الفصل الثامن و العشرون

7.8K 289 2
                                    

*الفصل الثامن والعشرون ** معدل **

عاد إلى المنزل بعد أن أنهى عمله واطمأن على صديقه ينهكه التعب مشتاق إلى سريره لينام، لمح طيفها في عتمة الحديقة فاستغرب عدم نومها بعد، خطا نحوها فلاحظ سكونها، اهتز قلبه خوفا فأسرع إليها ليزفر حين اكتشف نومها على الكرسي، اقترب منها وجلس بجانبها، فمد يده ولمس خدها ثم رفعه قليلا إلى جبهتها ليتوقف عند حاجبيها، فتذكر أول مرة رآها وجذبته بلون حاجبيها الأحمرين، لمسهما بإبهامه فتململت وفتحت عيناها.

نظرت إليه ولم تتحرك من مكانها هامسة له بصوتها العذب

¤لماذا تأخرت؟

ابتسم يسألها

¤ قلقتِ علي؟

تجاهلت سؤاله، تنهي سيل استفساراتها

¤ لم تنم منذ البارحة ....هل أكلت شيئا؟

هز رأسه، مجيبا بتعب

¤ أنا جائع لكن للنوم فقط.

همت لتقوم عن مكانها، فأمسك يدها يهمس برجاء

¤ هل أعجبتك هديتي؟

أطرقت برأسها خجلة تومئ باسمة بخجل، فاستطرد

¤ الحجر جلبته بلون عينيك وصفاء قلبك والقصيدة رسالة اعتذار مني ...فهل سامحتني؟

رفعت رأسها ترمقه بألم والدموع تتدحرج على خديها تهمس بشجن حائرة بين قلبها وعقلها

¤ لقد جرحتني.

اهتز صدره بألمها الذي طعنه كخنجر وأمسك يدها الأخرى يقبلهما، فارتعشت بينما هو يرجوها تفهم آلامه

¤لو لم أكن أحبك ما كنت غضبت وفقدت عقلي ورزانتي حينها، لقد كان تصرفي طائشا أعلم، لكن عذري أنني لم أكن بوعي خصوصا حين أكدتِ كلامها بعينيك فأنا أثق بهما ...كيف لي أن أعلم بالغيب حبيبتي؟

شهقت لا تعلم لماذا تبكي؟ أمن جرحه لها الذي لم تعد تشعر به أو خوفها عليه من الموت وقد أضحت تعلم خطورة عمله، تخشى أن يلحق بأهلها هو الآخر فتبكي بقلة حيلة.

تضاعف ضيق صدره من بكائها، فاقترب منها أكثر يحاول تهدئتها

¤ حبيبتي لا تبكي! أنا آسف، لن أكرر خطئي فقط سامحيني وثقي بي من جديد.

شهقت مرة أخرى تجيبه ببكاء حار

¤أنا سامحتك لحظة عدت لتتأسف مني بمنزل الخطاب.

ابتسم هشام من تصرفها الطفولي يستفسر منها

¤ إذن لماذا هذه الدموع حبيبتي؟

ردت وهي لا تزال تبكي كفتاة صغيرة

¤لأنني اكتشفت بأن مهنتك خطرة ...ماذا لو كنت مكان ليث؟

ثم رفعت يدها تحركها إشارة للنفي

¤هذا لا يعني أنني سعيدة لأن ليث من أصيب ..لكن أنا خائفة عليك، لن أتحمل موتك أنت أيضا، لن أتحمل! ...لم تبرد نار حزني بعد على والداي!

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"Where stories live. Discover now