الفصل الثامن

8.8K 315 13
                                    

*الفصل الثامن** معدل **

نتهت ورد من التبضع كما انتهت من سرد قصة مريم على ليث الذي كان مأخوذا بها، يتبعها أينما دخلت يراقب حركاتها وسكناتها وحتى طريقة لمسها للقماش يأسره بشكل غريب وكان يلجم عينيه بمشقة مُنٍِيَ بها لأول مرة...عادا إلى المركز وتركها ليستعلم عن مريم فرجع إليها بالأخبار.

¤ إنها في مكتب ميساء ومعهما طبيبة المركز.

نظرت ورد الى أسفل رجليها وتمسكت بالكيس البلاستيكي بحياء تخفيه والحقيبة باليد الأخرى، تغمغم بجيد قبل أن تلمح نظراته الغريبة.

¤كيف تفعلين ذلك؟

ارتفعا حاجباها بتساؤل فأردف.

¤كيف تثقين بفتاة لم تعرفيها بحياتك وتقدمين لها المساعدة بل وتفتحين لها بيتك؟ ماذا إن خذلتك؟ ماذا إن خرجت الطبيبة الآن و أخبرتك بعكس ما قالته؟

ابتسمت ورد بجمود تقول.

¤ ببساطة صادفت حالة إنسانية تستحق مني مساعدة وأنا أملك إمكانية مساعدتها ففعلت. سألتها أجابتني، صدقتها وقررت المساعدة إن كذبت علي وكشفت كذبها كل ما سأفعله أنني سأحاول الحصول على ثقتها لأعرف كيف أساعدها لأنني في الأصل تقربت منها لأساعدها لم أطلب وفاءها وحبها .

إستغرب ليث منطقها كثيرا لكن على الأقل بدأ يفهمها.

¤لكن إن صدقت الآن ستكون أول درجة على سلم الثقة ...وعلى حسب تعاملاتنا مع مرور الوقت سأقرر إذا كنا نصلح لنكون صداقة أم لا ...هذا كل شيء.

لمحا خروج الطبيبة و من ورائها ميساء التي توجهت إليهما رأسا، تخاطبها ببعض الإشفاق.

¤من الأفضل أن تدخلي إليها، فنحن لم نستطع إيقافها عن البكاء.

قطبت ورد جبينها تتأهب.

¤ لماذا؟ ماذا حدث؟

ربتت ميساء على كتفها تفسر لها.

¤ تعلمين كيف أن هذا الموقف محرج للفتيات يعتبرنه إهانة بحق كبريائهن، لذلك هدئيها قليلا ثم اسأليها إذا أرادت إتهام الحقير الذي ضُبط معها.

¤ أين هو ؟ لازال في الحجز ؟

سألت ورد ببرود غاضب فأومأت ميساء بنعم لتلتفت إلى ليث تستدرك.

¤ ها هي الحقيقة أمامك، ظلم و فتاة لن تستطيع القصاص منه إلا بمعاناة مع محاكم لن تتحملها أعصابها... إذن أريني ماذا ستفعل؟

جمع ليث فمه بابتسامة مكر تعرف ميساء مغزاها جيدا ثم قال.

¤ إهتمي بالفتاة سأقضي أمرا و أعود بسرعة لأقللكما إلى البيت.

إنصرف ليث تحت أنظار ورد وميساء التي قالت وهي تبتعد... ** في خبر كان لقد وقع بيد الضابط الجندي* أجفل ضحكها ورد التي تنبهت أن ليث لبي طلبها حقا، فابتسمت هذه المرة إبتسامة وصلت لعينيها ثم توجهت نحو مريم...دخلت إلى مكتب ميساء فوجدتها على أحد الكراسي تكتم شهقاتها بكفها، تألمت لألمها فأخدتها في حضنها تحاول بثها بعض الأمان و الأمل بالغد. تشبثت مريم بحضن ورد تبكي كل الذل الذي عاشته وحزن فقدان والديها.

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن