الفصل الثلاثون ❤

3.6K 65 6
                                    

الفصل الثلاثون..
في الغياب نقرأ دفاتر الذكريات لوحدنا ونزينها بألوان الحنين الزاهية ، ونرسم على السطور بعضاً من علامات الاستفهام والتعجب والفواصل ونتردّد ونحن نضع نقطة في آخر السطر ، لأننا نخشى أن تكون هذة النقطة الأخيرة هي نقطة الوداع والفراق الأخير ...!!
*******************
جاء المساء والليلة المنتظرة..
هبطت من الأعلى وخلفها ريماس وهى تحمل الطرف السفلى للفستان من على الأرض ، بينما فى الأسفل يقف هو على نهاية السلم وأمامه حسن والدها ، يا إلهى ! ، إنها حورية هبطت من السماء ، إن وقت الإنتظار قد انتهى يا صديقى ، حلمك سيكون بين يديك ! ، يحاول تهدئة نبضات قلبه ولكنها تتحرق شوقا لملمس يدها تحت شفاهه وهو يلثمها بعبق الحب ، أطلق نفسا حارا وهو يصبر نفسه كالطفل الذى ينتظر حلوته من والدته ، هبطت بتلك الإطلالة وكان الفستان عبارة عن فستان أنيق بقصة مستقيمة ، بالإضافة إلى طبقات التول والأورجانزا التوسكانية في التنورة والذيل المتكامل يخلق تأثيراً يشبه فساتين الأميرات ، مع مزيج من الأقمشة التي تزيد من تألق وبريق الفستان ، ولكن دون أن تبدو لامعة أكثر من اللازم ، يتكون ذيل الفستان من دانتيل كامل مع زخارف من الدانتيل تزين الياقة والأكمام ، مما يزيد من الإحساس الكلاسيكي للفستان ، مع وجود أزرار فوق السحاب مما يخلق تأثيراً مماثلاً ، وأخيرا نزلت للأسفل لتمسك بيد والدها فتقدم من مهند وهو يصطحبها ليقف أمامه وهو يقول بابتسامة مزيفة:
ألف مبروك..حافظ عليها..بقيت أمانة فى رقبتك..قبل ما أنسى صحيح..هديتكو وصلتلكوا فوق..أتمنى تعجبكم.
ثم وضع كفها بين أصابعه التى أصابها السقيع فجأة وهو ينظر له مفكرا فى حديثه الذى يشوبه نبرة خيانة ، لكنه يحاول أن يعاود النظر والانشغال بحبيبته التى تذوب خجلا أمامه ، قبلها من جبينها برقة وهو يقول بحب بالغ:
مبروك يا عروستى.
نظرت له وهى تبتلع ريقها بخوف ولكن ردت بنبرة مرتبكة:
الله يبارك فيك.
توجه بها إلى الداخل لتبدأ حفلة الزفاف وبعد مرور ساعتين ، أعلنت الطبول وصوت الموسيقى وقت مغادرتهم ليشتعل جسدها وهى تعلم أنها تقترب فعلا من نهايتها ، نهايتها !!! نعم فهى لا تستطيع أن تعود للماضى وتصلح ما يجرى ، لكنها لا تنكر أنه يغرقها بالحنان والحب الذى تعلم يقينا أنها لن تجده من أحد غيره ، فهو نعمة لا يستطيع أحد نقمها ، هدأت ضربات قلبها وهو يجاورها لخارج القاعة ثم ركبا السيارة بعد وداع الأهل وتوصيات من ريماس لها بألا تحزنه وأنها حتما ستجد الحب يتسلل لقلبها فكيف لا وهو ينبوع العشق الذى يغدقها به ! ، بعد مدة وصلا لمنزلهما ، فلة متوسطة الحجم تشبه الطراز فالديكور الفرنسي المعاصر الذى يملؤ المكان  فنجد أنه عنوان للفخامة والعظمة ، ولكنه مقدم بشكل جديد حامل سمات صناعية وريفية ، إضافة إلى أنه يعتبر الآن في قمته الشعبية ويضاف إليه اللمسات الفوضوية المدروسة من الصناعية وينضج بالعديد من الألوان الأبيض ، الوردي الزاهي ، البيج والعاجي بالإضافه إلى الظلال الداكنة في على ذلك الحائط الكبير الذى يعلوه صورة لها يوم كتب الكتاب ، متى التقطت ؟ لا تدرى هى لتضع يدها على فاهها بصدمة وتفاجأ ، نظرت له بدهشة بعدما اغرورقت عيناها بالدمع ليبتسم لها بسعادة غير متناهية ، نظرت للحائط مرة أخرى ثم قلبت نظرها فى باقى الأثاث ، التقط يدها متوجها بها لغرفة النوم التى تبدو رائعة بالظلال الفاتحة والزاهية والترابية من الألوان مع تدرج سلس إلى اللون الذهبي ، بأرض الغرفة المغطاة  بالكامل بسجادة ناعمة ذات ألوان ترابية وألوان متدرجة من اللون البيج ، أما السرير فهو مصمماً من الطراز الروماني ، ويغطى سند السرير بجلد خفيف وتوضع الوسائد بشكل متجانس مع التصميم العام للسرير والمفارش الفخمة ، هبطت دموعها وهى حقا كانت متغافلة عن كل شئ ، كل هذا من أجلها ! ، نعم فهو منعها من الذهاب لهذا القصر الأسطوري حتى تراه اليوم بهذه الطلة ، اقترب منها ليقف أمامها ثم التقط كف يدها ووضعه على ذقنه وهو يدقق النظر لمقلتى عيناها هامسا بعشق يفوح من ثنايا حروفه:
بحبك..بحبك..بحبك.
نطقها بتمهل واضح فعلت نبضات قلبها رغما عنها ، لثم جبينها برقته المعهودة ومن ثم ابتسم لها وهو يراها مغلقة العينان ليضحك على منظرها هذا ويقول بخبث:
هو احنا عملنا حاجة لسه ؟!!
مازالت مغمضة الجفون ولكن ، فتحتها لتصطدم بتأمله الواضح فأخفضت عيناها خجلا ليقول بمكر:
أنا هاسيبك تغيرى..لازم نصلى ركعتين يا قمرى..دقيقتين وهتلاقينى فاجئتك..
قال الأخيرة وهو يغمز بعينه اليسرى لتبتسم بخفة ، خرج تاركا لها الغرفة فجلست على السرير وهى تضع يدها على قلبها تسأل حالها بسرعة:
فى ايه يا مايا..قولى مفيش ايه..كل ده حب بيحبهولى..هو أنا أقدر على كده !!!
نظرت لذلك الغلاف الموضوع على الكرسى ، التقطته عيناها بإستغراب لتظن أنه جواب منه به كلمات الغزل كالفترة الأخيرة ، فتحته بأيد مرتعشة..و....
بينما كان فى الغرفة المجاورة لها يدندن ببعض المقاطع وهو لا يصدق أنها الآن أصبحت ملكا له وحده وكفى ، مرت خمس دقائق أخرى ليأخذ نفسا طويلا ومن ثم توجه لها بقلب يرفرف ، دخل للغرفة ليجدها جالسة على السرير الوتير وبمجرد رؤيتها إياه نظرت له بوجه متحجر ، متخشب وطبقة من البرود التام يغلفه ، سارع بالذهاب إليها وهو يلتقط يدها بين يديه ليجدها مثلجة ، إنها عبارة عن قطعة من الصقيع ، سألها بقلق وهو يرى عيناها زائغة لتقف وهى تسأله بهدوء يحرق الأعصاب:
انت فى حاجة مخبيها عنى ولا لا !!
تجول بعيناه على ملامحها التى تشربتها الغلظة فأجاب وهو يحيط وجهها بكفه بصدق:
أنا مفيش حاجة مخبيها عنك..فى ايه يا مايا انتى مغيرتيش ليه ؟!!
وأخيرا نطقت ولكنها قالت بعدما ابتعدت عنه:
هو انت فعلا كنت السبب فى موت أختى ....!!!!!!
تشدق بدهشة مرددا: 
أختك ..!!
اقتربت منه بعدما هبطت دموعها تصيح بصريخ:
أيوه أختى..فرحة..مش عارفها ولا ايه !!..هو انت فعلا اللى روحت وقولت لأبوه عنها..انت كنت السبب إنها تنتحر ولا لا ؟..خبيت عليا إنها كانت مرات رامى اللى أنا حبيته..بل وكنت السبب فى اللى حصل من زمن مش كده !!!!!!
لا يقدر على تحمل كل هذا ، إذا هذا محض الحقيقة ، ولكن من أين علمت ؟! ، هو لا يستطيع الإنكار ولكن قال بهدوء وهو يقف أمامها متسائلا:
مين اللى قالك كل ده..ولعب فى دماغك !!
هدرت فيه بغضب وهى تقذف بالورقة التى اعتصرتها بين كفها والهاتف الذى رمته على السرير ، اقترب بسرعة البرق ليشاهد ذلك التسجيل الذى كان يتفق فيه مع حسن والدها على إخبار حسان والد رامى بزواجه من فرحة سرا ، حتى بات السبب الحقيقى لكل ما جرى ، والرسالة توضح كل شئ بجانب التسجيل ،
جلست على الأرض وهى تسأله بغضب والبكاء يستنفز قواها:
ليه كده يا مهند ؟..وأنا اللى كنت فاكره إنك الأمان ليا منه..طلعت شبهه..انت السبب فى انتحارها..كنت عارف كل حاجة وسايبنى أتعمق فى بير كله ضلمة ملوش نهاية! ليه كده يا مهند...ليييييه !!!
جثى على ركبتيه أمامها وهو يحتضن وجهها قائلا بلهفة ودموعه هو الآخر
فى طريقها لتبلل وجنتاه:
كانت غلطة...غلطة وندمت عليها وكنت بحس بالذنب..يمكن عجلت كشف الموضوع بس مش أنا اللى خليتها تنتحر..أبوكى هو اللى رتب كل حاجه مش أنا !!
لتباغته وهى تقف محاولة الصمود وهى تقول بإنفعال جم:
طلقنى..أنا مش هقدر أعيش مع قاتل أختى ...!!!!!
********
فى جانب آخر..
قدماه أخذت تسير به حتى ذهب لمنزله مرة أخرى ، سيطلب من والده السماح وما هو إلا الحل الوحيد ، سينهى هذا العمل المبتذل ، سيعود رامى القديم الذى لا تهزه ريح ، سيعود إلى العاشق الولهان ، سيحاول أن يصلح كل أخطائه ، لكن هل سيجعل الجميع يغفرون له ؟! ، استوقفه صراخ بإسمه ليلف بسرعة ليجدها راندا وهذا الشخص يحيطها من رقبتها ويده الأخرى بها مسدس ومصدره على رأسها ، صرخ هو الآخر بإسمها ليقول الآخر بتحذير:
متقربش علشان موركش اللى ميعجبكش.
وعلى صراخها خرج حسان وسميرة بالإضافة إلى فريدة ، وكانت المفاجأة وهى قدوم لؤى وخلفه رغد ليدخلا إلى القصر ويتفاجئا بهذا الجمع ، وتتسائلون عن سبب قدوم الإثنين المتأخرين والإجابة هى اتصال شخص ما يخبره بأن والده رغد مريضة لترمى رغد كل ألمها وحزنها وحتى المواجهة وراء ظهرها ، وكان الدافع المجئ لرؤية والدتها ، رمقتها فريدة بشفاه مرتعشة ولكن لم تتحرك رغد من موضعها وهى تتشبث بقميص لؤى وهى ترى ذلك الذى يحيط براندا ، فك لثامه وهو ينظر لرامى سائلا بسخرية:
افتكرتنى ولا لا يا رامى !!
ارتجفت نبرته وهو يتشدق بدهشة:
ا..انت !!
صدح صوته وهو يقول بغضب:
أيوه أنا يا رامى...بسام..ده أنا كنت هازعل أووى لو نسيتنى..ومعتقدش إنك نسيت سعاد برده صح...سعاد البنت البريئة اللى لوثتها بوساختك وخليتها تهرب من أهلها بعد ما واهمتها إنك بتحبها وهتتجوزها..وفعلا اتجوزتها بس عرفى...وعلشان محدش يشك فيك..عملت لعبتك القذرة واستدرجتنى لشقتك وانت عارف إنى بدور عليها..بعد ما هربت قبل يوم فرحنا علشانك..لبستنى عارها و...
فلاش باااااك..
" بسام "
هتفت بها بعدما شعرت بغصة فى حلقها لتنظفه وهى تراه يدخل متقدما منها وهو يقول بنبرة يشوبها طابع الألم الممزوج بالسخرية:
ليه يا سعاد ؟..عملتى فيا كده ليه..ها..علشان البرنس مش كده..أحسن منى فى ايه هو...ضحك عليكى وقالك ايه علشان تجيبى لأهلك العار وتبقى فضيحتك بجلاجل !!
وضع يده على عنقها لتشهق بشدة وهى تقول بأنفاس بطيئة وهى تراه يخنقها لتقول بنبرة مبحوحة:
لا يا..ب...بسام..أنا..أنا حامل..حامل.
ابتعد عنها كالملسوع وهو يردد بعدم تصديق:
حامل !!!!!
محاولات عديدة لتأخذ أنفاسها المفقودة لتصيح ببكاء:
أيوه حامل..أنا اتجوزته على سنة الله ورسوله.
اقترب منها مرة أخرى وهو يجرها خلفه متوجها للخارج وهو يقول بغضب وهيجان:
هتنزليه يا سعاد..
" لا..لا يا بسام..أرجوك لا "
" وعارك ده..لازم يتمحى "
" إلا بالطريقة ديه..اقتلنى بس مش هاعمل
كده "
" غصبا عنك "
دخلت تلك الغرفة وهى تستنجد به وبعد مرور عشر دقائق بالتمام ، هرولت تلك المرأة للخارج وهى تترتعش بخوف:
ماتت..ماتت.
وسرعان ما خرجت من ذلك المكان الذى شهد وفاة فتاة فى عمر الزهور !
جلس وهو يردد بعدم تصديق:
أنا اللى قتلتك..أنا اللى قتلتك بإيديا ديه..
باااااك..
" استدرجتنى وفهمتهم إن أنا لقيتها وقتلتها تخليص حق وانت كنت عايز تتخلص منها فلزقتها ليا..ولحقنى تارها..انت شيطان ماشى على الأرض ديه "
كان الجميع يستمع لما يقوله بينما رامى من هول الصدمة ، ألجم لسانه ليستطرد بسام وهو يقول:
سعاد كانت من ضمن ضحاياك..وغيرها كتير أومال القواد شغلانته ايه غير كده !!!
لم يلاحظ تلك التى تقف وراءه وتنظر له برهبة وجميع الواقفين فغرت أفواههم ، وجه السلاح تجاه رامى وهو يقول بصراخ:
نهايتك هتبقى على إيدى أنا محدش غيرى.
كانت راندا تتلوى بين يديه ولكنه أحكم قبضته عليها بيدها المربوطتين بالحبال ، فلم يستطع أحد الإقتراب خوفا عليها ، علا صوت من يحذر قائلا بفزع:
بسام..بسام أوعى تعملها..أوعى.
نظر للناحية الأخرى ليجدهم فارس ومالك فهتف مندهشا:
بابا...مالك !
حاول مالك الاقتراب منه ليضرب رصاصة فى الهواء جعلته يجفل مكانه ليقول بسام بألم وهو يوجه السلاح ثانية تجاه رامى:
لازم يموت يا بابا..ده السبب فى كل حاجة..هو اللى قتلها مش أنا..مش أنا.
لتصرخ سميرة بإسم رامى وهى تقترب منه فاستوقفها حسان قائلا بصرامة:
استنى عندك.
نظرت له بعينين دامعة ليقول حسان بصوت جهور:
نزل السلاح يا بسام.
زاد إصراره وعناده أكثر بينما هو يسمع همهماتها وهى تقول ببكاء:
هو السبب..هو السبب.
أمسكها من يدها ليجعلها تقف أمامه يسألها بترقب:
رغد..انتى بتقولى ايه ؟!!
غمامة من الدموع أثقلت الرؤية أمام عيناها لتقول وهى تشير له:
هو اللى دمرنى..خطفنى وقتلنى بالحيا..أنا مهربتش يا ماما والله ما هربت..هو اللى عمل كل ده..هو اللى كتب الرسالة علشان تصدقوا إنى هربت..وهددنى إنه هيقتلكم لو نطقت بحرف.
جحظت عيناه وهو ينظر لرامى ليجده كلوح الثلج واقف ولسانه معقود وجميع التهم تلفق له من غير دفاع عن نفسه !
" أيعقل ما يقال عنه ! "
قالها فى نفسه ليقول لرغد مرة أخرى بلهفة:
انتى متأكده يا رغد !!
صرخت بأعلى صوتها وهى تقول:
قعدت استنجده..أقوله حرام عليك..مستجبش لإستيغذتى..ضربنى لغاية ما فقدت الوعى وقتلنى بالحيا...و..و..جاب راجل تانى علشان يعمل فيا نفس اللى عمله..هو اللى خطفنى.
احتضنها ليبثها الأمن فوجد جسدها ينساب بسلاسة بين يديه ليصرخ بإسمها ، اقترب مالك هو الآخر لتجرى فريدة مهرولة إليها ، وفجأة طلق نارى صدح فى الأركان ، طلقة أصابته وجعلت الدماء تتناثر من موضع الإصابة ليقع جسده هامدا وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة وشريط الحياة السوداء يمر من أمام عينيه كفيلم سينمائي ، رمق مالك أخيه ليجده يقف مصدوما وهو يحدق برامى الملقى أمامه وسط دمائه ليترك راندا ، جرت منه ذاهبة إلى أخيها وسميرة هى الأخرى لتضع رأسه على قدمها فبكى ، هبطت دموعه على وجنتاه وهو يقول بألم:
أنا آسف..آسف.
بينما كان حسان ينظر له وهو يشعر بالألم يغزو خلايا جسده ولكنه وقف صامتا متبلد الملامح ، من هول الصدمة لم يستطع الحراك ، فى حين أن بسام كان يرددها بلا ملل:
مش أنا اللى ضربته..والله ما أنا..مش أنا ....!!!!!!
************************
" المهمة اتنفذت يا باشا "
" عفارم عليك "
أغلق الهاتف وهو يقول بشر:
كنت هتخلينى استنى لغاية ما تخنى..مش حسن اللى ينكشف يا رامى..جود باى ...!!!!!
شاهد الفيديو المسجل وعلى فاهه ارتسمت علامات الشر أجمع ليضحك بعدها وهو يقول:
أكيد دلوقتى كل اللى أنا عايزه حصل ..!!
متنسوش كومنت مشجع وفوت
#النهايه قد اقتربت 😉
#اللى جاى أحلى😂😂
#دمتم سالمين
#نورهان السيد
#

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now