الفصل الرابع عشر

8.7K 300 3
                                    

*الفصل الرابع عشر** معدل **

زفرة راحة أطلقها محمود بينما يسترخي على الكرسي مريحا رأسه على حافته يحدث باطنه *أف، كان يوما طويلا، يا لله! من كان يفحص الأطفال من قبل؟ هل فعلا لديهم تكلفة الطبيب أم أنه كان هناك أطباء فعلوا مثلي؟ وتلك الماكرة لم ألمحها أبدا، منذ أن قابلتها صباحا اختفت كأنها تهرب مني، لنرى الآن كيف ستهربين عندما آتي لمكتبك!*

لاحظ الممرض كريم البسمة الواسعة تملأ وجهه، فقال بمرح مستغربا

¤بعد كل هذا التعب تبتسم؟ الدار محظوظة بك يا دكتور، هل تعلم؟ قليلا هم من يقدمون خدماتهم من قلوبهم.

رد عليه وهو يستقيم محافظا على ابتسامته الهادئة

¤صدقني كريم، أنا لم أفعل شيئا عظيما، المساعدة الحقيقية هي تأمين العمليات الجراحية بالمجان وهذا ما سأعمل عليه بإذن الله، هؤلاء الأولاد يستحقون بالفعل.

ربت كريم على كتفه بإعجاب وامتنان وودعه على أمل لقائه في آخر الأسبوع المقبل واتجه رأسا الى الهاربة منه، كان على وشك طرق الباب حين تسمر وهو يتأملها مستلقية على الأريكة الجانبية بالمكتب وعينيها مغمضتين. تسمرت قدماه مكانيهما كما تمردت عليه مقلتيه تلتقطان مرآى هيئتها المسترخية، جفونها السوداء المسدلة على وجنتيها المحمرة وسط بياض وجهها وطرف الطرحة يكاد يظهر بعض الخصلات السوداء...امتدت يده وكأنه سيلمس تلك الخصلات أو يعيد طرف الطرحة مكانها لكنه أوقفها في الهواء قبل أن يضمها بشدة كما يلجم نفسه عن التقدم نحوها، لا يعلم كم بقي ثابتا مكانه فقط ينظر إليها، لا يريد أن تنتهي اللحظة محلقا بسماء صفاءها وبراءتها لكن لكل شيء نهاية، صوت أطفال بالحديقة أيقظها ترفرف بجفنيها فيرفرف معهما قلبه وقد نسي تماما أنه لازال على وقفته على المدخل وما إن وعت جيدا أجفلت من حضوره، فشهقت وانتفضت واقفة تحرك يديها بتوتر تدخل شعراتها داخل الطرحة وتسوي هندامها قبالة بسمته البلهاء

¤ددد...كتوور م..محمود ماذا ...أنت هنا ...ما لذي؟

رد عليها بنبرة متأثرة فضحت ما يجيش به صدره

¤ لقد أنهيت عملي وجئت لأراك قبل مغادرتي، أنت متعبة، لم لا ترتاحين بغرفتك؟... نومك هنا غير مريح وغير لائق ويمكن لأي شخص الدخول عليك.

للحظة كانت ستطلق أسر أحاسيسها لتحلق بغيمة عشقها المغرية ككل مرة تلتقي به لكنها ألجمت نفسها بقوة، تجيبه بجدية وحزم

¤ مثل دخولك أنت علي دون استئذان! ...اسمع دكتور محمود! أنا لا أسمح بالتمادي لأحد! إلزم حدودك من فضلك ...عن إذنك!

تركته للمرة الثانية في ذلك اليوم لا يفقه من مواقفها شيئا لكن المكر غطى محياه متمتا لنفسه* الأيام بيننا وسنرى!* ثم غادر و قلبه قد اتخذ الدار عنوان سكن له.

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن