الفصل التاسع عشر

8.3K 315 4
                                    

*الفصل التاسع عشر** معدل **

دخل بيته بلهفة أنسته هموم عمله ما إن تذكر وجودها به، التقط أصواتهن قادمة من غرفة الجلوس ليسبقه قلبه إلى مكانها، تسمرت قدماه يتأمل ضحكاتها مع أخته ووالدته يتفرجن على صور مكومة على الطاولة أمامهن، منها القديمة باللون الأسود والأبيض و أخرى ملونة، أخذت لمار صورة ما تصيح بمرح

¤ هذه صورة أخي تحممه أمي.

تفاجأ وهرول إليها ليخطفها من يدها قبل أن تريها لمريم، فأجفلهن يرفعن رؤوسهن، هتفت لمار

¤ لماذا أخي؟ دعها تراها إنها جميلة.

أجابها بحنق مضحك

¤ وما الجميل في صبي صغير عار و مبتل؟

ضحكن بمرح قبل أن تنهض السيدة هناء تقبله على وجنته، قائلة

¤ العشاء جاهز، كنا بانتظارك، هيا تعالوا معي!

ابتسمت بسعادة وأكملت و هي تمسك مريم تجلسها بجانبها على المائدة

¤ أنا سعيدة جدا ...أحمد الله و أشكره حبيبتي مريم لقد ملأت البيت علينا سعادة وهبك الله سعادة الدنيا كلها.

ربتت مريم على يد خالتها ترمقها بتأثر ، يكملون عشاءهم الذي لم يخلوا من النظرات المسروقة والابتسامات منها المستحية والماكرة وابتسامة رضا على ثغر السيدة هناء بينما تستشعر قرب فرح كبير بمنزلهم، لا تصدق تصاريف القدر الرحيمة بحياتهم.

انصرف كل إلى غرفته إلا هي خرجت إلى الحديقة التي رأتها في وقت سابق من نافذتها، تريد ملأ رئتيها بهواء نقي علّها تهدأ قليلا، بعيدا عن حضوره الطاغي و رائحة عطره المسكرة، تمشت إلى أن وصلت قرب أشجار الزيتون الخلفية واستندت على واحدة منهن غافلة عن عينان تبرقان بخضرة صافية كالزبرجد في الظلام، أجفلها حين همس قريبا منها

¤ ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت؟

التفتت إليه وابتعدت عنه خطوة تمسك بقلبها، فاستدرك بنفس همسه المرح

¤ هل أفزعتك؟ يا لي من وحش!...ماذا أفعل لتسامحيني؟

ضحكت ترد عليه بمزاح تخفي تأثرها به

¤ أعطني الصورة التي أخفيتها.

ابتسم بإعجاب لم يستطع اخفاءه بينما يقول

¤ لماذا الصورة و صاحبها أمامك؟ أنظري إليه كما تردين.

لولا الظلام لظهرت الحمرة القانية على خديها، تلبكت و أطرقت برأسها، فتقدم يلغي تلك الخطوة يكمل همسه بصوت أجش زاد من ضربات قلبها وتنفس صدرها الذي يعلو وينخفض بسرعة

¤ حبيبتي طاغية الجمال، خضراء العيون، تعلم أنّي بها مفتون، حالي عجيب والنّاس من حولي حائرون، هل نهاية هذا الحبّ الجنون؟

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن