الفصل الخامس عشر

8.5K 301 2
                                    

*الفصل الخامس عشر** معدل **

دخلت غرفتها وما إن أغلقت الباب هرولت لسريرها ترتمي فوقه، سحبت وسادتها تكتم بها شهقات بكاء تنبع من حرقة خزي قلب مهان وكبرياء مفقود في بيت تربت فيه و لم تشعر يوما بالانتماء إليه، فألقت السمع و الإصغاء لكلمات خالتها اليومية حتى صدقتها و تمنتها عسى بتحقيقها تشعر أخيرا بانتمائها المفقود لكن وا حسرتاه على حلم بخلت به الحياة عليها كما أحلام أخرى!

أجفلت على طرقات خفيفة تعلم صاحبتها جيدا، فمسحت دموعها وأخذت نفسا عميقا لعله يخفف من شحوب وجهها واتجهت نحو الباب تفتحه حيث أطلت عليها إبتسامة إسراء البريئة يشوبها بعض الحزن، فتكدر صفاء زرقة عينيها الشبيهتين بعيني شقيقها، تحدثت إسراء وهي تدخل إلى غرفة بيان والأخرى مستسلمة، مغلقة الباب وراءها

¤كيف أنت بيان؟ ...لقد علمت بالأمر للتو ...أنا آسفة.

جلست على سرير بيان مع أخر جملة وتقدمت إليها الأخيرة على وجهها نظرة حزن ممزوجة بسخرية بينما تجيبها

¤ على ماذا تأسفين إسراء؟ أنا وليث لم نكن يوماً لبعضنا والجميع يعلم إلا خالتي التي فهمت ذلك أخيرا.

التفتت نحو النافذة تولي ابنة خالتها ظهرها تخفي دمعتان خانتاها وتسللتا من أسر عينها، تستطرد بصوت تهدجت نبرته رغما عنها

¤ لطالما كان ليث أخي، لم يوحي لي ولا للحظة بشيئ أخر لكن كنت مرغمة على مجاراة خالتي وتحقيق أمنيتها، فهي والدتي التي لم أعرف لي أما غيرها.

أومأت إسراء بتفهم مشفقة، تكمل عنها

¤ أنت محقة، أمي أخطأت بحقك ولقد أخبرها سائر أفراد العائلة بذلك ولا حياة لمن تنادي، أتمنى فقط أن تكون الفتاة هذه المرة جيدة، فتلك السابقة شوهت سمعتنا وجرحت أخي جرحا بالغا.

التفتت إليها بيان وقد تمكنت من تمالك نفسها، ترد عليها

¤ المرء يخطئ مرة واحدة، فيتعلم وليث تعلم درسه جيدا وسيكون اختياره هذه المرة حكيما.

قامت إسراء ووقفت قبالة بيان بينما تخاطبها بما لاحظته

¤ أظنك محقة، فالفتاة حازت على رضا جدي وجدتي وأبي على حد سواء ...المهم حبيبتي أنك لا تشعرين بالحب ناحية أخي، أرحت بالي.

ضمت شفتاها بعبوس حزين، تستطرد

¤ فالحب من طرف واحد مؤلم جدا.

رمقتها بيان بريبة تستوضح

¤ماذا تقصدين؟

رفرفت بجفنيها تقول بمرح تصنعته بينما تبتعد نحو باب الغرفة، تفتحه لتخرج

¤هكذا يقولون في الروايات والمسلسلات.

ظلت بيان تنظر إلى أثرها، تهمس لنفسها بوجوم

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"Where stories live. Discover now