

¤ إلى اللقاء خالتي، سأقضي اليوم عند أهلي وسيقلني حمزة ليلا إن شاء الله.

ردت مبتسمة بينما تسترخي على إحدى آرائك غرفة الجلوس

¤ رافقتك السلامة عزيزتي، بلغي سلامي لوالدتك وورد وباركي لهما بالنيابة عني.

هزت سهى رأسها بتوتر تلقي نظرة على تامر المتحفز وفرت من أمامه قبل أن يسألها، شعر تامر بأمعائه تتلوى في بطنه، يستشعر ما سيعرفه من أمه التي حاولت التملص وقد نهضت من على الأريكة لكن لم يمهلها ووقف حائلا بينها وبين الباب، يستفسر

¤ ما بها ورد؟

ضمت شفتاها بتوتر، فهي تعلم بتعلق ابنها المرضي بورد فقط لأنها لم ترضخ لرغباته ولم يستطع ترويضها، فأصبحت هوسا بالنسبة له.

رمقها بنظرة تحفز ، فقالت باقتضاب مرتبك

¤ ورد ستتزوج.

ضم يديه في قبضة حتى ابيضت مفاصله وارتعد عصب جبهته حتى احمر وجهه، فهتفت والدته بينما تمسك بكتفيه

¤بني أرجوك، دعها وشأنها هي لا تشعر بعاطفة اتجاهك، القلوب لا سلطان لنا عليها.

أزال يديها بحدة، يصيح

¤ و من يشعر بعاطفة نحوي؟ من؟ إن كنت أنت أمي أو أخي تتوتران لمجرد حضوري و كأنني عدو ولست ابنك أو شقيقه، أخبريني بمن ستتزوج؟

نظرت إليه بريبة، فهي على علم بتاريخه الأسود مع ليث وتشك بأن ليث يريد ورد فقط لينتقم شر انتقام منه، نفضت عنها تلك الأفكار، تجيبه بخفوت التقطه كالصقر

¤ليث الجندي.

لم يثر كما اعتقدت والدته بأنه سيفعل لم تكن تدري بأنه توقع ذلك فقط أراد التأكد.

غادر القصر كله كالعاصفة والسيدة نارمان تتمتم بدعاء الحفظ لكن ليس لابنها، فهي تعلم أنه من سيكون الجاني لذلك دعت لورد و ليث بالستر.

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"Where stories live. Discover now