الفصل العشرون ❤

4.8K 76 3
                                    

فوت وكومنت بأرائكم والفصل النهارده جامد اخر حاجه 😉

رثاء ، هل يكون الرثاء للقابعين تحت التراب ؟! ، وهذا موضع السؤال ، والإجابة هى لا فقد نرثى شخص متوفى ، وقد نرثى أنفسنا الضائعة بين أمواج البحر الطائشة ، نرثى قلوبنا الذى حطمها من لا حق له ، نرثى روحنا الثائرة ولكن لا تجد من يقلل من حدتها حتى بتنا نشعر بأننا فى هذه الدنيا مسيرين لا مخيرين ، ولكن ما أصعبها وأوعرها من طرق نجد فيها تلك الأشواك التى تحيط بها من كل جانب ، فهل نجد طريقا واحدا نسير فيه بدلا عن ذاك ، أم لا .....!!!!!!!
*********************
ذهبت إلى الدار بخطى متوائدة وهى تشعر بذلك البرد الذى يلف حول روحها المستمتة بإجبار ، دخلت إلى غرفتها ومن ثم توجهت لحمامها لتغسل وجهها ثم جلست على سريرها ، لا تزال تشعر بذلك الحضن ، كسرة فؤادها أصابتها بالخذلان ، خرجت من غرفتها متوجهة لأبلة كريمة التي سألتها بلهفة:
انتى جيتى امتى ؟!!
اغتصبت ابتسامة وهى تجلس على الكرسى بجانبها تجيب:
لسه جاية أهو...متقلقيش نضال كويس.
أومأت كريمه برأسها لتباغتها روجينا بتساؤل لحوح يطبق على أنفاسها المتباطئة متمتمة:
أنا ايه اللى جابنى الدار هنا يا أبلة ؟!!
رمقتها بشفقة ، فإن حكت ستؤلمها بل وستجرحها فى الصميم ..!!!
تشدقت روجينا قائلة وهى تمط شفتيها بتبرم:
احكيلى يا أبلة..عايزة أعرف ازاى جيت هنا وأنا أبويا عايش !!
نظرت للجهة الأخرى وخرج صوتها بائسا أمام إلحاح الأولى:
كان عندك ست سنين..نضال كان ماشى مع صاحبه أصف وقتها..شافوكى وانتى بتبيعى مناديل وسط الطريق..وكان وقتها فى عربية سريعة كانت هتخبطك..نضال جرى بسرعة ولحقك بس صاحب العربية لما أخد باله منكم حود الناحية التانية وعمل حادثة مع عربية تانية وللأسف مات..لما نضال قعد يسألك انتى بنت مين..واسمك ايه مكنتيش بتتكلمى خالص..كنتى وقتها فى صدمة من اللى شوفتيه أدامك..مكنش أدامه حل غير إنه يجيبك معاه الملجأ هنا.
شعرت بغصة فى حلقها ولكنها تمتمت بتساؤل:
وهو نضال أصلا كان عايش هنا ؟!
ابتسمت كريمه وهى تشعر بالاسف
نحوهم:
أيوه من قبل ما انتى تيجى الملجأ بأربع سنين..كان هو وآصف عندهم عشر سنين..لقينا نضال أدام باب الملجأ ومنعرفش مين اللى سابه ومشى..أما أصف..باباه اتوفى من صغره ومرات أبوه مقدرتش تستحمله فبالتالى جابته الملجأ هنا..بس احنا مخبين الحكاية ديه عنه لأنه وقتها كان صغير ومش فاهم حاجة.
وشعور بتلك الغيرة التى تقصف الرصاصات بلا حدود داخل فؤادها فسألت:
وشذى..شذى جت ازاى هنا !!
تنهدت كريمة وهى تقوم قائلة بخذلان:
باباها هو اللى مات وقتها فى الحادثة.
انتهت من حديثها ثم ذهبت لغرفتها لكى تستريح أما بالنسبه لروجينا ، اغرورقت عيناها بالدمع وهى تقول بألم يشق حلقها
بحرقة:
يعنى بابا..بابا كان سايبنى وقتها فى الشارع..طب وايه اللى خلاه يرجع تانى ويعرف إنى هنا ..!!!!!
************************
ماء لاهبة كمن يحقنه بإياه فى الوريد ، يشعر بذلك الألم الذى يمزق خلاياه ، يسب ويلعن ويتوعد له ، لو كان السبب سيذيقه من نفس المرار ، دخل بحركة هجومية ولم يستطع أحد أن يمنع بطش ثورته ، هدر فى وجهه بعنف كبركان يلفظ بقايا أثره فى من كان السبب أو ، يعتقد أنه هو السبب:
ليه...خطفتها ليه ؟! ..أختى بره الموضوع وقلت ده قبل كدا.
شعور بالبرود المميت اعتراه وهو يتمتم:
أنا مش فاهم انت بتقول ايه!!
ابتعد عنه قليلا وهو يصيح بغضب:
تهديدك ليا آخر مرة..نفذته ليه..ليه فى أختى يا حسن !
جلس حسن على الكرسى وهو ينظر لرامى بذلك الهدوء الذى يثير أعصاب الآخر:
بس أنا فعلا معملتش حاجة.
وهنا تحدث بما تبقى من عقله:
افندم..مفيش غيرك يقدر يعمل كده يا حسن بيه..أختى فين ولآخر مرة هسأل..!!!!!!
قال الأخيرة بتهديد صريح ليقوم حسن مقتربا منه قائلا وهو يربت على منكبه:
وأنا قبل كده قولتلك مشاكلنا ملهاش علاقة بحياتنا الشخصية وبكده أعتقد إنك بتخلط الأمور..أنا لما هانفذ..هيبقى العيلة بره الموضوع يا رامى..تمام.
اقتنع ، اقتنع بالحديث ليجلس على الأريكة وهو يعصر قبضتى يده قائلا بألم مستمت:
أختى راندا..اتخطفت..ومش عارف مين...افتكرتك انت علشان هددتنى آخر مرة.
جلس بجانبه قائلا بتفكير بعدما وضع إحدى قدميه فوق الأخرى:
شوف أعدائك مين !!
سرعان ما رمقه قائلا بتبرم:
بس أنا ماليش أعداء.
صدح صوت ضحكة حسن وهو يهتف بإستنكار:
يااااا راجل..ده بأمارة كل اللى عملته ده وبتقول ماليش أعداء...اممممم..فكر معايا شوية مين من ضمن البنات ديه حد مات أو خطفتها !!
بالفعل أخذ بالتفكير لكنه قال بعنفوان:
احنا بنلمهم من الشوارع يا حسن بيه..مش بنخطفه..
لحظة ، ساعده عقله على التذكر ليقف قائلا:
مش معقول..آخر واحدة كانت رغد..ومحدش يعرف عنها حاجة..والرسالة اللى أنا بعتها بخط ايديها أكدت ليهم وأقنعتهم..وملهاش حد يثأر ليها أو ياخد حقها..حتى ولو لؤى اللى بيحبها بس عمره ما هيعمل كده..عمره ما يخطف بنت عمه..
أخذ نفس طويل من السيجار ثم لفظه متمتما بعدها:
هى بس.
رامى بسرعة كمن وجد عصا يتمسك بها وهى قيد الحياة:
وفى قبلها بنتين كمان..لا ثلاثة..واحدة فى ....
استوقفه حسن قائلا بسخرية:
وبتقول انك مش بتخطف أومال لو بتخطفهم كانوا هيبقوا كام !!!
رمقه بنظرة نارية لم تؤثر فيه ومن ثم
قال:
ما لو انت مش بتستعجلنى مكنتش هاضطر لكده.
صمت حسن ليقول رامى بتنهيدة:
مش قدامى إلا أشوف مين أهلهم أو لو ليهم قرايب حاولوا ينتقمو منى فيها ....!!!!!!
*********************
فى صباح اليوم التالى..
شعرت بظهرها يؤلمها ، اعتدلت فى جلستها وهى تتذكر أنها خطفت ، بكت وفاضت عينيها بالدمع لتتذكر أنه تركها ولم يفعل بها شيء ، لم يقترب منها حتى ، إذا لما خطفها وما وراء ذلك ...!!!
قامت بسرعة وهى تسير على أطراف أصابعها ، اقتربت من الباب مرة أخرى لتجده مغلق فتنهدت بحنق وضيق ، ليس هناك حل واحد إلا الدخول له وأخذ المفاتيح ، وعند هذه الفكرة سرت قشعريره باردة فى أوصالها ، ولكنها اقتربت وبدأ قلبها يمنعها لكن العقل هو المسيطر فى ذلك الموقف ، وصلت لباب غرفته ثم مدت يدها المرتجفة لتمسك المقبض ببطء ، أدارته بتمهل حتى فتح الباب بالفعل ، نظرت له لتجد جسده يفترش السرير ، بلعت ريقها بإزدراء وهى تعاود الخروج لكن استوقفت نفسها بإصرار مطمئنة شخصها بأن هذا الحل الوحيد ، نبذت ما هى فيه بشدة وبكره ، دخلت وهى تضع يدها على فمها تمنع صوت تنفسها من الوصول إليه ، ألا هذا الحد باتت تخاف ...!!!!
اقتربت من الكومدينو الصغير وهى تمشطه بعينيها لكنها للأسف لم تجده ، أصابها الخذلان وهى تدور فى الغرفة وتبحث بصوت منخفض عنه و..وفى النهاية وجدته فى جيب بنطاله ، تنهدت بإرتياح وهى تهرول للخارج ، وفجأة سمعت صوت الأنين يتسلل من بين شفتيه ويهمهم بشيء لا يصل لأذنيها ، نظرت له بدهشة و رادوها الفضول لتعرف بماذا يتمتم ، اقتربت منه حتى وصلت إليه وهى لا تعلم لما أصابها هذا الفضول المثير الذى كان يجعلها مسيرة لطريق لا تعلم نهايته بتاتا ، أن تلمس أجزاء وجهه المحروقة ، وبالفعل تلمستها ببطء شديد لتتفاجأ بسخونة جسده ، ابتعدت بسرعة كمن أسقاها بغير إرادتها شيء مر ، لا تعلم ماذا تفعل الآن إما الهرب وإما مساعدته ، نفضت رأسها بعنف قائلة:
أنا أدامى الفرصة ولازم أهرب.
لتقول بعدها بخوف:
بس ده ممكن يموت بسببها.
وفى النهاية غلبها الطابع الإنسانى لتحضر له طبق ملئ بالمياه الباردة وقطعه قماشة ، جلست بجانبه لكى تسعفه ليباغتها هو ممسكا بيدها بوهن قائلا بغضب لا يتناسب مع حالته تلك مما جعل قلبها على وشك التوقف عن النبض ودوران الدماء فى جسدها:
انتى بتعملى ايه ؟!
********************
فى المشفى..
دخل الطبيب إليها سائلا إياها بابتسامة:
أخبارك ايه دلوقتى ؟!
أومأت برأسها بدون حديث ليقول لها بعدما حمحم متمتما بصوت خشن:
طب يالا علشان نروح المجلس.
نظرت له بتساؤل ليبتسم هو ابتسامته الجذابة ومن ثم سار إلى خارج الغرفة ، قامت وسارت خلفه ، هذا ما أرادته فليكن إذا ، وصلت إلى تلك القاعة متوسطة الحجم وتلك الكراسى التى على هيئة دائرة ، جلست على الكرسى الذى أشار الطبيب إليه ومن ثم جلس هو على الكرسى الفارغ الآخر ، باشر حديثه قائلا بابتسامة متفائلة لجميع الذى يجلسون:
ده بقي مجلس فضفضة..أنا مسميه كده علشان كلكم دلوقتى هتقولوا اللى مدايقكم وهنلاقى ليه حل..أوعدكم بده....يالا ابدأ انت يا نضال.
نظرت له حتى تعلم ما قصته وما يخزنه بداخله ، وهذا بالطبع شعور الفضول ! ، نظر نضال بصمت إلى الطبيب ليحثه على الحديث فباشر بقول ما يتذكره:
أنا نضال..كل اللى أتذكره صديقى أصف..وأيام الطفولة..و...
صمت ، لا يتذكر شيء وهذا سبب له الإحراج فقال الطبيب بابتسامة مطمئنا إياه:
نضال..ده شيء طبيعى..انت فقدت الذاكرة وبالأدوية انت بتتحسن..وحالتك فى تقدم..بس لازم تحاول وتفتكر برده بس بكل هدوء.
نظر نضال أمامه ولم يتحدث ليشير لفرحة أن تتحدث فابتلعت ريقها بخوف ومن ثم باشرت حديثها قائلة:
أنا فرحة عمرى 23 سنه..أنا عندى فوبيا من الارتفاعات ومن التجمعات..مش من صغرى..بس فى أسباب أدت لكده..
مرتعبة ، تخاف أن تبوح فيتبعها الماضى الكاسح ، وتبعا لهذا ارتجفت شفتاها لا تقدر على الحديث ، نظرت إلى الطبيب برهبة ليحثها على إكمال الحديث لتهز رأسها بعنف وهى تقوم وتخرج من القاعة ذاهبة لغرفتها ، تنهد الطبيب وهو يكمل علاجه بينما نضال كان ينظر لأثرها وهو يقسم أنه رأي الرعب يتقافز من شرفتى عينيها ، لكن ما السبب لا أحد يعلم ...!!!!!
**********************
بينما هى جلست على سريرها بعيون محمرة من احتباس الدموع ، لا لن تبكى ، تقول هذه الكلمه لنفسها ولكن..بداخلها شيء يحرقها ، يجعلها تريد الصراخ حتى يحرق جوفها ، همهمات تصرخ فى أذنها لتضع يديها على أذنيها وبعدما انتهت تلك الأحاديث التى ستجعل منها مجنونة فى النهاية ، قامت وهمست قائلة بألم وبملامح مجعدة:
انت السبب يا رامى..علشان أحميك..دمرت نفسى ودمرت حياتى ..!!!!!
********************
بينما فى قصر حسان..
استيقظ لؤى وبعدما نزل إلى أسفل وجد عمه يحدث أحد الظباط مخبرا إياه بأخر التطورات ،
وبعدما انتهى من الحديث وجه كلامه للؤى قائلا بنبرة فيها بعض الرجاء:
لؤى..روح الشركة وخليك مكانى النهارده.
حاول لؤى الاعتراض ليقول حسان بصرامة:
مينفعش الشركة تبقى من غير أى حد..وأنا بثق فيك..رامى خرج من امبارح مرجعش..وربنا يسهل.
اومأ لؤى برأسه انصياعا لحديث عمه ، صعد إلى الأعلى وبعدما بدل ثيابه بأخرى قابلته أخته وعيونها تذرف الدموع سائلة بحزن:
راندا هترجع يا لؤى مش كده ؟! ..أنا خايفة عليها أووى.
احتضنها بشدة قائلا بقلق هو الآخر:
هترجع بالسلامة إن شاء الله متقلقيش.
مسح دموعها بأطراف أصابعه ومن ثم ودعها ليذهب للشركة ، قابل الدعاء من العاملين بعد علمهم ما حدث ، دخل إلى مكتبه بعدما أعلم الجميع أنه مكان حسان اليوم فقط وبعد قليل طرق على الباب ليأذن للطارق ، دخل هذا الرجل ذو الشعر الأسمر الذى يتخلله تلك الشعيرات البيضاء داله على وقار وهيبة ، سلم عليه بابتسامة بشوشة وهو يحاول مؤازرته ثم قال:
عمك عارفنى..وكنا متفقين على ميعاد النهاردة علشان نتمم الصفقة..وديه الملفات.
التقطها ومن ثم قرأ موجزها ثم قال بعدها:
تمام...يا أستاذ فارس.
#يتبع
آرائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد 😍

الفراق قدرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن