الفصل الحادي عشر

8.6K 314 2
                                    

*الفصل الحادي عشر** معدل **

شرفة أرضية بمساحة شاسعة مطلة على البحر ما يميز منزل الجندي العريق وبقية من منازل معدودة متراصة على ضفة ذلك الساحل، تراصت عليه طاولات مستديرة بشراشف حريرية بيضاء مزينة بكؤوس من الكريستال الشفاف والأطباق الفاخرة وتتوسطها باقات ورود بيضاء والأضواء منتشرة على طول الجدران والسور المطل على البحر ...بدأ الضيوف بالتوافد عبر الممر الذي يتوسط الحديقة الكبيرة الرابط بين الباب الكبير والشرفة وما يميز أكثر منزل وعائلة الجندي انقسام المساحة واحترامهم لعزل النساء بعيد قليلا عن الرجال وهذا ما لا يهتم بفعله الكثير من العوائل أثناء الحفلات، وفي استقبال الضيوف انتصب كبار عائلة الجندي على مدخل الشرفة، الجد والجدة يجاورهما السيد يوسف وحرمه.

وكان من ضمن الوافدين عائلة خطاب المرافقة للعميد الشهدي المنتظر لهم أمام القصر، صافح العميد الجد الجندي الكبير عرفهم إلى باقي العائلة.

رحبوا بهم بسرور لم تخفه الجدة إذا استثنينا السيدة زهرة التي لم ترضى بالأمر بعد، لا تنكر بأنها تأكدت من عدم حب ابنها لابنة أختها وكادت أن تخسره لكن هذا لا يعني بأن تقبل بفتاة مغناطيس مشاكل.

أمسكت الجدة بيد عائشة تسحبها إلى المائدة المخصصة لهم و الأخيرة تحدث نفسها ..*هداك الله ابنتي لكي لا تفوتي هذه الزيجة بعنادك، أظن بأن العائلة ترحب بك، ربما والدته تظهر بعض التحفظ لكن أليس كل الحموات هكذا؟ المهم باقي الأفراد و الأهم هو الزوج و العميد يضمنه* قاطع أفكارها صوت الجدة طيبة التي جلست بالكرسي جانبها،

¤ أنا سعيدة جدا بالتعرف إليكم وأسعد أكثر بكون حفيدي قرر الزواج...أتشوق لرؤية ورد لأعرف منها كيف جعلته يغير رأيه فجأة بعد رفضه حتى بذكر كلمة زواج.

ابتسمت السيدة عائشة بفخر، تقول بحديث مهذب.

¤ أنا أسعد عزيزتي، شكرا لك... ابنتي ورد فتاة عاقلة ورزينة ويشق علي فراقها لكنها سنة الحياة.... لا أمدحها لأنها ابنتي لكنها حقا فتاة ناضجة حفظها الله لي من كل شر.

ردت عليها الجدة بمرح تربت على كفها، جعل السيدة عائشة متفائلة بالنسب الذي قد يجمع بينهم.

¤ لا تقلقي!...حفيدي شاب جيد سيحافظ عليها ..ثم نحن في مدينة واحد يعني إن شاء الله لن يكون هناك فراق.

مريم الجالسة قبالتهما غير مركزة بحديثهما والزبرجد بعينيها يتألق مع شعاع الأضواء، تبحثان عن أخرى شبيهة لها.

أما بالجهة الأخرى مال محمود المراقب للأمور بحذر على العميد، يلفت نظره بخفوت.

¤عمي ..ألا تظن بأن الضابط وورد تأخرا؟ أنا قلق عليها .

التفت العميد إليه مهمتها بحديثه فأومأ مؤكدا واستل الهاتف من جيبه يدخل رقم ليث وعندما رد عليه الصوت الآلي، تجاهل قبضة ألمت بقلبه وطلب رقم ابنته.

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"Where stories live. Discover now