الفصل الثامن عشر ❤

4.6K 75 8
                                    

الفصل النهارده ناااار عايزه ارائكم 😉
متنسوش فوت وكومنت حلو زيكم 😍😘

نحتاجهم ، نشعر بضيق يخنق أرواحنا ، نهمس في داخلنا بعمق اشتقنا لهم ، خشية أن تعلو صوت لهفتنا ، فيجرحنا صدودهم و يكون الكبرياء هنا هو سيد الموقف ، لكن أين هو الكبرياء هذا فى وسط تلك الظلمة والغيمة الحالكة ....!!!!!
****************
فاضت عينها دمعا ، جفونها تحترق من السيل الذى يتقطر منها ، قلبها يناجيها بأن تهدأ وتحاول أن تتروى لكن كيف ! ، ضاع كل شيء ، والدها ووالدتها ولكن بداية هى ، وعند تلك النقطة التى دارت فى قاموسها ازدادت حدة بكاءها ليوقف مالك السيارة بسرعة محاولا تهدأتها ، لكنها ستبوء بالفشل:
رغد..اهدى..بس..خلاص بقى.
كفكفت دمعها بطرف إصبعها وحاولت أخذ نفس طويل حتى يدخل بعض الهواء النقى لرأتيها ، نظر لها بإشفاق وهذا ما لم يكن فى الحسبان ، نظرت له بعيون محمرة قائلة وشعور الندم يعتريها برؤيته لحالتها تلك:
أنا بقيت كويسة.
ابتسم بسرعة لها ومن ثم تحرك بالسيارة مرة أخرى ليقف أمام إحدى المحلات ولكن لم تنتبه هى له ، كانت تستند برأسها على شباك السيارة بجانبها وهى تتذكر تلك الأيام التى كانت منعمة فيها ، أغمضت عينيها وهى تشعر بتلك الدموع مرة أخرى ترفرف على رموشها ، فمسحتها بسخط قائلة لنفسها:
شفقة..مجرد شفقة هتشوفيها من كل حد..حتى هما..وهى ديه هتبقى حياتك الجايه يا رغد..حقك ضايع وبعيدة عن الكل.
جلس مالك على مقعده مرة أخرى وهو يمد يده بتلك المشتريات ، نظرت له بأعين متسائلة ليقول بابتسامة مرهفة:
انتى مأكلتيش كويس..خدى دول علشان روحك ترجعلك من تانى.
ابتسمت مجاملة وهى تلتقط تلك الأشياء من بين يديه ، أعطت له عبوة العصير بعزوم ليهز رأسه أن لا ، بدأت فى تناول المقبلات الخفيفة حتى تستعيد ولو بعض من صحتها المهدورة ، بينما هو وضع رأسه مستندا بإياها على ظهر الكرسى قائلا بحزن:
أنا عارف شعورك ايه..بس انتى أصعب مننا كلنا.. وهى ديه سنة الحياة يا رغد..كلنا هنموت مهما طولنا فى الحياة..لكن نهايتنا واحدة.
أغمضت عينيها وهى تشعر بتلك الغصة المرة التى وقفت فى حلقها ، ميتان وهى يتيمة يا للبؤس الذى أصبحت فيه ! ، لذا لم تتفوه ولو بحرف واحد ، حدجها بنظراته ليجدها انتهت من التناول فتحرك بسيارته ورأسه يدور حول سؤال واحد:
" لما يشعر بأنها قريبه منه لحد ما .....!!!!!! "
***************************
مجرد صدمة أو بالأحرى جحوظ عينين ، رد فعل طبيعى لما تلى على مسامعها الآن ، نظر لها قائلا بابتسامة:
ايه يا مايا مش هادخلى بابا البيت ولا ايه ؟!!
لم ترد عليه وهى تقف بجمود كالصنم ، حاول أن يقول شيء آخر لتقول هى بثبات:
بس أنا ماليش أب..أبويا مات من زمان..هو أنا معرفش أصلا حاجة عنه..
انفرجت شفتاه الغليظة عن ابتسامة ساخرة قائلا:
وماما بقى اللى قلتلك كده ولا ايه !!
اخيرا باشرت بالتحرك نحو الداخل قائلة بلا مبالاة مصطنعة:
حتى ولو قالت...ده مش هيغير حاجة...آه صح هو انت جاى ليه..ولا ايه اللى فكرك بيا !!
جلس وهو يضع قدما فوق أختها متحدثا بنبرة يحاول بقدر الإمكان أن يتخلل منها هذا الصوت الحنون الأبوى:
أنا لسه عارف من امبارح بس إن صبرين اتوفت...ده غصبن عنى يا مايا..أنا عالطول بره مصر.
جلست هى الأخرى متشدقة بسذاجة:
وآه وافتكرت بقى إن ليك بنت بعد المرحومة مش كده !!
وقف بسرعة كمن لدغته حية هادرا بإنفعال:
أنا فى الأول والآخر أبوكى وعمر ما حد يقدر ينكر ده فياريت تبطلى أسلوبك ده ماشى !
وقفت هى الأخرى فى وجهته هاتفة بجمود:
أنا طالعه أرتاح..وطبعا البيت بيتك اعمل اللى انت عايزه..عن إذنك.
ولكن استوقفهما صوت رنين الباب ومن ثم دخلت ريماس قائلة بإنفعال بسيط:
انتى مش بتردى على موبايلك ل...
لم تكمل حديثها وهى ترى ذلك الواقف ينظر لهما بإستغراب ، وقف مهند بجانب ريماس وهو ينظر بصدمة إلى حسن والد مايا ، لا ، لا ، انتهى القرار الملح بداخله قائلا وهو يقول بلهفة لمايا:
مايا تقبلى تتجوزينى ....!!!!!!
*************************
فى المشفى..
شعور بالدفء اعترى خلاياها وهى الآن بين حضنه الساخن ، أخرجها من حضنه بسرعة قائلا بصوت مختنق:
انتى مين ؟!! وبتعملى ايه هنا !!
نظرت له بعدم استيعاب سائلة بدهشة:
هو ايه اللى بيحصلك يا نضال ؟!
دق الطبيب الباب ومن ثم دخل ليقول لنضال بابتسامة:
أخبارك ايه دلوقتى ؟!!
نظر نضال له سائلا بضيق:
مين ديه !! وايه اللى جابها هنا !!
رمق الطبيب تلك التى تقف ودموعها متحجرة داخل عينيها ليقول بهدوء:
ديه قريبتك يا نضال ايه مش فاكرها ..!!
حدج نضال روجينا التى تقف كأنها على أحر من الجمر منتظرة إجابته ليجيب فى النهاية:
معرفش مين ديه.
سقطت من السماء السابعة إلى الأرض ، أرض الواقع بعدما غابت عنه فى ذلك الحضن الذى لمست منه الشوق والدفء ، نظرت له ولم تتحدث أو بالأحرى تحشرج صوتها داخل حلقها. ، تبادل الطبيب النظر بينها وبين نضال بثبات و..شفقه على روجينا ، مسحت هى تلك الدموع التى شقت طرق وجنتيها الوعر وهى تحمل حقيبتها من على السرير ونظرت لنضال ومن ثم غادرت كنسمة هواء هبت على أرض رملية فلم تحدث أى أثر غير أنها طايرت تلك الحبيبات الصغيرة من الخصف ولكن لم تحدث العاصفة المتوقعة ، هى كذلك جاءت وغادرت ولكن بخلاف ما حدث للرمال شعرت بأن شيء ينكسر بداخلها ، يصعب تجميعه فيما بعد ، خرج الطبيب من الغرفة وهو يبحث عنها ليراها تغادر سريعا وهى تأكل المسافة ما بين الغرفة لخارج المشفى ، تنهد الطبيب وهو يعدل وضع نظارته الطبية ، دخل إلى غرفته الخاصة ليجد من ينتظره فتسائل بإستغراب عاقدا ما بين حاجبيه:
انتى مين !!!
أجابت الفتاة بتشنج:
أنا.....أنا فر. ..فرحة...!!!!!!!
*********************
فى منزل رغد..
اتفضل..اتفضل يا أستاذ رامى.
تلفظت بها فريدة بابتسامة شاحبة وهى تدعو رامى للجلوس ، حاول تقبل الوضع الذى هو فيه الآن ، بيت أثاثه متهدرء ، تلك الأريكة التى يغزوها الرقع الصغيرة وتلك المنضدة الزجاجية الصغيرة ، هذا ما التقطته عيناه لتقول فريدة بحرج وهى تجلس تقف أمامه :
معلش بقى يا رامى بيه..البيت مش قد المقام.
وتلك الابتسامة الخبيثة تحب الظهور والتراقص على شفتيه متمتما:
مش بالظاهر يا أبلة فريدة.
خرج عمار من الغرفة قائلا ببشاشه:
أستاذ رامى..يا أهلا وسهلا...نورت.
سلم عليه ومن ثم جلس لتدخل فريدة إلى المطبخ الذى يشبه جميع أثاث المنزل وهى تحضر له شيئا يليق بمقامه ،أما بالنسبه للخارج قال رامى مباشرة:
أنا عارف انتوا عايشين ازاى ومش عارفين رغد فين..بس فى حاجة لازم تعرفوها.
أتت فريدة وهى تحمل تلك الصنية التى يعلوها فنجان من القهوة السادة ، جلست بجانب زوجها ليقول رامى مستطردا:
ديه رسالة من رغد..وصلتلنا وأنا معرفش ايه اللى فيها وقولت لازم أجبهالكم وتعرفوا فيها ايه !!
تلك اللهفة التى تقطرت من عيون فريدة وعيونها مغرورقة بالدموع التقطتها سريعا وهى تخرجها من غلافها ، قرأت ويا ليتها لم تقرأ ، صرخة شقت صدرها بفجع ، هلع عمار من منظرها ويدها المرتعشة ليأخذها عمار وهو يقرأ ما فيها ولكن هو كان واقع الصدمة عليه مختلفا كليا ، نظر أمامه بصمت كأنه تيبس فى موضعه ، اصتنع القلق وهو يقف سائلا بلهفة:
هو فيها ايه !!
أخفا عمار الورقة وهو يحتضن فريدة الباكية بألم ليقول عمار متصنعا الثبات:
شكرا يا أستاذ رامى على الأمانة اللى وصلتها.
شعور بالحرج كسا ملامحه وهو يغادر وبمجرد ما إن خطى إلى الخارج ظهرت تلك البسمة الشنيعة على فمه ونفس التصفير يخرج من بينها ليفرقع بإصبعه قائلا بشر:
ضمنت انك متعرفيش ترجعى هنا يا رغد..هههههه ..!!!!!
ركب سيارته وغادر بعدما فجر قلوب محترقة من البداية لكنه كمن ألقى البنزين على النار ليزيد من إشتعالها ، بينما فى داخل المنزل ، 
تلك التى تصرخ بإسمها واهية هى ، احتواها عمار قائلا بحشرجة:
هى اللى اختارت يا فريدة...تربيتنا فيها ضاعت.
تملصت من حضنه قائلة بلهفة مسرعة بصراخ:
لا لا..رغد متعملش كده.
حاول أن يهدأ الدماء التى بدأت تفور حتى تصاعدت إلى الجزء الأسفل من المخ معلنة عن حالة لا يستطيع أحد مهما كان من توقعها:
رغد..تتنسى يا فريدة..انتى فاهمة ! ..بنتنا ماتت..ماتت.
اختفى من أمامها بينما جلست هى على الأرض ودموعها تعصر جفونها وتحرقها بموازاة القلب الذى يتحول الآن إلى رماد وأى رماد يتحول إليه قلب أم ملكومة ....!!!!!!!
**********************
فى منزل فارس..
الشمس بدأت بالمغيب فى صورة قرص أحمر اللون وحوله هالة من تلك الأشعة الحمراء ، ترجلت من السياره بكل هدوء ليستوقفها مالك قائلا بسرعة:
رغد..هو أنا لو قولتلك نبص على مظهر غروب الشمس هتوافقى !!
نظرت إليه بتمعن لتستشعر نبرة الرجاء فى صوته ، هل تستطيع الآن الرفض ؟! ، هى حقا متعبة وبل وصل بها الإرهاق إلى حد أنها سترتمى على سريرها البارد ليوم كامل فالإرهاق لو كان جسديا كان سيذهب بسرعة نزول زخات المطر من السحاب ولكن الصراع الآن نفسى وما أشده من ألم النفس ، فى النهاية وافقت بإيماءه من رأسها ، تهللت أساريره وهو يركن السيارة بينما هى واقفة تنظر لمكان ما فى الفراغ حتى أتى لها قائلا بابتسامة مشعة:
يالا بينا..فى مكان قريب من هنا..هنعرف نشوف منه أكتر.
وبمجرد ما فهمت معنى الإنفراد بينهما أصبحت تهز رأسها بعنف أن لا ، تفاجأ من منظرها المفاجئ ليقول بسرعة معدلا مجرى الحديث:
خلاص خلينا فى الحديقة.
بينما كانت الذكريات تمغص عليها عقلها وتؤرق قلبها الذى لا يحتاج إلى الإضافة ، انتبهت له عندما تسللت حروف اسمها الثلاثة بحنان من فاهه ، توجهت له لتجلس على بعد مناسب منه على أرض الحديقة ، نظرت إلى مشهد الغروب ليقشعر بدنها ككل ليلة فبداية الغروب بداية ليلة جديدة من العذاب وأكثره جسدى ، تلك العلامات التى طبعت على جسدها ما زالت الآن تشعر بملمس يده ، شعرت فجأة بالغثيان لتقوم متوجهة إلى جانب بسرعة وتترك نفسها للحرية ، أخرجت كل ما فى جوفها ليقف مالك بجانبها وهو يرفع رأسها لأعلى قائلا بقلق:
أنا مكنتش أعرف إنك هاتتعبى كده لما تروحي تزوريهم.
وهنا أجهشت فى بكاء مرير وجسدها يرتعش وهى تحاوطه بيدها ، صوت الصفير ونفس الأنين بدأ يهاجمها لتصرخ بلا بصوت أحرق جوفها ومن ثم سقطت فاقدة الوعى ليلتقط جسدها الهزيل بين يديه سائلا بفضول:
انتى حكايتك ايه يا رغد ...!!!!!!
********************
بينما وكانت هى جالسة على الأرجوحة تهزها بتأنى وعقلها منشغل بالتفكير فيما يحدث. ، لتجد من يباغتها بوضع يده فوق فمها ، شهقت بعنف وهى تزمجر حتى ابتعدت عنه ليعلوا صوت صراخها ولكنه كان الأسرع حينما حاوطها مقيدا يديها محاولا وضع تلك القماشة التى تحتوى على مخدر لكنها كانت شديدة المقاومة ، هرولت سميرة ومعها حسان لتصرخ سميرة وهى تضع يدها على فاهها بعدما وجدت من يقرب مسدسا من رأس ابنتها ، هتف حسان بتمهل حذر:
سيبها وكل حاجة انت عايزها هتاخدها..بس سيبها.
لم يتحدث حتى ظنوا أنه أبكم ليسير وتسير راندا معه مجبرة وقلبها يتقافز بداخل قفصها الصدرى كعصفور مبلل ، بينما حسان يحاول أن يقترب ليحملها بسرعة بعدما وضع تلك القماشة على أنفها ففقدت الوعى بسرعة ، أدخلها فى سيارته وذهب بها سريعا من أمامهم لتصرخ سميرة بحرقة:
بنننتى ...!!!!!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد 😉

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now