الفصل الحادى والعشرون ❤

6.7K 91 23
                                    

            الفصل الحادى والعشرون..
هل ستزول المواجع فى يوم من الأيام..هل ستأتى تلك الشمس الساطعة لغرفتى ذات يوم أم لا..هل سأرى القمر المضاء فى وسط الظلام كما كان قبل أم لا...هل ستعود حياتى كما كانت أم سيعلوها طبقات من ألم فوق ألم فوق آخر حتى يصبح جبل لا يستطيع أن يهده أحد من صلابته..لا أعلم..لكن حقا أتمنى أن تنجلى تلك الغيمه ويضئ نهار الحياه حياتى مره أخرى..
انتهت من خطها بقلب يتمزق وشفاه مرتجفه...هى حقا تعبت..لقد صفعتها الحياه مره تلى أخرى حتى أعلنت راية الإستسلام لكن..من أجله هو فقط ستقاوم وتعاند تلك الحياه كما تعاندها..هذا هو دافع الحب بالنسبه لها..
انبثقت عن شفاها بسمه مشرقه مليئة بالنشاط والحيوية فكيف لا وهى ذاهبة لرؤيته..نضال القلب والعقل..أمامها فرصه..فرصه واحده إما أن تنتهزها وإما أن تتبع أخواتها فى طريق طى النسيان..ارتدت فستان أنيق ومن ثم أسدلت شعرها اللولبى على ظهرها بعدما شبكت مجموعة من الخصلات على هيئه ضفيره..نظرت لإشراقتها لتجد قلبها يدق معلنا ذروه الإشتياق لتسير للخارج بسرعه فى محاوله فاشله فى تجنبه..لم تندهش حينما وجدت إسمها يتسلل بحب من شفتاه..لم تلتفت إليه ليقترب هو منها قائلا بتساؤل:
إنتى رايحه المستشفى صح؟!!
ملأت رئتيها بعبق الحياه ومن ثم نظرت إليه بثبات متحدثه بنبرتها الطبيعيه:
أيوه يا أصف.
دقق النظر لملامحها وتلك الهيئه الطفولية..أعلن العصيان..تمرد القلب بدأ الآن..ذاهبة له هو..تهرب منه..لكنه تحكم فى فكره بأن ولو..هذا صديق عمره والحب ليس بالإجبار..لينظر لها قائلا بإبتسامه مجروحه بسيطه:
اصبرى أنا كنت لسه هروح..نروح بقا مع بعض.
أومأت برأسها بعدما شغلت نظرها فى الأرضيه أمامها..ليختفى من أمامها ذاهبا لغرفته..أطلقت الصعداء هى ناظره لموضعه لتقول بأسف:
مش هقدر احققلك اللى إنت عايزه..غصبن عنى أنا أسفه.
خرج من غرفته برزانه بعدما حاول الصمود أمامها وبيده مفتاح السيارة لتسير خلفه وهى تفرك أصابع يدها..تحركا بالسياره ليقول أصف فى محاوله منه لجعلها تنظر إليه مثل قبل بعدما شعر بتجنبها إياه بعيد إعترافه:
إنسى اللى حصل يا روجينا..ماشى.
نظرت له بدهشه..وسؤال دار فى بالها
( هل استطاع هو النسيان ليقول لها هذا أم أنه يأس بسرعه من شئ محال....!!!!!)
تفهم نظرتها ليضحك قائلا وشعور بتلك المعضله قادرة على توقف دقات قلبه:
أنا مش هجبرك يا روجينا..ديه حاجه محدش بيتحكم فيها وخلينا إخوات زى ما كنا مفيش حاجه هتتغير تمام.
أومأت برأسها وهى حقا تشعر بألمه وجرحه الذى لن يندمل وهى أمامه لتتساءل قائله:
(وكيف يستطيع هو النسيان بهذه السهولة..!!!)
لتنظر من شباك السياره وابتسامة فاتره ارتسمت على فاهها وهى تراه يختلس النظر إليها...!!!!
************************
عقلها يعصف بها حول التفكير بشأنه..ترى ما حاله الآن وهل نفس العذاب الذى يحضرها للموت على طبق من ذهب يعتليه هو الآخر أم لا لكنها لا تعلم أنه يتألم أكثر منها..ينزف أكثر منها..يذبح أكثر منها فكيف لا...!!!!
نفضت رأسها مرات عده فى محاوله بائسة فى إبعاد صورته عن مخيلتها لتسعفها الذاكره بشئ لم تنساه طيله حياتها..
ومضه للخلف..
############
تبكى..وذلك الدمع يحرق جفونها وهى تضم دبدوها المحشو لصدرها..كأنه أصبح الآن آخر شئ لها منه...بل هو الأخير من ذكرياتها معه..تملصت من يد كريمه وهى تجرى قابعه تحت إحدى الشجيرات ضامه ركبتيها لصدرها..ليتقدم منها هذا الشاب الذى فى مقتبل عمره قائلا بتساؤل:
فى إيه يا أبله كريمه.
تشدقت قائله بحزن ولكنها أصبحت معتاده على تلك الأطفال الذين يأتون لها ولكن واقعها عليها اصعب مما تخيل مردده:
باباها اتوفى فى حادثه وملهاش حد..
طأطأ رأسه بخذلان بعدما تركته كريمه ليتوجه نحوها جالسا بجانبها مستندا بظهره على جذع الشجره قائلا بتساؤل:
إنتى إسمك إيه؟!!
رفعت رأسها له بعيون مثل الجمر من كثره ذرف الدموع قائله:
ملكش دعوه..قوم وسيبنى لوحدى.
عاندها قائلا ببساطه وتبرم أغاظها متمتما:
مش قبل ما تقوليلى إسمك إيه!!
إما البوح وإما عدم تركه وشأنها لتقول بنفاذ صبر:
شذى..مكن بقا تسيبنى.
ربع ركبتيه وهو يمد يده لها
قائلا بإبتسامه:
وأنا نضال..
نظرت ليده الممدوده لتنظر أمامها بصمت ليسحب هو يده مستطردا
بإحراج:
عندك بقا كام سنه.
رمقته شزرا ليقول هو بإصرار:
لازم أعرف.
تنهدت هى قائله بصوت مخنوق:
11 سنه.
أطلق صيحه مستنكره رافعا إحدى حاجبيه بإندهاش لتنظر له بتفهم وانبثقت عن شفتاها ضحكه بمنظره هذا قائله:
عادى مش كده.
همهم بعبارات غير مفهومة لتنظر هى مره أخرى للأمام منغمسه فى مصيبتها ليقول لها:
أنا عرفت إنتى جايه هنا ليه..متقلقيش أبله كريمه كويسه اوووى...وباباكى فى حته أحسن من هنا بكتير.
أطلقت زفير حار قائله بتشدق:
ربنا يرحمه.
طبق الصمت بينهما مره أخرى ليقول هو بلهفه:
أنا عندى 14 سنه..
لم تنظر له ليشعر بأنه غير مرغوب فى جلوسه ليقوم وهو يقول:
أنا مش عارف مين ماما ومين بابا..يمكن كل واحد فينا ليه حكايه مستخبيه أو واضحه زى الشمس..بس لو فى سر لازم
نكشفه ونشوفله حل وأنا حياتى كلها أسرار..لو عايزه تكتشفيها لازم تصبرى ومتتسرعيش فى أخد القرار..
#########
عوده للوقت الحالى..
وبعد إرتداء ملابسها نظرت لنفسها فى المرآه لتسمعه يقول من خلفها:
إنتى جميله بكل الأحوال..بطلى بقا تشوفي نفسك كتير فى المرايه.
نظرت خلفها فلم تجده لتضرب مقدمه رأسها وهى تشعر بأنها أصبحت على مشارف طريق الجنون..أخذت حقيبتها ومفتاح سيارتها التى ابتاعتها بعدما أتت من مال عملها الذى تركته..لتنزل متوجهه إلى مكان عملها الجديد التابع للمحطة المصريه..
بينما يقف هو فى شرفته منتظرا خروجها على أحر من الجمر..تتجنبه هى منذ فعلته تلك...أو بالأحرى لم تره منذ يومها..رأها وهى تركب سيارتها ليتوجه للأسفل بسرعه وهو يرتدى التيشرت الخاص به..وبيده الاخرى مفاتيح سيارته متوجها خلفها...ليراقبها مثلما يحب....!!!!!!
************************
فى شركه حسان..
فارس بإبتسامه بسيطه:
وبما انك أخدت الأذن ومضينا العقود..يبقى نتوكل على الله ونسلم ونستلم بكره لأنى عايز أسافر والصفقه ديه مهمه جدااا بالنسبه لينا.
اومأ لؤى برأسه ليقوم فارس قائلا بصدق:
ربنا يرجعهالكم بالسلامه..عن إذنك.
ومن ثم غادر ليطلق هو تنهيده حاره وهو يشعر بأن الثقل عليه الآن أصابه بالشيب..عليه أن يتماسك ليس إلا..وها هو الآن يظهر بذلك الوجه الدسم الملامح...حينما دخلت حنين إليه قائله:
أنا قولت أجى أشوفك..إنت مفطرتش ليه قبل ما تمشى يا لؤى.
نظر لها قائلا بجمود:
مليش نفس يا حنين..أخبار سميره هانم إيه دلوقتى!!
نظرت للأمام قائله بحزن:
مش مبطله عياط..وعمى تعبان ومش عارفه رامى الزفت ده فين..مش المفروض يبقى موجود معاهم هو التانى.
أجابها بنظره مقيته هادرا بغضب:
معرفش..بتصل عليه مش بيرد.
قامت قائله بسرعه:
أنا هروح أنا بقا..لازم تفطر يا لؤى الله يخليك إنت عارف إنك بتتعب ماشى يا لؤى.
اومأ برأسه لها لتغادر ليسكب هو هذا الكوب الملئ بالمياه فى فمه دفعه واحده بعدما شعر بالجفاف الذى أصاب حلقه وكان يعانده.....!!!!!
************************
يجلس فى الحديقه مستنظرا والده وهو يزفر بضيق..نائمه إلى الآن أكثر من 12 ساعه..كيف يدخل غرفتها فى عدم وجود والده..ليس له الإذن بذلك وكلما تطمئنه الخادمه عليها يشعر هو بخلاف الأمان..
دخل والده من باب الفيلا وهو يحمل تلك الأوراق الهامه ليقترب منه مالك قائلا بلهفه:
اتأخرت ليه كده!!
نظر له فارس قائلا بغيظ:
ما كان لازم الصفقة ديه تخلص بأى طريقه علشان نخلص من التار ده..والفلوس اللى علينا.
تنفس بعمق قائلا بعدها وهو يحاول أن يوازن شعوره المرتعب عليها قائلا
بخفوت:
رغد لغايه دلوقتى نايمه..مش عارف ليه طولت كده يا بابا.
جلس فارس على الكرسى قائلا بعدما وضع إحدى قدميه فوق الأخرى قائلا:
ده طبيعى..الدكتور قال إنها هتنام كتير علشان الحقنه اللى إدهالها.
لم يرد حينما وجدها تخرج من الفيلا متوجهه إليهما وهى تحاول أن تخرج تلك البسمه على فاهها قائله:
صباح الخير.
زفر بإرتياح بعدما رأى بسمتها كأنها هى الشمس التى سطعت فى سماءه ليرد قائلا بهيام:
صباح النور.
ولكنه سرعان ما حمحم قائلا بنبره
خشنه:
بقيتى كويسه دلوقتى!!
أومأت برأسها مكتفيه بذلك ليقول
فارس  بإبتسامه:
يارب دايما..خلال الإسبوع اللى جاى فى مفاجأه ليكم.
ليجلس مالك بجانبه قائلا بلهفه:
إيه هى!
نظر له فارس متعجبا لتضحك هى على منظره الطفولى هذا واضعه يدها فوق فمها ليقول فارس ضاحكا هو الآخر:
عادتك مبتتغيرش..اتعودى من ده كتير ولا اكنه واحد عنده 26 سنه...يالا نحمد ربنا.
وضع يده على رأسه بحركه مرتبكه متوجها للداخل قائلا:
أنا هروح أقولهم يحضرولنا الفطار.
ليقول فارس بسرعه متسائلا:
رغد..هو فى حاجه إنتى مخبياها عنى أو حاجه.
نظرت له بعدم فهم ليقول هو محاولا ثبر أغوارها قائلا:
الدكتور لما جه يكشف عليكى لقى آثار على رقبتك وإيدك..ممكن اعرف من إيه دول.
سرت البرودة فى اوصالها لتقول محاوله الثبات وهى تذم شفتيها فى قولا كاذب:
و..وأنا بنط من على سور الدار وقعت واتعورت.
مسد على رأسها بحنان قائلا ببسمه
أبويه:
ألف سلامه..يارب آخر مره.
*******************
وصلا هما الإثنين للمشفى..لتفتح هى باب السياره متوجهه للداخل بسرعه..ليضرب بيده المقود أمامه قائلا وهو يحاول التنفس:
أهدى يا أصف..هتشوف من ده كتير..خليك ريلاااااكس.
نزل من سيارته متوجها للداخل ليجدها تنتظره أمام المصعد لتبتسم هى بإرتباك بعدما علمت أن لهفتها على رؤيته واضحه حد العيان.
تصنع هو أن لا شئ جرى منذ دقائق ليدخلا للمصعد بعدما فتح على مصرعيه وخرج منه الجميع ماعدا شخصا واحدا..دخل أصف أولا ومن ثم هى ليقف هو بالمنتصف لتبتسم من زاويه فمها وهى تضم يدها إلى صدرها ناظره للجهه الأخرى..بينما كان شعرها رائحه الياسمين تفوح منه ليشعر هو بأنه سيغيب عن الوعى..حمحم بصوت خشن قائلا لها:
ياريت بقا متجريش زى الأطفال كده تانى تمام.
نظرت له ببراءة قائله بوداعه:
حاضر.
لتنظر مره أخرى للجهه الأخرى ليبتسم هو عليها بعدما وجدها إنصاعت لطلبه..توجها لغرفته ليصدح صوت تلك..لقد ثقب أذنها..دخلت الغرفه لتجده يشاهدها..يشاهد برنامجها..كيف وهو لا يتذكرها..لتقترب بسرعه من التلفاز مغلقه إياه لتراه ينظر لها بتعجب بينما أصف واقفا عند الباب يشاهد بتمهل ما تفعله..جلست على الكرسى أمامه وهى تشعر بذلك التيار الكهربى الذى وصل لعقلها قائله له بإبتسامه متراقصه بإرتباك على فاهها:
التلفزيون مضر لنظرك وده احسنلك مش كده يا أصف.
نظر لها وهو يعلم ما تشعر به الآن..بل هو يعلمه لأنه نفس الشعور الحارق والذى اندلع فى قلبيهما لكن..ألمه أشد..فمتى سينتهي...!!!!!!
***************
بينما هو ممسكا يدها قالت له بجمود:
ياريت تهدى وتريح أعصابك..إنت حرارتك عاليه..سيبنى اعملك الكمدات ديه علشان ترتاح.
نفض يدها عنه قائلا بغضب:
متجيش نحيتى..انتى فاهمه.
وسرعان ما اعتدل ليشعر بذلك الدوار يداهمه..حاولت الاقتراب منه ليزمجر فيها بإنفعال قائلا بتحذير:
مش قولتلك متقربيش.
نظرت له بغضب وهى تراه يحاول القيام متوجها للمرحاض..بينما فى كل خطوه يستند بيده على الحائط..هو لا يشعر بقدمه...يشعر بأن جسده أضيئت فيه نار حاميه تحرق أوردته..ليطلق آه قبل أن يقع على الأرض..لتقترب منه بسرعه قائله بخوف:
قولتلك مسمعتش كلامى.
والآن استسلم لها وهى تحركه..استند على منكبها بعدما توجهت به لداخل المرحاض..تنفس بعمق بينما هى دقات قلبه تصرخ بداخلها وعقلها يصرخ  أن هذه هى الفرصه مقتربه من الضياع..لتنفض رأسها وهى تسنده على البانيو وتملؤه بالمياه البارده...ليدخل هو قدمه وهى تساعده..لم يطلق ولو صوت من بروده المياه..نظرت له ولا تعلم كيف يتحمل ذلك الوجع..وفجأه..تمايل برأسه على الحائط فاقدا الوعى..لتقول هى
برهبه:
أعمل أنا إيه دلوقتى...!!!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد

الفراق قدرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن