الفصل التاسع ❤

7.4K 101 2
                                    

  الفصل التاسع....
أنا مجرد شخص وجد مرسى له ، يريد أن يقترب منه لكنه فجأة ؛ أصبح بعيدا كالسحاب التى تكورت على بعضها لتخضع لخالقها وتبتعد ، أنتى مرساى لكن لا أستطيع الاقتراب فأنتى أشد البعد وما أغراه من جرح كنتى أنتى السبب فيه...!!!!
***********************
نظرت أمامها وهى تسمع صراخ الخادمة ، مجرد تيار كهربى مر ببرود فى أوصالها على غير المعتاد ، دقات قلب تعلن الإنهيار لكن الجسد لا يستجيب فهو ما زال تحت واقع الصدمة ، اقتربت من السرير لتجلس عليه وتشعر ببرودة الملاءة ، حاولت الخادمة ابعادها برجاء لكنها تحت تأثير مغناطيسى يجذبها للتقدم مسحوبة الإرادة ، جلست على ركبتيها وهى تنظر لوالدتها بوجه مشدوه الملامح ، التقطت يد والدتها الباردة بين أصابع كفها المرتعش وهى تضعه على وجهها ملمسة بإياه وجنتها ببطء شديد متمتمة:
ماما..بلاش الهزار ده معايا..أنا بنتك حبيبتك مايا..إنتى مش قولتيلى لو فى حاجة أنا مخبياها أحكيلك..أيوة فى حاجه لازم أحكيها ليكى..أنا بحب رامى..إنتى تعرفيه..أنا تعبانة أووى يا ماما...ماما خدينى فى حضنك أنا تعبانة أووى.
تقدمت من والدتها ونامت فى حضنها بعدما أغلقت عينيها لتقول الخادمة ببكاء:
آنسه مايا استهدى بالله يا بنتى وقومى.
نظرت للخادمه بحدة قائلة بقوة:
اخرجى بره..سيبينى معاها أنا عايزه أنام فى حضنها..برررره.
حاولت الاقتراب منها لتزمجر فيها بعنف وهى تقوم وتخرجها عنوة ومن ثم أغلقت الباب ، اقتربت من والدتها مرة أخرى وهى تضع رأسها على كف يدها نائمة بجانبها بكل أريحية...!!!!!!
***********************
" رغد...فوقى بقى الله يخليكى.. "
نطقت بها حنين برعي شديد وهى تفرك أصابع يد رغد الباردة كالثلج ، بعد ثوان بدأت العودة للوعى ، حاولت الجلوس لتسندها حنين بسرعة ،  قالت رغد بذعر والذكريات الفائتة لتوها تهاجم عقلها:
أنا خايفة أووى..أنا عايزه أروح لماما.
أماءت حنين برأسها لتقول بلهفة:
مش قبل ما تهدى شوية...قومى معايا.
قامت ورجليها تتخبطان ببعضهما كأنهما نتجا عن أحد مواجهات المصارعة الحرة ، أجلستها أمام إحدى الكافيهات طالبة لها عصيرا يريح أعصابها المنسدلة منها بسلاسة ، كان الكوب يرتعش بين أصابع يدها وهى تسكبه فى فمها لا تشعر بطعمه ، فقط تسترجع ذكريات ما مضى ، كانت حنين تزفر بين الحين والآخر وهى تتصل بلؤى ليجيب عليها قائلا بصوت جامد:
نعم يا حنين.
سألت حنين بدهشة:
نعم إيه يا لؤى إنت فين!!!
أجاب لؤى ببرود أعصاب وبنبرة مستهجنة ردد:
خلينى فى حالى دلوقتى يا حنين.
رسمت علامات التعجب على وجهها قائلة ببلاهة:
رغد مش طبيعية يا لؤى.
تنهد بحرارة قائلا بأسى:
معلش حاولى هديها وبعدين رجعيها وأنا عشر دقايق كده وجي تانى.
قالت حنين بإمتعاض:
ماشى يا لؤى..براحتك.
وأغلقت الهاتف لتنظر لرغد فوجدها مازالت مرتعبة بصكصكة أسنانها كأنها دخلت فجأة موسم الشتاء ، اقتربت منها وربتت على منكبها قائلة بابتسامة مطمئنة:
متخافيش خلاص. .إنتى بخير والله.
باغتتها رغد فجأة بسؤالها الملهوف:
فين أستاذ لؤى!!
رمقتها حنين بتعجب ولكنها قالت متناسية السؤال الذى ألقى على مسامعها لتوه:
تعالى بس نتمشى شوية كدة تكونى هديتى وبعدين نرجع إيه رأيك؟!!
أومأت رغد برأسها وهى تقوم معها محاولة التغلب على مخاوفها وما فات ، وقفت بغتة قائلة بتساؤل:
هو أستاذ لؤى هو اللى أنقذنى ولا إنتى؟!!
عادت حنين لتقف أمامها سائلة إياها بترقب:
هيفرق معاكى يا رغد!!
بلعت ريقها بإزدراء ومن ثم قالت وهى منكسة الرأس:
أنا اللى غلطانة صح!..أنا منسيتش بس أنا خوفت ومعرفتش أفتحه.
مسدت على رأسها قائلة بابتسامة:
بتحصل كتير يا رغد..المهم إنك دلوقتى بخير.
ابتسمت رغد بإرتباك لتسير معها قليلا...
************************
بينما فى مكان آخر..
يقف وهو يزفر مرة تلى الأخرى ، شهيق زفير ، شهيق زفير ، هذا ما لا ينفك عن فعله بنفسه ، وقف فجأة وأطلق آه شقت محجر عنقه وهو يضرب بقدمه الأرض الصلبة بقسوة ، قريبة وبعيدة ، كلمتان تردد صداهما فى عقله بلا ملل ، وضع يده على رأسه وهو يتنفس بعمق محاولا السيطره على انفعالاته ، فإن وجودها معه فى مكان واحد الآن ينبأ عن خطأ جليل لأنه بات لا يستطيع التحكم فى مشاعره تجاهها ، مشاعره انحدرت عن الطريق الصحيح فأصبح على حافة الانهيار ، أيعترف الآن على ندمه بدخول ذلك الحب العقيم قلبه ،
هل يشعر الآن بالراحة؟ ، تبا لتلك الراحة التى لا تعلم طريقها إليه مؤخرا ، يريد أن يرتاح ، حقا هو يناجى الراحة لكن ما من مجيب ليعلم أنه قدر محتوم لا صراع أمامه ، ركب سيارته وهو يتوجه العودة إليها ويحاول أن يجعل أعصابه باردة إلى أقصي حد ، لكن تكفى عيونها الداخنة عندما يتوه فى حريقها تشعل لهيب مشاعره التى حقا على حافة الانهيار لتجعله هو على وشك الإنكسار..!!!!!
*******************
طرقات على الباب جعلتها تقوم وهى تشتعل من الغيظ وبمجرد أن فتحت الباب حتى انهالت عليها ريماس بالأحضان وهى تقول لها ببكاء:
البقاء لله يا حبيبتى..البقاء لله.
نظرت لها نظرة شخص عاقل لكنه غير مدرك ما يقال له لتقول بتساؤل:
مين اللى مات ؟!
رمقت الخادمة بخوف لتومأ برأسها وهى تشير بمعنى "ألم أقل لكى !"
أمسكتها ريماس وهى تسحبها للخارج وتتوجه بها لغرفتها ومايا منصاعه لها بدون اعتراض ، دخلت الغرفة وأغلقت الباب سامحة لمن فى الخارج بفعل الشرع ، نظرت لمايا بقلق وهى تمسح دموعها قائلة بتساؤل:
مايا إنتى بخير!!
مطت مايا شفتيها قائلة شزرا:
أنا بخير..انتوا اللى فى إيه!! الكل عمال يقولى البقاء لله .. فى مين يعنى؟!!
شهقت ريماس بصدمة لتنزل دموعها على وجنتيها وهى تنظر لمايا ، اقتربت منها عنوة محتضنة إياها قائله بإستنكار:
مامتك اتوفت يا مايا..فوقى..
نحت مايا جسد ريماس عنها وهى تضع يدها على أذنها صارخة بصوت عالى:
بس..بس بقى بطلوا تقولوا كدة..ماما بخير..هى كويسة وخدتنى فى حضنها من شوية..
وسرعان ما اقتربت من الباب لكى تخرج لكن لم تدركها ريماس لتجرى مايا إلى غرفة والدتها فاكتشفت أنها غير موجودة ، صرخت قائلة بذعر:
ماما فين...خدتوها فين!!!
نزلت للأسفل بخطى سريعة وريماس تحاول اللحاق بها وهى تصيح بإسمها لتصطدم بصدره العريض ، نظرت إلى وجهه فقال لها بأسى:
البقاء لله يا مايا.
ابتعدت عنه كالملسوعة أو كالتى ألقى عليها سم الأفعى لتصيح ببكاء:
بطلوا بقى..يا ماما هما خدوكى فين!!!
سقطت صريعة الأرض وهى بين أحضانه بعدما التقطها بسرعة حاميا إياها من صدمة الأرض المتصلبة....!!!!!!!
************************
فى المشفى..
جالسا أمام غرفتها وهو يضع يده على رأسه يمنعها من صداع أصابه فجعل عقله يرجو مسكنا ، وجد الطبيب يقترب من غرفتها ليقوم فجأة محدثا إياه بتساؤل:
أخبارها إيه يا دكتور!!
رمقه الطبيب بشك مرددا بإمتعاض:
ممكن أعرف إيه السبب اللى يخليها تحاول الإنتحار!!!
بلع ريقه شزرا وهو يقول بصعوبة:
مشاكل..مشاكل حصلتلها فى البيت ومقدرتش تتحملها.
سأل الطبيب بعدم اقتناع:
وإنت تقربلها إيه؟!!
نظر لباب الغرفة الذى يفصلها عنه كحاجز يحميها من طغيانه..!!!
فنظر للطبيب نظرة خاطفة ثم قال بثقة:
أنا جوزها.
**************************
تجلس وهى تضع أحد خصلات شعرها حول إصبعها تلعب بها وهى تراجع مقدمة حلقة اليوم ، زفرت بضيق وحزن فى آن واحد ، هى تعلم ما هى درجة ما بينهما ، قطع تفكيرها الذى شتتها مؤخرا قول المصور:
1....2....3
ومن ثم ظهرت على الهواء وهى تقول ما قرأته بسهوله ويسر ، بعد انتهاء الحلقة وجدت من يصفق لها فنظرت إلى الموضع لتجده هو ، الغائب عنها لمدة أسبوع كامل تسمع صوته ولا تراه ، تقدم منها وهو مرتدى قميص زيتونى اللون يتخلله خيوط من درجات مختلفة من الأخضر الغامق مقسمة بواسطة خطوط عشوائية من اللون اللبنى والبيج ، أسفله بنطال من الجينز الأخضر الغامق ويعلو قميصه جاكت أسمر اللون ، يغطى دورق عسليتيه بتلك النظارة الشمسية ، بذقنه المنمقة وأنفه المدببة بعض الشيء اقترب منها وهو يتفنن فى إظهار بسمته رغم ما بداخله من حرائق لطت الأرض بأجمعها ، كانت خطواتها سريعة بعض الحد وهى تقترب منه قائلة بابتسامة:
أهلا بنضال باشا.
خلع نظارته الشمسية قائلا بتشدق:
تعالى يا شذى...أنا عازمك على غدا النهاردة.
أخذت الابتسامة مساحة ملؤ فاهها وهى تشبك أصابع يدها هاتفة بعدم تصديق:
بجد!!!!!
رمقها بشبح ابتسامة يملؤها الحزن الذى خفى عنها فى هذه الآنه قائلا بصدق:
أنا عارف إنى مقصر معاكى...آسف يا
شذى.
قطبت ما بين حاجبيها تهتف بإستنكار:
مش مهم الكلام ده دلوقتى...المهم الغدا لأنى جعانة مووت.
تقدمته وهى تحمل حقيبتها لينظر لها وهو يضحك خفية على قولها ، وصلا إلى المطعم ليطلب نضال لهما ما تشتهيه نفسيهما ، أسندت شذى وجهها على كف يدها قائلة بحزن:
أنا أسفه على روجينا..ترجع بالسلامة إن شاء الله.
حالت هالة من الحزن والألم على ملامحه حاول هو محيها قائلا وهو يشغل نظره بالخارج قائلا:
إن شاء الله.
ثم باغتها قائلا بتساؤل مترقبا إجابتها بقلب ملهوف متمتما:
شذى..تقبلى تتجوزينى!!!!!
************************
عادت رغد مع حنين وهى منكسة الرأس لتقترب من والدتها وهى تحاول حفظ شكلها العام ، سألتها فريدة بابتسامة:
انبسطتى يا رغد؟!
رسمت ابتسامة على زاوية فمها لتمتعض ملامحها ولكنها أجابت ببعض من
الصدق:
أيوه يا ماما.
أتى لؤى ملقيا السلام على الجميع لتنظر له تريد أن تحدثه وتشكره على عرفانه لكنها صدمت بوجه الجامد الخالى من أى مشاعر وهو يجلس وينظر إلى الجميع معداها هى....!!!!!
*********************
" فررررررحة "
كان يدور على غير هدى ، يسير هنا وهناك وهو يحترق من داخله لكن من خارجه يظهر بارد المشاعر ، لوح ثلج يسير على الأرض ، لا أحد يعلم ما حدث حتى يلتمس العذر له ، لم يستطع التماسك ليذهب لها إلى المشفى ، دخل بعدما وجدها نائمة وليس هناك أحد يراه ، فصل المحقون من يدها ومن ثم حملها بعدما ألبسها عباءتها ، خرج بها بعدما داهم الوقت من الباب الخلفى فوجد من فى انتظاره فى السياره ، ركب معه بعدما قال لمنتظره طريق هداه ، وبعد مرور نصف ساعة وصل إلى المكان المنشود ، حملها وتوجه بها إلى الداخل ليضعها على سريرها وهو ينظر لها وهى مغلقة العينين بفم مزموم يدل على رؤيتها الأحلام الموحشة ، اقترب منها ليقبلها على جبينها قبلة سريعة ومن ثم خرج بسرعة كالقط المذعور وهو يتلفت يمينا وشمالا ، وجد فجأة من يصيح بصراخ:
حراااااامى.
نظر للتى تصرخ بذعر ليركب السيارة بسرعة وهو يصرخ فى السائق:
بسررررعه.
السائق بخوف:
هو إيه اللى بيحصل يا حضرة!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و...م
#نورهان السيد
ياريت فولو ونجمه وكومنت تحمسونى بيه يا فانز 😉💖👍💪

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now