الفصل الواحد والثلاثون ❤

4.4K 106 15
                                    

الفصل الواحد والثلاثون:-
عندما تغيب أستجمع أنفاسي ، ألملم بعثرة نفسي ، أملأ قلمي بالحزن ، أبحث عن أوراقي ، أحاول أن أصف لون وطعم ورائحة غيابك ، لكن لا شيء حين تغيب يكتب ، إن الغياب هو أعظم قوة لمن نحب ، لأنه يصبغ عليه صفات الجمال والكمال ، وكأنه كائن خرافي وأسطوري ، فنتوّهم في غيابه أن لدينا تلك المقدرة على تغيير كل الأشياء والأحاسيس بمجرد حضورهم .
*******************
أمسك بمرفقها بحركة متوقعة ولكن الذى لم يتوقع هو أن يقسو عليها وهو يقول بغضب:
انتى فاهمة انتى بتقولى ايه !!
منعت دموعها من الهطول وهى بداخلها ترتجف خوفا كالقط المبلل لتقول بشجاعة مزيفة:
اظهر على حقيقتك..حقيقتك اللى كنت مخبيها عنى..وكنت بقى هتقولى امتى وليه عملت كده ليه !!
ابتعد عنها بسرعة وهو يلهث بشدة بعدما جرحته كلماتها ، حقيقة ماذا؟! هو فعلا يتسول حبها ، يتسول ولو كلمة حب تتلفظ بها حتى تداوى جروحه ، جلس على السرير وهو ينظر للأرض بثبات قائلا بألم:
أبوكى هددنى بيكى يا مايا !! لإما أعمل كده لإما يشغلك معاه زى أختك.
ما زالت واقفة فى مكانها وهى تسأله بإرتجاف:
بيشتغل ايه ؟!!
وقف مره أخرى هاتفا بسخرية:
هو ده هيفرق معاكى ونسيتى إنى عملت كده علشانك !!!
اقترب منه بسرعة بعدما تلطخ وجهها بالدموع وهى تضربه على صدره بصراخ حاد:
تحمينى وتبقى السبب فى موتها ..!!
أغمض عيناه وهو يتحمل ضرباتها التى بمثابة سكاكين تغرز بصدره ليقول ودموعه أخذت بالإنهيار وهو يتشدق بعذاب شديد:
كان هيشغلك معاه..للى يدفع أكتر..للى ينتهك كل حاجة انتى محافظة عليها لجوزك...حلالك!!!
توقفت يداها عن التعدى عليه بالضرب وهى ما زالت موضوعة على صدره ، موضع فؤاده ، لتشعر فجأة بالمضخة التى تحت أصابعها ، نظرت له بعيون مغرورقة بالدموع لتراه مغلق العينان بعنف وهو يعتصرها لتنزل دموعه تلك ، فتح جفونه ليراها متصلبة أمامه ليقول وهو يمرر أصابع يده على تقاسيم وجهها ببطء متناهى:
هى خلاص..بس انتى لا..بعدت عنك وأنا مغصوب ورجعت علشان أحميكى منه..كنت عارف إنه مش هيعدى الليلة من غير ما يعمل حاجة ..!!
أعطته ظهرها وهى تقول بقسوة غريبة:
سيبنى لوحدى لو سمحت.
اقترب منها ليحتضنها من الخلف وهو يقول بقلق مرتبك:
مش هينفع يا مايا.
أشاحت يده من عليها وهى تقول ببرود مصطنع:
سيبنى يا مهند..علشان محكمش على رأيى وأمشى ومش هتعرفلى طريق.
انتابه الخوف فجأة بعدما وصل له المعنى ليجد أن لا داعى للحديث الآن حتى لا تنفذ ما تقوله فكيف سيعيش بدونها ؟ بداخله بركان ثائر يحرق خلاياه ولكن لن يستطيع أحد إهدائه مهما كان من !!!!
ذهب للغرفة المجاورة مرة أخرى وبدأ يكسر ويحطم كل ما تطوله يداه لتضغط هى بيدها على أذنها ودموعها تنهمر كالشلالات على وجنتاها ، بينما هو جلس وسط الحطام الذى لا يوازي ولو نصف الكوب المملؤء بداخله من الألم الذى يمزق أحشائه ، مسح جبينه وهو لا يقدر على المكوث ليرتدى ملابس أخرى ويمسك مفتاح سيارته ليتوجه خارج القصر ، خرجت هى للشرفة المحيطة بالغرفة وهى تراه يغادر لتغمض عيناها وهى تتذكر حديثه:
كان هيشغلك معاه..للى يدفع أكتر..للى ينتهك كل حاجة انتى محافظة عليها لجوزك...حلالك!!!
