الفصل الثانى عشر ❤

6K 79 5
                                    

حصل انحناء لطريق آخر  فى الأحداث هتعجبكم 😉 متنسوس فوت وكومنت حلو كده زيكم 😘😍

أين أنتى؟!!
كلمتان تلفظت بها عندما غبتى عن نظرى ، ألقيت اللوم على قلبى أنه حاول معاندتك ، عودى لى يا صغيرتي ، لن أتحمل بعدك عنى ، عودى وسأفعل ما تريدينه ، عودى لى وأعيدى قلبى المسكين الذى وقع فى شباك حبكى مثل المجنون ، عودى وسأبعد إن أردتى فأنا لا يهمنى إلا سعادتك حتى ولو كانت على حساب فؤادى ، لكن..عودى....!!!!
******************
قلوب متعطشة ، وعيون تفقد زهورها ، قلق ينهش طيات الأفئدة وبدون أدنى رحمة ، أيادي لا تملك إلا وضعها على الأعين مانعة إياها من ذرف الدماء بدلا عن الدموع ، أخذ يجول هنا وهناك ، الساعة الآن تعدت التاسعة مساء ولم تعد ، الجميع خائفين وأم ملكومة بجانبها زوجها يحاول أن يبرد نار قلبها المتفجع على قطعة فقدت منه بدون أدنى إختيار ، يحاول التماسك كى يلقيه فى قلوبهم لكن كيف مع فقدان التفكير والأعصاب فى مثل ذلك الموقف ! ، جلس بجانب عمه محاولا عدم ذرف الدموع من القلق عليها قائلا بألم:
أنا روحت القسم علشان أعمل محضر..قالى لازم يعدى أربعة وعشرين ساعة الأول.
وضع حسان وجه بين كفى يده مكفكف الرأس قائلا بصعوبة:
ده اللى بيتقال فى أى حالة اختفاء..المفروض إحنا اللى نتحرك.
تنهد لؤى قائلا بحرارة:
دورت يا عمى فى كل حتة..سألت صحابها ومدرسينها وكله..محدش يعرف عنها حاجة..حتى صحبتها اللى عالطول معاها قلتلى إنها سبتها ومشيت لوحدها.
علا صوت صراخ فريده قائلة لعمار برجاء:
رجعلى بنتى يا عمار..أنا عايزة رغد.
احتضنها بشدة وهو يحبس دموعه عنها ، القلق ينهش قلبه لكن ماذا يفعل..!!!
وبجوار هذه الأجواء دخل رامى بكل برود قائلا بتساؤل خبيث:
هو فى ايه ؟! ...ايه اللى بيحصل!!!!
أخذه لؤى على جانب قائلا بحزن يتخلله حشرجة فى حلقه تمزقه إربا:
رغد..رغد مرجعتش لغاية دلوقتى.
تصنع رامى الدهشة قائلا بلهفة مزيفة:
إنت بتقول ايه..!!
زفر لؤى وهو يومأ برأسه ليقول رامى بقلق لا يعلم ماهيته:
طب ودورتو عليها؟!!
أطرق لؤى أرضا وهو يفرك شعر رأسه متمتما بحيرة:
أنا مش عارف أعمل إيه ؟! أنا حاسس إنى متكتف من كل النواحى.
ربت رامى على منكبه قائلا بتساؤل:
إنت بتحبها يا لؤى أووى كده !
وضع لؤى يده على صدره قائلا بألم:
ده أول حاجة نبض لها..
ثم رفع يده ووضعها على رأسه مستطردا:
وده فكر وعقل وخد القرار..وهما الاثنين اجتمعوا على حبها وأنا من غيرها ضايع يا رامى..أنا تعبت أووى.
أخذه فى حضنه يربت على ظهره كى يمده ببعض الصمود قائلا:
وأنا آسف على كلامى عليها..إنت ابن عمى وعمرى ما هقدر أجرحك..رغد ليك يا لؤى مش ليا أنا.
تملص لؤى من حضنه قائلا بتشدق ، فحديث رامى أدخل القليل من الطمأنينة على قلبه قائلا بفرحة ممزوجة بابتسامة حزينة لفراقها:
تشكر يا رامى..بس هلاقيها فين دلوقتى ؟!
هتف رامى بتصميم:
لازم نستنى الأربعة وعشرين ساعة ونشوف البوليس هايعمل ايه.
*********************
كانت تجلس بشرفتها تحتسى كوب القهوة الساخن الذى يقيها جو السقيع هذا ، تنظر إلى الدخان الذى يخرج من الكوب بابتسامة حالمة وهى تتذكر ما طلبه منها فامتعض وجهها بعبوس لعدم تكرار طلبه مرة أخرى لكنها قالت فى محاولة لبث الطمأنينة لشخصها:
أكيد انشغل بروجينا ومشاكلها.
وقفت فجأة قائلة بغيرة لم تعلم بها إلا الآن:
طب وأنا..هو لما يحتاجنى أروحله وأبقى معاه..غير كده يهملني !!
سارت ذهابا وإيابا فى الشرفة قائلة
بشفقة:
بس روجينا برده محتاجة حد جمبها..مش المفروض تغيرى منها..المفروض تفرحى بإن نضال حبيبك بيساعدها وده يدل على قلبه الطيب.
ابتسمت بخجل لمجرد نطقها كلمة " حبيبى" لكنها شعرت بطعم لذيذ على طرف لسانها وهى ترددها بلا ملل ، باغتها اتصال جعل قلبها يطير فرحا وشعور بالنشوة سرى فى أوصالها لتجيب قائلة بسعادة:
ألو يا نضال.
لكن خيب أملها حينما سمعت شخص آخر يقول بثقة:
أنا مش نضال..بس أحب أقولك يا حضرة المذيعة إن نضال بيخونك.
شهقت بصدمة صائحة بإستنكار:
إنتى..إنتى بتقولى ايه!!!!
صدح صوت الضحكة الخليعة قائلة بدلال مشمئز:
مش هو برده طلب منك الجواز من أسبوع كده..ليه مفكرتيش إنه مطلبش ده منك تانى !؟
دار فى عقلها كل الذى مر لكنها قالت بتلعثم:
ع..علشان هو انشغل بحاجات تانية..وبعدين إنتى مين؟!! وعايزة ايه!!
قالت الفتاه بخبث:
ما أنا قولتلك يا سكر..نضال بيخونك ومعايا أنا..لو عايزه تتأكدى روحى البار اللى فى.....
ومن ثم أغلقت الهاتف بسرعة ، نظرت للهاتف بدهشة مما ألقى لتوه على مسامعها ، يخونها !! ، وموجود فى إحدى النوادى الليلية ،  يا ويلاه ! ، لم تفكر فى أنها ستذهب لتلك البقعة السوداء فى حياة بعض الأناس لتذهب بسرعه إلى خزانة ملابسها ودموعها تسبقها إلى وجنتها قائلة بدعاء:
يارب ميكونش صح...يارب.
ارتدت ملابسها على عجالة لتخرج من منزلها متوجهة إلى الأسانسير لتجده مشغولا فلم تقدر على الصبر ، كيف تصبر وذلك الخوف اللامتناهي شق صدرها لنصفين ؟! ، نزلت على الدرج بسرعة ليستوقفها وصول إحدى الرسائل ، لم تلقى لها بالا لتصل إلى سيارتها وتقودها بسرعة ليتصل بها نفس الرقم ، التقطت الهاتف بيد مرتعشة وبشفاه مرتجفة أجابت صائحة بصراخ:
إنتى مين..قوليلى إن الكلام اللى قولتيه ده هزار !
صمت طبق على المحادثة لتقطعه الفتاة سائلة بتصميم:
والدك اتوفى ازاى!!
توقفت فجأة بسيارتها بعيون جحظة لتسأل بخوف:
إنتى عايزة ايه؟!! إنتى تعرفى عنى الحاجات ديه ازاى!!
" مهو ال Surprise التانية إن نضال حكالى كل حاجة..وعن حادثة والدك "
كفكفت دموعها لتذكر ما حدث لوالدها فقالت بتساؤل مرتبك:
قالك ايه!!
" مممم..أنا برده محبتش أخبى عليكى خيانته وإنه سبب فى قتل والدك..يا حرام أنا مش عارفة إنتى اتخدعتى فيه ازاى!!  "
ومن ثم أغلقت الهاتف كسابقها ، أنزلته من على أذنها وهى تنظر إليه بعدم تصديق ، دوامة ، شعرت الآن بأنها فى دوامة وتيارها يجرف بها إلى العمق ، بل إلى أعماق العمق ، شعرت بصداع رهيب يداهمها لتدوس بقدمها على المكبح تكمل طريقها مرة أخرى إلى المراد ، لكن توقفت دموعها فجأة وحديث تلك المرأة يصدح فى أذنها بلا كلل
" نضال بيخونك..هو السبب فى قتل والدك "
وصلت بصعوبة إلى ذلك النادى ، خرجت من سيارتها وهى تجر قدمها بعدما داهمها الثقل. ، رن هاتفها ثانية لتتحدث نفس الفتاة قائلة:
على الطاولة الرابعة فى الركن اللى على اليمين.
ومن ثم أغلقت بلا إنذار لثالث مرة ، خطت بسرعة مجبرة لا مخيرة ، وقلبها يناجى أن ما يقال ليس إلا محض كذب ومحاولة فاشلة فى الإيقاع بينهما ، وضعت يدها على فاهها بدهشة وهى تراه يمسك إحدى الكؤوس حقا وهو يجلس فى ذلك المكان المنشود ، ذهبت إليه وهى تأكل الأرضية أكلا ، لا تأخذ تحسبا لتعثرها فى الطريق الطويل أمامها ، وقفت أمامه بعيون دامعة وقلب يئن وأيدي مرتعشة وجهتها إليه قائلة بتساؤل:
انت بتعمل ايه هنا؟!!
نظر حوله بسرعة ثم وقف قائلا بصدمة:
انتى ايه اللى جابك هنا!!
تجاهلت سؤاله قائلة بتساؤل من نوع آخر:
انت كنت السبب فى قتل بابا ولا لا؟!!
نظر لها مشدوه الملامح ولم يقدر على الإجابة من هول الصدمة ، قتل والدها ، هو السبب ، كل هذا ترائي أمام عينيها وهى تقوم بإعادة السؤال مرة أخرى وبداخلها تناجيه أن ينفيه بدون تفكير:
انت السبب ولا لا يا نضال جاوبني ؟!
قالت الأخيرة وهى تضرب صدره بعنف بعدما رأته ينظر لها بخذلان وبدون اجابة فاهتاجت عليه بدون انتظار قائلة بعصبية يتخللها تلك الدموع التى تقطر من عينيها:
ليه يا نضال ليه ؟!
أمسك يدها قائلا بصراخ توقف جميع من حوله عندما سمعوه يصيح:
مكنش عمد يا شذى.
نظرت له بتعجب ودهشة وتفاجأ وآخر ما فعلته قبل المغادرة ضربه كفا ساخنا على وجنته الخشنة بفعل ذقنه غير الحليقة قبل أن تقول:
أنا بكرهك يا نضال..بكرهك..أنا مش عايزة أشوفك فى حياتى تانى..وحق بابا هيرجع.
ومن ثم تركته بهذه السهولة ! ، كان هو الآخر فى دوامة الصدمة ، لكنه هو من وقع فى قاعها بأسرع وقت....!!!!!
********************
استيقظت لتشعر برأسها وبالدوار الذى يداهمها فوضعت كف يدها على رأسها وهى تحاول القيام ، أطلقت آه شقت حلقها بمجرد تذكرها ما أصابها ، قامت من قبعتها هذه وهى تجرى هنا وهناك فى تلك الغرفة تبحث عنه ، حالة هيجان أصابتها وهى تدور فى تلك الغرفة المكونة من أربعة حوائط صماء تتلقى صراخها بلا مانع لديها ولكنها يرتد إليها بالصمت التام ، جلست على الأرض وهى تقول بألم يمزقها لأشلاء:
ضيعتنى..ضيعتنى يا رامى..ليه كده..ليييييه!!
ذهبت إلى باب الغرفة وهى تضربه بيدها حتى جرحت أصابعها ولكن لم تشعر بتلك الحرقة التى أصابت كفها مقابل الحرق الذى يذيب خلاياها بالداخل ، لم تجد ردا على حالتها هذه ولم تجد من يلبى نداءها ولكن حقا هناك من أشفق على حالها وراعى ما تمر به ، فذهب بها إلى عالم آخر جاعلا إياها تترك عالم الذئاب ، فسقطت فاقدة الوعى مرة أخرى..!!!!
**********************
وقف فى غرفته ينظر لتلك الصور الملصقة على  إحدى الحوائط المخفية بفعل ذلك الدولاب ، اقترب منهم ليقف أمام إحداهم وهو يرمقه بشر قائلا:
لؤى..أول ضحية..مش هتفرق ضحية أو المضحى بيه..معنى واحد..بس فى الأساس أنا الكاتب دلوقتى...كاتب كتاب لكل واحد فيكم..أحداثه هتيجى مع الوقت..كل حاجة هتيجى مع الوقت..بس فى بقى اللى هرحمه وهريحه من غير أى عذاب وفى اللى هيدوق من نفس الكاس نفس المرارة اللى دوقتها وشربتها غصبن عنى..!!!!!
**********************
طرق باب الغرفة لتأذن له ريماس ، دخل ثم جلس على السرير فى مواجهة مايا ، كانت ريماس تطعمها ومايا مستسلمة لها بدون أى رفض كأنها أصبحت مسيرة بدون اختيار ، تعلم أنها فى عالم الآن بمفردها تخطو فيه ببطء نحو عالم الأموات ، يفصل بين هذين العالمين باب كبير تحاول أن تحطمه ولكنه لا يتحطم ، لا يسايرها لما تريد !!!!
نظرت إلى مهند الذى يدقق النظر فى ملامحها بترقب فرمقته قائله بابتسامة شاحبة:
أنا بخير..متقلقش.
تنهد هو متمتما:
أنا مش قلقان عليكى قد ما أنا عارف إنك أقوى من كده.
احتضنت ريماس كف يدها قائلة بابتسامة:
أيوه مايا أقوى من أى حاجة..هى بس محتاجة فترة نقاهة زى ما بيقولوا علشان كده هنسافر الأسبوع اللى جى ده..وكفيانا حزن يا مايا.
هزت رأسها قائلة برفض:
مش هينفع يا ريماس.
نظر مهند لها بحب قائلا:
بس ده الحل الوحيد إنك تخرجى من شرنقة الحزن ديه وترجعيلنا مرة تانية.
نظرت أمامها فى الفراغ تتحدث بخفوت:
بس عايزة أخد وقت كافى علشان أظبط نفسى..مش ما بين يوم وليلة هاخلص من كل حزن.
التقط كف يدها بين أصابع يده لتنظر لهما ريماس بحب فتمتم هو بطمأنينة تسربت لدواخله قبل أن تنبت بازدهار على ملامحه الندية:
وأنا هابقى معاكى فى كل خطوة..هتقعى وهسندك..هكون حماكى وكل حاجة
ليكى.
كان يتوقع أثر وقوع كلماته عليها لكنها اكتفت بابتسامة..فقط..!!!
*******************
لو كان الآن يستطيع أن يذهب إليها ويحملها من على سريرها ويخفيها داخل ضلوعه لكان فعل ذلك دون أدنى تردد أو شك منا ، ولكن القدر قد عانده بفراقها عنه مجبرة لا مخيرة ، نتيجة لأفعاله الموحشة التى لا تسر لا حبيب ولا عدو ، وهذا حسن عقاب على ما فعله وما زال متشبث به ، التقط كأس الخمر لكى ينسى الدنيا وما فيها ، أو بالأصح حتى يحلم بحلم جميل معها ، شربه دفعة واحدة ليغيب بعدها عن الإدراك ثم قام وحاوط إحداهن من خصرها قائلا برومانسية:
شذى ديه حبيبتى أنا وبس.
قالت الفتاه بإيحاء تسأله بغيظ:
ومالها روز يا نضال ؟!
تركها بعدما صفعها على وجهها صائحا بغضب:
لأن مفيش وجه مقارنة بينك وبينها..إنتى فاهمة !!!! .. شذى ليا أنا وبس.
اقترب منه المسمى بآصف هاتفا:
نضال كفياك كده.
حدجه نضال بعصبية وهو يمسك كأس الخمر مرة أخرى:
وهترجعلى شذى يا أصف!!!
قال أصف بأسى:
مقدرش يا نضال..ده خارج عن إرادتى وانت عارف كده.
قام نضال بسرعة خارجا من تلك المخمرة التى أرهقت قلبه أكثر ، أزادت آلامه التى جاء هنا كي ينساها ، أو بالأحرى يتغاضى عنها ، ذهب وراءه أصف قائلا بنداء:
نضال استنى عندك.
ركب نضال سيارته وبيده زجاجة الشراب بينما دموعه أخذت بالهطول ليدور المحرك ويجرى بسيارته بأقصى سرعة حتى ذهب إلى أحد الحافات ولكن ، لم يلقى لها بالا لأنه مغيب عن الواقع ولكن قلبه لم ولن يتركه يرتاح ولو قليلا حتى يؤرق مضجعه ، هدر باسمها بعنف ملقيا نفسه بسيارته من على الهاوية لفصرخ أصف باسمه بحرقة وهو يراها يسقط مندمسا وسط الظلام:
نضاااااال !!!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد

الفراق قدرىOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz