الفصل الرابع عشر ❤

5.5K 78 0
                                    

مفاجئات هائلة 😉 ياريت كومنت وفوت حلو كده زيكم وتشجييييع كبير من فضلكم 😍😘
يكفى ، يكفى أن تعيش حياتك أو نصفها فى شي ضاع ، تبخر كأنه لم يوجد من قبل ، كنت تعيش على طريق السراب ، سنين وسنين مرت وفى دقيقة أو بالأحرى ثانية هرب منك هذا الحلم ، فيا ليته من وجع لم تتمناه فى حياتك قط ، فتبلغ النهاية الآن ولكن كل شيء يدور حولك كأنك لم تحدث أثر ، كأنك ذرة تراب تحشرجت فى حلق أحدهما ومن ثم اختفت ، فيا ليته من وجع..!!!!!
************************
" ابعد عنى..لا لا.. "
ما زالت أقدامه تأكل المسافات بينهما ببطء يجعل قلبها على وشك التهاوى فى قعر مظلم ، ليس فيه ولو بصيص من نور ، لتملؤ الظلمة قلبها وهى تمسك إحدى الآلات الحادة بيدها المرتعشة وتوجهها نحوه ، لم يهتز له شعرة فى حين اقترابه منها أكثر فأكثر ، صرخت بعلو صوتها مهددة إياه بتحذير نهائى:
لو قربت منى هاقتلك.
تحدث بمزيج من الخبث والمكر وهو يلوى زاوية فمه:
أنا عرفت إنك شرسة بس مش عليا يا حلوة.
أمسك يدها لتخرز هى سن السكين فى قدمه بقوة وغل ، أخذت تدافع عن شيء واهى ضاع منها فى لحظة واحدة ، لم تمهلها الحياة أن تدافع ولو لثانية فى حين أن ما ضاع بغير إرادتها ، تمنت لو كانت تملك تلك القوة وقتها لكنها كانت ضعيفة ، أخذت بالبكاء وهى تراه غارق فى دمائه ويسبها بألعن الشتائم ، اقتربت من النافذة ولحسن حظها كانت فى الدور الأول ، مخاطرة أم العيش فى ذلك الجحيم طوال حياتها ! ، هذا ما دار فى خلدها وفى الدقيقة الثانية قفزت بسرعة ، قامت ولم تأبه لألم قدمها التى التوى كاحلها ، كانت دموعها كفيلة بتوضيح المعاناة التى تعيشها الآن ، نظرت للأمد البعيد فوجدت رامى يقف مع أحد الأشخاص الذى يبدو أنه يتفق معه على إحداهن ، ضحية مثلها ، تفقد نفس الشيء ، هى فقدته مرة ومنهن من فقدته مئات المرات كتمت شهيقها بكف يدها وهى تقف خلف إحدى الشجيرات لتجرى بعدها حتى وصلت إلى إحدى المناطق التى يحاوطها الأسلاك مانعة أحد من الهروب ، مجرد ضحكة ساخرة صدرت منها وهى تنظر إلى تلك السكينة التى تمسكها بكف يدها المرتجف ، حاولت قطع السلك وبعد محاولات عديدة فصل عن بعضه ، نظرت إلى الداخل برهبة وهى تتلفت حولها ، ومن ثم اندفعت إلى الخارج وهى تجر قدميها جرا ، سارت وسارت إلى أن وصلت إلى إحدى الطرق الفارغة من السيارات ، لم تقوى على الوقوف بعد كل هذا لتجلس على جانب الطريق الترابى ، وم تتوقف دموعها بعد ، أخذت تمسحها بيدها لكنها لا تكف ، تترجاها أن تقف لكن لا تستكين ، ضمت ركبتيها الجريحة لصدرها ، وفجأة وبدون سابق إنذار....
*********
جالسة فى المطار مشخصة بصرها أمامها صوب نقطة وهمية صنعتها لنفسها ، أناس يتجولون وضحكات ترسم على الأفواه وقلوب حائرة ، قد تخفى الحزن بداخلك وفؤادك ينزف ولكن تلك البسمة الساذجة لا تفارق شفتاك ، كأنك تحاول أن تلقى بذرة الأمل فى قلوب الأخرين بعدما ذبلت وماتت فى داخلك ! ، نظرت لمن يقف أمامها قائلا بحزن:
وفجأة كده يا شذى هتسيبى مصر ؟!
وقفت نحوه وهى تهز منكبيها يصاحبه مط شفتيها قائلة ببساطة:
ظروف يا فؤاد.
تخدل كتفيه وهو يقول لها بتعقيد:
بس الإذاعة عايزاكى..وأهل الإذاعة عايزينك.
تنهدت بعمق حابسة ذلك النفس البارد الذى يثلج صدرها لوقت قصير قائلة بلسان ملجوم بسوط الآه:
معلش يا فؤاد..أنا لازم أمشى..الطيارة ممكن تفوتنى.
وبسرعة التقطت حقيبتها ممسكة إياها من يدها وهى تسير إلى الأمام وتلك الدموع أخذت تصرخ بعينها ، تحرقها وتعذبها لكن لا ، تكتمها بغلظة مانعة نفسها من الضعف الهين الذى يجعلها فريسة للجميع.....!!!!!!
******
هل حاولت نسيان ماضى تذوقت منه مرارة فقد !! ، مرارة ألم لم تتذوقه من قبل ولم يكن لك الخيار إذ استيقظت وجدت نفسك تشرب كؤوس لم تذهب عقلك بعدها بل أيقظتك ونبهتك لما هو قادم ولكن لم يكن أمامك وقت لكى تستعد وتواجه هذا القادم !!! وجدت نفسك فى بئر مظلم تملؤه أصوات الرياح العاصفة التى جاءت محملة بغبار الماضى الذى لصق بالذاكرة ومهما فكرت فى حلول فلن تجد !!! كأنها بصمت وأوثقت بأنها لن تذهب وتبتعد عنك !! فماذا لو وجدت نفسك فى عالم موحش وأنت وحيد به وبعدها علمت أن هذا العالم ما هو إلا وحش الماضى القاسى!! ولكن هل سيكون لهذا الماضى ما يسمى بالنسيان ليليه نعيم يسمى بنعيم النسيان !!! ..
كان جالسا على سرير أبيض موازيا للملابس التى يرتديها وأيضا لوجهه الشاحب الذى يتميز بوجود أنف دقيق وشفاه كأنها مرسومة بيد فنان موهوب ، ومقلتى عينيه التى تتوسطها كرة مختلطة من اللون البنى الممزوج بكوب من القهوة السادة لم ترى مثله من قبل يعلوها حاجبين كثيفين من السواد القاتم ، يضم ركبتيه إلى صدره ويحيطهما بكلتا يديه المشوهة بالجروح التى كلما نظر إليها تذكر هذا الماضى الكاسر ، والأحلام الموحشة ، استند برأسه التى تتخبط بداخلها الآلام التى لم يكن له يد بإختيارها على سقف السرير ، ويكسو هذا الجلد الأبيض شعر ناعم حالك السواد يوجد فى منتصفه علامة لم يمحها الزمن إذ جعلت علامة ، بصمة يتذكر بها الذي مضى ، انتبه إلى أصوات ضحكات وخيالان يظهران من الخط الموازي للأرضية فى نهاية الباب للغرفة التى يتخللها بصيص ضوء ، رمش بعينيه مرات متباعدة فى الزمن ليلى هذا أصوات ممزوجة بضحكات لم ينساها فى حياته ولن يتجرأ على ذلك !! كور نفسه أكثر وضم جسده الهزيل بكلتا يديه كأنه يحمى نفسه من القادم وفجأة فتح الباب بصوت نتج عنه سيمفونية غريبة ، نظر بعيون مرتجفة تكاد تبكى ليجد طفلة صغيرة ترتدى فستان وردى اللون تمسك بحبل بكفيها الأبيضين الصغيرين وتقفز من فوقه مرة تلى الأخرى وتنظر له وثغرها الأبيض يعلوه بسمة ملائكية ، بجانبها طفل ينظر لها بترقب ومن ثم نظر له ليتبادل النظرات بين الطفل والطفلة ، انتفض بفزع أثر صرخة خرجت من فاه تلك الطفلة انخلع قلبه عليها وهى تنادى باسمه باكية أثر سقوطها ، جرحت قدمها اليمني جرح بسيط لكن بكت من الحرقة التى أصابت الجرح ، تفاجئ من عدم جرى الطفل عليها ولكنه ما زال ناظرا إليه وتبدلت نظراته من الترقب إلى الألم الذى بدأ يغزو صفيحة وجهه ، صرخ بعلو صوته صدح أثرها فى غرفته وهو جالسا على الأرض ويصرخ بعدما قام بسرعة ليتقدم نحو الطفلة لكى يسعف جرحها ولكن اختفت واختفى الطفل وأغلق الباب كأنه لم يفتح منذ ثوان !! ، صدح صوت صراخه فى أنحاء الغرفة وهو جاسيا على ركبتيه على تلك الأرض المتحجرة الجامدة كتلك الصعقات التى أصابته ولم يشفى من جراحها ، دلف عليه بسرعة من يحاول تهدأته قائلا بقلق:
نضال..نضال اهدى انت بخير.
نظر له نضال سائلا بصوت متهدج:
أنا فين..انت مين !!!!
نظر له الطبيب بصدمة وهو يردد:
انت فى المستشفى يا نضال.
قام بسرعة وهو يكور نفسه على سريره ناظرا للطبيب قائلا بتساؤل:
انت مين ؟!! وأنا فين !!!!!
نظر له الطبيب هذه المرة وهو لا يعى شيئا مما يحدث ، خرج من الغرفة متوجها لأحد أصدقائه قائلا بحيرة مقبولة:
الحالة فى الأوضة 23 يبدو عليها محتاجة تشخيص فى أسرع وقت.
خلع منظاره الطبى سائلا بإستغراب وهو يعود ما بين حاجبيه:
وايه اللى خلاك تقول كدة ؟!
رمقه بإستنكار يجيب:
دخلت عليه وأنا سامع صريخه وفجأة سكت وقالى انت مين وأنا فين..قولتله انت فى المستشفى بعدها بأقل من ثانية قالى أنا فين تانى !!
قام صديقه وهو يخرج إحدى الملفات من الدرج الموجود أمامه ثم قدمه منه وهو يقول بصراحة:
اقرأ وهتفهم.
بإستغراب وحيرة أشد التقط الملف وهو يدور فيه بعينيه ومن ثم هتف بدهشة حقيقية:
فقدان ذاكره توقيتى !! يعنى ايه ؟!
عقد حاجبيه وهو يشرح له بالتفصيل حالة نضال قبل أن يقوم متوجها لغرفته:
فقدان القدرة على خلق ذكريات جديدة ، فأدى إلى عدم القدرة الجزئي أو الكامل لتذكر الماضي القريب ، على الرغم من إن الذكريات طويلة الأجل لسه سليمة ، والمصابين بفقدان الذاكرة التوقيتى بيعانوا من تكرار الجمل أو الأسئلة لمرات عدة ، أو يضطرهم للفشل في التعرف على أناس لسه مقابلينهم من دقايق معدودة فقط.
خرج بعدها ذاهبا إليه ليطرق الباب فلم يجد إجابة ، دخل بعدها ليجده ملحدا الصمت وهو ينظر إلى سقف الغرفة ، تقدم منه وهو يسأله برتابة:
انت اسمك ايه!!
نظر له نضال ولم يتحدث ليسأله مرة أخرى قائلا:
طب انت فاكر أى حاجة يا نضال ؟!
رمقه بتساؤل قائلا:
مين نضال !!!
اقترب الطبيب منه قائلا بابتسامة
مرهفة:
انت اسمك نضال.
صمت طبق على الأنفاس مرة أخرى ليسأله الطبيب بعد دقائق عدة انتظرها بلا ملل قائلا بتساؤل:
انت اسمك ايه ؟!!
نظر له نضال مرة أخرى سائلا بتعجب:
إنت مين..وأنا فين!!
نظر الطبيب إلى صديقه الآخر ليقول الأول بتفاجأ:
طب وحالته علاجها ايه!!!
تنهد الأخير قائلا بطفرة من الحزن سيطرت على ملامحه القمحية:
هيروح مستشفى للأمراض النفسية...!!!!
*********
إزاااااااااى !!!!!!
يا إلهى ، صوته جعل من حوله تقشعر أبدانه ليتقدم منه أحدهم قائلا بهلع:
سليم باشا رجله النزيف مش بيوقف.
صاح رامى بنبرة آمرة زعزعت كيان الواقف بجلاء أمامه:
خده على المستشفى.
سرعان ما غادر من أمامه وهو يومأ برأسه ، زمجر رامى فى الجميع بنبرة هادرة بإنفعال:
محمد..صلاح..تدورولي عليها وتجبهولى من تحت طقاطيق الأرض انتوا فاهمين..ديه ممكن تودينا فى داهية....!!!!!
***********************
بينما وهى تتأوه من قدمها إذ بصراخ أحدهم لفت كامل إنتباها ، نظرت حولها تحاول أن تدقق السمع لتجد هناك ذلك المنزل الذى يتخلله النار المستعرة وتحوله إلى رماد ، قامت محاولة الزحف بقدمها تلك ، أصبحت عقبة لها فى الأوان الأخيرة ، وصلت وصوت من يستنجى بأحدهم يتسلل بصخب إلى أذنيها ، أطلقت صوت خرج من حلقها نتيجة رائحة الحريق ، وضعت يدها على أنفها وهى تصرخ:
حد هنا !!
وأخيرا وجد من ينقذه ليقول بلهفة:
أنا هنا..حد يلحقنى.
نظرت حولها لا تعرف كيف تدخل إلى ذلك المكان الذى قرب على التفحم ، لكنها تذكرت فجأة والدتها ، أخيها ، والدها ، قد يكونون يوما فى هذا الموقف وهى حقا ستخاطر بحياتها إن حدث لهم شيء ، دفعها عقلها بدون تفكير إلى
الداخل ، كانت تتجنب لمس الحوائط بحرص شديد وهى تكح بصوت عالى ، أخذ نفسها يقل ولكنها لن تستسلم ، قاربت لتجد ذلك الرجل العجوز الذى بدأ يفقد وعيه تدريجيا ، اقتربت منه وهى تضع يده على منكبها قائله بذعر:
حاول تتسند عليا..بلاش يغمى عليك.
نظر لها بتعب قائلا بإختناق:
مش عارف أتنفس..مش قادر يا بنتى.
زاد الآن حملها ، قدمها الهزيلة وذلك الرجل الضعيف ، قرأت إحدى آيات الله وهى تستعين به وتسحبه كقدمها تلك ، هبطت دموعها بخوف قائلة:
أرجوك ساعدنى..لازم تساعدني.
حاول القيام وهى ما زالت تسنده وبالفعل قد خرجا ليرتمى الرجل بضعف على الأرض وهو يحاول استنشاق الهواء الذى قد كان سيحرم منه إلى الأبد ، أخذت تلتقط أنفاسها الهاربة منها ولكن لم تقدر ، سيتوقف قلبها من الاختناق ، وما مرت به جعلها هشة ، ضعيفة ، لتفقد الوعى بجانبه بسلاسة ونعومة..!!!!!
**********************
بينما كانت روجينا تعمل تخيلت طيف يمر من أمامها فى الحديقة ، تسلل الرعب لقلبها فوقفت وقدمها ترتجف ولسانها يتمتم قائلا بقلق:
حد هنا ؟!
لم تلقى إجابة لتهز رأسها معنفة نفسها على دخول الرعب بسهولة إلى قلبها ، لكن..لها حق ما رأته وما كانت ستؤول إليه جعلها مثل الطفلة الباكية تحتاج لراعيها ، تنهدت بعمق وهى تتوجه إلى الداخل وفجأة وجدت من يباغتها وهو يكمم فمها قائلا بصوت هامس محذرا بتأنى بجانب حلمة أذنها:
مش عايز أسمع أى نفس..إنتى فاهمة !!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و. .م
#نورهان السيد

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now