الفصل الاول

17.1K 373 7
                                    

**الفصل الاول ** ** معدل **

*دار الأيتام*

خرجت ورد من المكتب قاصدة المكان الوحيد الذي تشعر فيه بكل الأحاسيس الجميلة، البراءة، الحب والحنان، إنه قسم الرضع، فلا أحب إليها ولا أفضل من ضحكة رضيع بريئة و لا حنان أفضل من حنان لمسته الناعمة.

¤السلام عليكم.

كانت هذه تحية ورد على العاملتين اللتان تهتمان بالرضع و في هذا الوقت يقمن بتحميمهم وورد لا أحب إليها من ذلك، لذا تفضل قصد الدار في ذلك الوقت.

احدى العاملتين تعتبر من الأصدقاء المخلصين لورد، من السريين طبعا و مالا تعلمه أسماء أن هذه العاملة عين من أعين كثيرة جنّدتها ورد من أجل السهر و المحافظة على الأيتام.

¤اهلا آنسة ورد دائما في وقتك .....تعالي واحملي هذه الصغيرة فهي من تتعبنا وطبعا لن تستكين إلا بين يديك، لو أعلم السر لوفرتِ علينا ساعات بكاء كثيرة بالليل.

أجابت ورد وهي تحمل الطفلة و كأنها قطعة من زجاج رقيق تخشى عليه من أدنى حركة، تداعبها بملامحها قبل لمساتها وصوتها الحنون.

¤ لا سر فاطمة، فقط السعادة، هي تشعر بأنها تسعدني لذلك تمنح لي المجال لأسعد معها، هذا كل شيئ.

حملن الأطفال إلى الحجرة الخاصة بالاستحمام و بدأن بالعملية كما كل مرة.

¤ما الأخبار؟ ماذا فعلتِ مع تلك الحيّة المسماة أسماء.

رمقتها ورد بعتاب دون أن تتغير ملامح الحنان على وجهها والتي عادة ما تتصف بها مع المحتاجين و الأضعف منها.

¤ عيب عليك يا فاطمة، ألم أنبهك من قبل! لا أحب تلك الألقاب وإن استحقوها، لن ندنو من مستواهم و طبعا لن أسمح لهم بأخذ حسناتي أو تحمل ذنوبهم .

ردت عليها فاطمة، لا تكل تتفاجأ من تصرفات هذه الفتاة ومن أخلاقها، تفكر بأنها هكذا مند أن تعرفت إليها وهي نفسها نزيلة هذه الدار وكانت أصغر من ورد بثلاث سنوات. تتذكر كيف تغيرت أحوال الدار منذ أن أضحت من الفاعلين فيها ولم تتجاوز بعد سن المراهقة وعندما حاولت ورد التقرب منها لاقتها بالرفض لظنها تمثل الفتيات الثريات اللاتي يتبجحن و يتفضلن عليهم و سرعان ما يملن ولا يعدن ولكن ورد أثبتت بأنها نذرت حياتها للخير حتى أن الكثير لا يعلم ماذا تفعل و لماذا؟ فهي تبقى دائما غامضة ولا تسلم دواخلها حتى لأقرب الأقربين إليها ولكنها مخلصة و كلمتها واحدة لا ترد.

¤ يا ورد إلا هي، إنها لا تخاف الله أبدا، لا أعلم من أين أتت بكل تلك القسوة.

أجابتها ورد وقد أنهت تحميم الرضيعة تلبسها ثيابها.

¤تقلبات الحياة يا فاطمة، تجعل من هم أحن قساة إلا من رحم ربي .....لم تعترف يا فاطمة، كنت أتمنى أن تعترف و نقوم بتسوية كل شيء داخل الدار و لكنها لم تفعل و الآن أنا مضطرة لأن أدع للجنة التحقيق التدخل .

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"Where stories live. Discover now