الفصل الثاني و العشرون

8K 297 4
                                    

*الفصل الثاني و العشرون** معدل **

يجلس وسط حديقة الدار على إحدى الكراسي الحديدية، مائلا بجسمه إلى الأمام يضع قبضة يده تحت دقنه، مسندا مرفقها بفخذه والأخرى مثنية خلفها، يتأفف بكآبة كل حين وكأن هموم الدنيا اجتمعت لتتمركز على كتفيه، بالقرب منه تقبع الصغيرة أمل تجلس نفس جلسته في مشهد مضحك كلما تأفف هو تأففت مثله وإذا تنهد تنهدت هي الأخرى، حتى أجفلا الإثنين على مفاجأة لم يتوقعاها

¤جيد جدا، أصبحت لك ابنة وأول ما تعلمها التأفف والتنهد كآبة .

قام سمير عن مكانه يقترب من أخته، قائلا بحيرة

¤ أسماء! ماذا تفعلين هنا؟

ردت عليه بنزق بينما تضع يديها على كلا جانبي خصرها

¤ لم أسألك يوما ماذا تفعل أنت هنا؟ تترك عملك لتتخذ الدار سكنا لك من جديد!

هتفت أمل ببراءة تدافع عن 'البابا خاصتها' بينما تتخصر بدورها عابسة بطفولية جادة

¤إنه بابا خاصتي، يأتي ليزورني و يشتري لي ألعابا كثيرة مع ماما خاصتي.

ضيق سمير عيناه وضم فمه بامتعاض أما أسماء فقد تبسمت بمكر ترفع حاجبها الأيسر واقتربت من أمل التي انكمشت على نفسها خوفا، تسألها

¤ و من تكون ماما "خاصتك" يا أمل؟

ارتخت أطراف الصغيرة داخل فستانها الأزرق كلون عينيها، تجيب بفخر

¤سنبلة!

ضحك سمير ملئ شدقيه على ملامح أسماء تستغرب الإسم قبل أن تلتفت إلى شقيقها تنظر إليه بعبوس، تنتظر منه التفسير، فقال متداركا قهقهته

¤ سأخبرك إن أخبرتني أنت ماذا تفعلين هنا؟

زفرت بانزعاج، تجيبه بضجر وهي تلوح بكفها في الهواء

¤ جئت أصلح شيئا مما أفسدته.

لم يجب لكن رفع حاجبيه انتظارا للتتمة، فأكملت

¤سأنظم معرضا كبيرا للحرف التقليدية وطبعا سيكون الرواق الأكبر للتطريز و عائدها سيكون لدار بعون الله.

غامت عيناه بحزن حتى لمعت مقلتيه الرماديتين، فجزعت أسماء وأنزلت يديها إلى جانبيها تقترب منه بقلق، تسأله

¤ ما بك يا سمير؟

سحبها بين ذراعيه وضمها بحنان أخوي، يهمس

¤ انا آسف أختي، أرجوك سامحيني.

ابعدته مسافة يدها، تجيبه باستفسار حائر

¤ لماذا تطلب مني السماح أخي؟

مسح شبح دمعة تحت عينه برأس إبهامه مجيبا

¤ كان يجب علي الاهتمام بك أكثر، لو دفعتك باكرا إلى المعالجة، كنتِ ل؟

أمسكت جانبي وجهه بكفيها هامسة بحنو

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن