الفصل الخامس ❤

10.4K 145 7
                                    

لن أنســــاكى
عندما أبحث بين أوراقي الذابلة .
أجد صورتك المكتوب عليها لن أنساكى
وتحرك تلك نبض قلبي
وتعيد حبكى المنقوش في ذاكرتي
وتتبعثر الأوراق وتبقي صورتكى في خيالي
انسيني ما بنساكى
                  **************
خرج رامى من المكان المليء بالسواد حول قلبه وجعله محطما من بدايه احتراق جوفه بألم غير متناهى إلى البعد المجرح الذى كتبه القدر عليه ، وقف أمام ذلك الكوبرى الذى شهد إحدى الذكريات المتوحشة بالنسبه له..
هههههه..أنا بحبك أووى يا رامى.
رامى بحب وهو يقترب منها:
وأنا بعشقك يا فرحة قلبى.
قالت فرحة بابتسامة وهى تشبك أصابع يديها بين يديه بتلقائية كأنها تعرف طريق التلاحم المحتوم بينهما:
هتعمل إيه لو فى يوم من الأيام اتفرقنا!!
زمجر رامى بعصبية بعدما فض يديها عن يده متمتما:
هقتلك يومها وبعدين هاجى وراكى.
ضحكت بخفة وهى تحتضنه قائلة بابتسامة:
أد كده بتحبنى !
مسد رامى على رأسها بحنان قائلا:
وأكتر من كدة.
حملها فجأه لتصيح هى بفرحة ودهشة قائلة:
رامى إحنا فى الشارع والناس مينفعش كدة يا حبيبى.
همس رامى لها بإستنكار:
مراتى ومحدش ليه دخل بينا.
خضعت له بعدما دست رأسها فى طيات صدره وهى تسمع دقات قلبه التى تعلن الحب لها وحدها..هى وفقط.
صرخ رامى بحرقة:
وسيبتينى يا فرحة..سيبتينى من بعدك مكسور..مجروح الفؤاد..ليه يا فرحة ليه؟!
أغمض عينيه بعنف مانعا دمعة من السقوط ليزمجر بإنفعال قائلا:
مش هاسيبهم يا فرحة قلبى..مش هعديها ليهم يمكن اتأخرت فى القرار بس عقبال ما فوقت..!!!!
**********************
دخلت الفتاة غرفة بمفردها بعدما حبستها بها تلك المسماه بحكمت التى انعدمت الرحمة من قلبها وهى تتاجر بتلك الفتيات الشرفاء..انزوت على نفسها فى ركن من الغرفة وهى تمنع شهقاتها بعنف متذكرة ما أوقعها فى فخ أو بمعنى أحرى مصيدة رامى حسان القناوى الذى يعمل مؤخرا ك..كقواد..
فلاش باااااك..
نائمة فى غرفتها مثل باقى أخواتها ليأتي لها والدها بكوب من العصير ، أخذته منه بابتسامة سعيدة بحنان والدها الذى حرمت منه طوال حياتها ، استعجبت من تغيره ولكن لم تلقى بالا لتلك الخيانة الأبوية ، إذ فجأة شعرت بدوار يداهمها لترى آخر شيء ابتسامة والدها على سذاجتها لتستيقظ بعدها فى هذا المكان المليء بالظلام ، لتفهم فيما بعد..للأسف ، قد باعها والدها بأبخس ثمن ، يا آسفا على تلك الآباء التى تتخلص من أبنائها بأرخص الطرق.
باااااك..
قامت من ركنها هذا فجأة لتضع وشاح فستانها هذا الذى ارتدته بعدم إرادتها ، وتباشر فى الصلاة وهى تدعو الله أن تنجو من هذا المستنقع الفاسد..
******************
انتى بتقولي إيه؟!!!!
هتفت بها رغد بدهشة واستنكار فقالت سميرة بعصبية:
اللى سمعتيه..بطلى لفك ده على لؤى أنا عرفاكى يا بنت الشوفير كويس.
مسكت دموعها بصعوبة أمام تلك المتعجرفة لتقول بقوة:
أنا مبلفش على حد.
صفقت سميرة بيدها بإستنكار قائلة بنبرة تحمل بين حروفها الخبث المانع لذلك العدم فهم الذى يتسلل من عينى رغد متمتمة:
بأمارة ما أخذتى الوقت المناسب بإنك تخرجى فى نفس الوقت اللى لؤى كان فيه صح!!
كورت رغد قبضتى يديها بعنف وهى تتذكر مشاهد أمس لتقول رغد بابتسامة مستفزة:
بس أنا بجد مكنتش أعرف إنه فى الحديقة وقتها..ولو..ولو زى ما بتقولى إنه يمكن يعنى بيحبنى..
قاطعتها سميرة قائلة بغيظ وهى تجذ على أسنانها:
مهو مش هاسمح ليه وقتها يحبك انتى..انتى مين أصلا علشان تناسبى عيلتنا يا بنت الشوفير.
طرقعت رغد أصابع يديها مقابل وجه سميرة قائلة بمكر تعلم جيدا أنه هو الحل الوحيد لهذه المتكبرة:
ونفرض إنه حبنى..أحب أقولك أنا وقتها إنى أنا اللى مش هارضى أتجوزه..Good Bye سميرة هانم..
غادرت من أمامها بثقة وقوة مهزوزة ومزعزعة لتجلس سميرة مرة أخرى على كرسيها قائلة بإنفعال:
ماشى يا بنت الشوفير..ماشى..حتة بت مفعوصة زيك هى اللى هتمشى الكلام..!!!!
بينما فى الجانب الآخر ، وقفت فى أحد الجوانب باكية بعنف بعدما لم تستطع ابتلاع كم الإهانات هذه مرة واحدة ، لتجلس على مصطبة واضعة وجهها بين كفى يدها لتقول ببكاء ومرارة من الألم الذى بدأ أو قد انتشر بالفعل فى أنحاء جسدها كله وهو يرتعش تلقائيا:
بكره اليوم اللى جينا فيه القصر ده..أوعدك يا ماما إنتى وبابا إنى مش هخليكو بعد اليوم تبقو مزلولين ليهم..حسبى الله.
وقفت بعدما مسحت دموعها التى ضعفت وقتها عندما سمحت لهم بالإنهمار ، حملت حقيبتها مرة أخرى وأخذت بالسير إلى مدرستها لتدخل من البوابة لتجد صديقتها الوحيدة تنادى عليها قائلة بابتسامة متساءلة:
صباح الخير يا رغد..باين عليكى فى حاجة!!
اغتصبت رغد ابتسامة مجيبة على سؤالها:
مفيش يا فردوس أنا تمام اهو.
مطت فردوس شفتيها بعدم اقتناع قائلة:
طب يالا لحسن الطبور هيبتدى.
********************
استيقظ على صوت من يطرق على شباك السيارة لينتفض وهو يراها أمامه مبتسمة بخجل ، خرج من سيارته بسرعة مشعث الشعر قائلا بإرتباك:
م..مايا!!
حمحمت مايا قائلة بابتسامة:
صباح الخير..إيه اللى نيمك هنا يا مهند؟!
تنهد مهند بعشق قائلا بتلقائية محضة وهو يترنح من هيئتها المثيرة تلك:
كنت محتاج أشوفك الصبح أول واحدة.
كانت مرتدية فستان تركوازى اللون يتخلله بعض الزهور البيضاء وبعض رسومات الفراشات بالألوان المتجاذبة مع بعضها بإتقان وشعرها منسدل على ظهرها بتموجات غريبه ، بينما لم تضع أى شيء فى وجهها فيكفى جمال عيونها السمراء لتضحك هى على استحياء قائلة:
انت بجد فظيع يا مهند.
استند على السيارة وهو يزفر بحرارة مستعجبا من حالتها الطبيعية تلك كأن لم يحدث شيء أمس ليقول بتساؤل محبوب:
إنتى كويسة!!
مطت مايا شفتيها بإستنكار قائلة:
وفى أحسن حالة ممكن تتخيلها...بس بجد إنت كيوت وإنت لسه صاحى.
ابتسم على حديثها لتهتف هى بسرعة بتساؤل:
بجد بقى إنت إيه الل نيمك فى العربية!!
فرك رأسه بإرتباك ولكنه أجاب:
تعبت من ال Party إمبارح ولما جبتك مقدرتش أسوق تانى...
ليردف وهو يضيق حدقتى عينيه بترقب سائلا:
بس إنتى بجد فعلا مش فاكره حاجة من امبارح؟
أجابته ببساطة وهى تمط شفتيها:
نو..متيجى تفطر معايا أنا ومامى.
قال مهند برفض:
لالالالا..أنا هاروح بقى علشان أخد دش
كدة.
ابتسمت هى قائلة:
ماشى..أنا داخله بقى.
اومأ مهند برأسه وهو يرى طيفها يغادره لتعلو دقات قلبه بحزن ، أخذ نفس عميق قبل أن يتوجه لسيارته متوجها بالفعل إلى منزله.
*******************
خرج لؤى من غرفته بعدما طرقت حنين الباب لتقول هى بابتسامة مشرقة:
صباح الخير...يالا يا لؤى علشان متأخرش.
قال لؤى وهو يتوجه للداخل ويحمل مفاتيح سيارته بحنان:
يالا يا حبيبتى.
توجها للخارج ليلقى لؤى تحية الصباح على سميرة لتقابله هى بإقتضاب ، مط شفتيه بيأس ومن ثم غادر ، لتقول حنين الجالسة بجانبه بتلقائية:
مش كفاية اللى عملته فيها..لا وآل هى اللى مدايقة!!!!
عقد لؤى حاجبه سائلا بإستغراب:
عملت إيه فى مين؟!!
أجابته حنين ببطء بعدما أدركت ما تفوهت به:
هاااا..متخدش فى بالك.
قال لؤى بإصرار:
فيه إيه يا حنين .. سميرة هانم عملت إيه أكيد لماما فريدة مش كدة!!
تنهدت حنين مستطردة:
لا...رغد.
اوقف السيارة فجأه بعدما استرجع حديثها
" مش كفاية اللى عملته فيها..لا وآل هى اللى مدايقة "
ليهتف بصدمة:
عملت إيه لرغد!!
قالت حنين بصعوبة وهى تعلم خطورة الموقف بالنسبه له:
مش عارفة..بس كنت واقفة في المطبخ اللى قصاد الحديقة بعمل فنجان قهوة..و..ولقيت سميرة هانم بتقول حاجة بيتهيألي خلت رغد مدايقة وخرجت وهى حابسة دموعها..
أنهت كلامها وهى تلتفت للجهة الأخرى وهى تتذكر جميع الحديث التى سمعته..لكن ، لكن لن تستطيع أن تجرح شقيقها أكثر مما فعلته الآن بدون قصد....!!!!
*******************
فى الشركة..
كان حسان يمضى بعض أوراق العقود ليطرق الباب فيأذن للطارق بالدخول ، جحظت عيناه بدهشة هاتفا:
رامى!!
دخل رامى بوقاره وهو يرتدى بذلة رسمية مما أثار عدم فهم من حسان وهو يحدق فيه بترقب ليجلس على الكرسى أمامه متشدقا بابتسامة:
فيه إيه يا بابا..مالك مستغرب كدة!!
رجع حسان بظهره مستندا بإياه على الكرسى قائلا وهو يشبك أصابع يده قائلا بإستغراب:
أصل عمرك ما هوبت ناحية الشركة..إشمعنى المرادى بل ومتشيك كمان؟!!
ضحك رامى بخفة لتظهر ابتسامة على زواية فمه قائلا:
مهو أنا من النهاردة هاجى الشركة وهابقى معاك فى كل خطوة يا والدى العزيز.
مط حسان شفتيه سائلا:
وده بقى إيه سببه!!
قال رامى بغموض:
ممكن تقول بدأت أعقل وديه أول الخطوات.
قال حسان بابتسامة أبوية حنونة:
بتمنى يا رامى.
*****************
جالسا هو على مكتبه ، ينظر لسقف الغرفة بشرود عاشق ولهان ، لكن هذه المرة ليست بمشاركة الحلم مع فتاته الصهباء..بل..بل التفكير الذى يحرق خلايا عقل ، التفكير فى الذى جرى مع رغد حبيبته ، زفر بحرارة وبضيق بالغ وهو يشعر بالإختناق ليخلع جاكته الأسود ويبقى بقميصه البنى الممزوج بخيوط منسدلة بالطول والعرض فى هيئة مربعات تتخللها ألوان متشابكة من البرتقالى والرمادى واللبنى ليرفع كلتا يديه إلى عضده عند عظمة الزند ثم استند بإحدى يديه على المكتب وهو يفرك بالأخرى وجهه يمسح عرقه ، وجد من يدخل عليه قائلا بسرعة هوجاء:
أستاذ لؤى..أخت حضرتك.
قام بسرعه سائلا بلهفة:
مالها يا نادين!!!
قالت نادين بصعوبة:
أصلها..أصلها اغمى عليها فى الجامعة ولسه مفقتش..و..وودوها المستشفى.
هتف لؤى بصوت عالى وهو يتوجه للخارج:
حنييييين...!!!!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان_السيد

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now