الفصل العاشر

8.6K 323 4
                                    

*الفصل العاشر** معدل **

استيقظت اليوم بهالات سوداء تحت عينيها، لم يغمض لها جفن تفكر بطريقة للتخلص من هذه الزيجة دون خسائر متجسدة بوالدها وأيضا والدتها التي ما إن تعرف ستنضم لصف العميد، فهي تحاول إقناعها بالزواج منذ مدة وخصوصا حين ترى في مستواهم الاجتماعي بالحفل والحسب والنسب.... أووووف! زفرت ورد تنحي أفكارها جانبا ونهضت لتوصل مريم إلى المدرسة كي تقابل الأستاذ طه.

توجهت لمائدة الإفطار...قبّلت رأس أمها المبتسمة بفرح استغربته ورد ومريم على حد سواء. تناولت إفطارها بسرعة استهجنتها والدتها التي أوصتهما بالعودة باكرا لتجهزا نفسيهما وستكون سهى بانتظارهما مع الفساتين.

استقلتا السيارة تقصدان رأسا المدرسة.

طلبت ورد من كنزة محادثة الأستاذ طه بموضوع شخصي، فاستدعته الأخيرة وتركت لهم المكتب.

جلست ورد في الجانب الآخر من القاعة على الأريكة البيضاء وجلس بالكرسي المقابل لها، نظرت قليلا إلى هذا الشاب في أواخر العشرين طويل جدا مائل لنحافة، شعر أسود أغمق من لون عينيه المظللة برموش كثيفة كحاجبيه الأسودين المرسومين بإبداع رباني بوجه أبيض يتوسطه أنف حاد ولحية خفيفة مشذبه بعناية تحوم حول فمه، تعرفه معرفة سطحية منذ سنوات من خلال دراستها إلى أن جاء يوما و قدم أوراقه ليدرس بمدرستها، إستغربت كثيرا حينها كيف أن طه فاروق الذي ورث أموال أبيه يريد العمل كمدرس، لم تقاوم سؤاله يومها لترضي فضولها، فابتسم وأخبرها بأنه نفذ رغبة والده رحمه الله بمباشرة عمله والحفاظ عليه لكن ذلك لا يمنعه عن ممارسة العمل الذي يحبه في أوقات فراغه لذلك طلب وظيفة بلا أجر وبعد أن احتكت به بالعمل تأكدت من معدنه الأصلي... وكعادتها طرحت الموضوع مباشرة ووضوح.

¤ أستاذ طه هل تحب فاتن؟

فوجئ بالسؤال كما من طريقة إلقائه وتوتر قليلا، فأردفت بهدوء.

¤ لا أدرك إن كان بعلمك بأنني أعتبر نفسي أختا لفاتن وكنت قد تكلفت بجميع مصاريف دراستها إلى أن تنهي جامعتها ...والبارحة علمت من العم سعيد بأنها طُلبت للزواج كنت في البداية رافضة، لكن عندما أخبرني أن المتقدم أنت أعدت التفكير بالأمر فقررت التحدث معك ...فكما ترى فاتن رافضة بالمطلق.

رمقها بحدة واحمرت عيناه وكأنها تبلغه بأنه سيحرم من الحياة، يرد بحدة لم يقصدها.

¤ فاتن رفضتني؟

ضاقت مقلتاها تركيزا بينما تفسر له.

¤ فاتن صغيرة لا تعرفك وهي ترفض رجلا فرضه والدها عليها بطريقة خاطئة، فاعتبرته قاتلا لأحلامها وسجانها الذي سيمنع عنها الحياة.

ارتفعا حاجباه متفاجئا يهتف باستنكار.

¤ أنا ؟ أحرمها من أحلامها و أسجنها؟ لماذا؟ لم أفعل سوى طلب يدها من والدها.

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"Where stories live. Discover now