الفصل التاني عشر

8.4K 311 3
                                    

*الفصل الثاني عشر** معدل **

ضمت ورد ذراعي مريم وأشارت لمحمود الذي كان انتصب متأهبا عند المدخل ما إن التقط إشارتها، فانسحبوا بعدما ودعت السيدة عائشة الجدة بكلمات مقتضبة، تبعهم العميد مودعا هو الآخر العائلة يسرع في اتجاه ورد التي أدخلت مريم السيارة قبل أن تلتفت الى ملامحه القلقة تهادنه بالقول اللطيف.

¤ سأكون بخير ..لن نستطيع التحدث الآن سأكلمك غدا، إن شاء الله.

أهداها إبتسامة متفهمة، بحنان يجيبها.

¤ لا مشكلة بنيتي، إستريحي فأنت شاحبة ويجب أن ترتاحي، السلام عليكم.

ضم هشام والدته يسحبها برفق ليخرجوا من هناك، فقد أصبحوا محط أنظار البقية من الحضور، شعر بلمسة صديقه على كتفه يسأله بإشفاق.

¤ هل أنت بخير؟ أستطيع نقلكم إلى منزلكم.

فرد عليه ممتنا.

¤لا داعي لذلك أنا بخير، أراك غدا بالمركز إن شاء الله.

أومأ له بتفهم وظل يشيعهم بأنظاره القلقة حتى تنبه ليد جدته التي أمسكت به، تطلب منه بحنو.

¤ تعال بني أوصلني لحجرتي، لقد تعبت وأنت أيضا...لندع والداك و زوجي العتيد يودعون ما تبقى من الضيوف.

إبتسم ليث لطرافة جدته، يتساءل متى تنتهي مفاجآت تلك اللية الطويلة، تسللا بخفة إلى غرفة الجدة حيث أجلسته على الأريكة المقابلة لسريرها، تستوضح منه بحماس طفلة فضولية بينما تجاوره.

¤ هيا... أخبرني بالذي حدث.

رمقها ببعض الارتباك استغربه بنفسه بينما يرد عليها.

¤لا شيء جدتي، مجرد مطاردة كالعادة ...أنت تعرفين عملي.

حركت الجدة رأسها كلا الإتجاهين، تعقب بحزم لا يخلو من الحنان.

¤ لا أقصد الرضوض الخضراء على وجهك والذي أنا متأكدة بأن له علاقة بشحوب وجه الفتاة وعرجها الخفيف، لقد حاولت جاهدة إخفاءه لكن ليس علي أنا! بل أقصد ملامح الخيبة والتشاؤم بعينيك، فالنظرة فيهما الليلة ليست أبدا تلك اللامعة وأنت تخبرنا عن ورد، لذلك عد إلى طبيعتك معي وأخرج ما بقلبك حبيبي، هذا الشعر الأشيب وهذه التجاعيد قد يساعدونك وحتى إن لم يفعلوا سيواسونك.

مال ليث نحوها ليمسك بيديها، يقول بعتاب وحب يكنه لها.

¤ جدتي أنت لا زلت صغيرة والتجاعيد بوجهك تكاد تلمح.

إبتسمت الجدة بمرح خبا ما إن سحب ليث يده ليمسح على وجهه بكآبة، يكمل.

¤ آه جدتي، لطالما كنتِ بئر أسراري و لم تخذليني يوما ..أنا حقا بحاجة لك، ولحكمتك، فأنا في حيرة من أمري وعقلي مشوش لكن لن نستطيع التحدث هنا .

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن