الفصل الرابع و العشرون

7.5K 287 0
                                    

الفصل الرابع والعشرون** معدل **

غادرت السيدة زهرة بعد ثلاث ساعات من تدليل واهتمام حتى طفح الكيل ببيان المسكينة فحثتها على المغادرة، رفضت وتحججت بانتظار ابنتها التي وصلت بعد ساعة أخرى من الانتظار تلاحظ وجوم ابنة خالتها وإجفالها من سهوها كل حين، ظنت أنه حنق من تصرفات والدتها فتظاهرت بالتعب ورغبتها بالرحيل وهكذا استسلمت خالتها و غادرت.

تأففت بملل لا تريد الاعتراف لنفسها باحتلاله جل أو بالأحرى كل تفكيرها، تأففت من جديد تنفض ضخامته التي يفرضها على عقلها الصغير وتحركت في مكانها لتنزل عن السرير بغية بلوغ النافذة، حطت بقدمها السليمة على الأرض ثم حاولت رفع رجلها المجبرة بكلتا يديها لتضمها للأخرى، فتنهدت تضم شفتاها إلى داخل فمها تضغط عليهما من شدة الألم.

.¤ماذا تظنين نفسك فاعلة؟

كان هذا الجيئل الذي دخل بخفة عكس هيئته، التفتت إليه ودقات قلبها تسبقها، فصرخت بألم من حركتها المستعجلة ليهرول إليها وقد صرخ قلبه مع صرختها، ساعدها لتتمدد على السرير بسهولة وكأنه يحرك دمية بينما يهتف باهتمام بالغ

¤ أنت بخير؟ هل أستدعي الطبيب؟

لم ينتظر جوابها و هم بالاستدارة، فأمسكت يده تمنعه بينما تصيح بضعف

¤ ناصر!

نظر إليها متفاجئا و ....إحساسا آخر مدغدغا لصدره وكأنه يسمع اسمه لأول مرة بل وكأن اسمه لم يكن بتلك الأهمية تعوده بإهمال إلى أن نطقته هي فأصبح ذا أهمية لأذنيه، فأراد سماعه من بين شفتيها وبنبرة صوتها مرة بعد مرة.

تنحنحت من بحلقته وسحبت يدها فتدارك وعيه يستقيم في جلسته بجانبها على السرير ، لاحت إبتسامة على ثغره من توترها، فقال لينسيها إياه و لتشتعل نجلاوتيها الآسرتين لقلبه بعصبية

¤أنت حمقاء متهورة!

شعر بالرضا حين لمع البندق من بين رموشها وهي تجيبه بعصبية رغم وهن نبرتها

¤أنت؟ كيف تتج.....

قطعت كلماتها حين انحنى تجاهها يقترب من وجهها هامسا، يلعب بأعصابها

¤هل تنكرين تعريض حياتك كل مرة للخطر بيديك؟

تلكأ قليلا ثم أكمل وهو يثبت عيناه الغنيتين بزرقة غامقة على عينيها اللامعتين حماسا و تأثرا بحضوره الطاغي

¤ لا تفكرين، فقط تتصرفين بحمق و هذا يثبت بأنك حمقاء بعينين واسعتين ......جميلتين جدا.

ظلا يتبادلان النظرات وكل يحكي عن نفسه للآخر دون كلمات ولا إشارات فقط نظرات تحمل من المعاني الكثير ، دقتين على الباب أفاقتهما من غفلتهما أو حوارهما الصامت والتفتا آليا إلى الباب الذي دخلت منه الممرضة.

سلسلة الأزهار و الزمن ..أشواك ♥ورد... ج 1 .. بقلم منى لطيفي"نصر الدين"Where stories live. Discover now