هى لا تنكر أنها شعرت بالخوف والرهبة اللاإراديه بجانب قشعريرة جسدها ، أغلقت الشرفة وأمسكت طرف فستانها دالفة للداخل حتى تستطيع التفكير ولو بالذرة المتبقية من عقلها فى القادم ..!!!!
**********************
فى قصر حسان..
كانت تقف خلف حسان وهى ترى دماءه المنسدلة من جرحه بغزارة ، لا تعلم لما تحجرت الدموع داخل مقلتى عينيها وحديث رغد يتردد داخل عقلها بشدة
" هو اللى دمرنى..خطفنى وقتلنى بالحيا..أنا مهربتش يا ماما والله ما هربت..هو اللى عمل كل ده..هو اللى كتب الرسالة علشان تصدقوا إنى هربت..وهددنى إنه هيقتلكم لو اتكلمت بحرف "
لا تشعر بشئ وكأن المكان أصابه السكون فجأة وحركات الأخرين ودموعهم التى تئن وجعا هو ما تراه فقط ..!!
أأصيبت بالجنون أم ماذا يا ترى ! هل كانت تعيش فى وهم حبه ، هو ذلك القواد ، ولكن متى ومن أين بدأ كل شئ ! لا تدرى ، وفجأة اقتحمت الأصوات أذنها وصراخهم الهادر ، وصوت عربة الإسعاف والشرطة ، مهلا مهلا أين تأخذوه ! ، أمسكت بيد حسان وهى تبكى ليهدأها قائلا بقلق:
حنين..متخافيش..اهدى يا حبيبتى.
حمل المسعفين رامى الذى ما زال فيه النفس ولكنه بطئ إلى حد مكروه ، وعلى السرير النقال الآخر رغد المغشى عليها ، ركب لؤى ومعه حنين فى سيارة الإسعاف بينما حسان وسميرة وراندا وفريدة وصغيرها الذى يبكى مما رآه ركبا سياره حسان ، أما مالك وفارس ركبا سيارتهما ذاهبين خلف سيارة الشرطة التى أبلغها الجيران والتى أخذت بسام الذى ينظر أمامه ويتذكر كل شئ ، وهل سيأخذ عقاب موتها ..!!!
**********************
فى سيارة الإسعاف..
مازال يفتح جفونه ويغيب عن الوعى قليلا ثم يعود مرة أخرى وبجانبه حنين ، دموعها تحرق جفونها قبل أن تهطل ثانية على وجهها ، تنظر لرامى بأسف وبغض شديد ، هل بكاءها هذا ناتج عن الخوف والقلق ؟! ، فوالله لا إنه بكاء ندم ، كراهية من نفسها بأنها أحبت شخصا كهذا حتى ولو كان ولد عمها ، فليست كل الأصابع متشابهة ، بكت وبكت ، ولم يستطع لؤى تهدأتها فهو مثلها لكن يحبس دموعه خوفا علي رغد وهو ينظر لرامى بغل وكراهية شديدة ، لولا تلك الطلقة التى أصابته لكان هو من أطلقها ولكن ليس مرة واحدة ، بل كان سيبرحه ضربا حتى يتمنى الموت ومن ثم يضربه بالعديد من الرصاصات حتى تزهق روحه ، لكن يمتزج شعور الأسى عليه وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة فكيف سيقابل ربه بتلك الذنوب التى مثل الجبال على عاتقه ، قاطعهم كلهم فتح باب السيارة والمسعفين يحملون الأسرة إلى داخل المشفى ، بينما سميرة وراندا خرجوا من السياره مهرولين إلى الداخل بسرعة ليخرج حسان والدموع تلمع بعيناه ، رأى لؤى وهو يسير بجوار سرير رغد ، دخل السريرين إلى غرفتين مختلفتين ، غرفة الفحص والأخرى العمليات ، وصوت الأفئدة بالخارج هو المسيطر على الموقف ...!!!!
***********************
طرق على الباب جعل أصف يعتدل فى جلسته وهو يأذن للطارق بالدخول..دخل نضال بإبتسامه بسيطه وهو ينظر لآصف ليبادله البسمه بأختها..جلس بعدما صافحه سريعا وهو يسأله عن حاله..ليحمد الله أصف على كل شئ لتتغير ملامح نضال للترقب فى أقل من ثانيه وهو يقول بإيحاء:
أنا مش فاقد الذاكره يا أصف.
نععععم...!!!!!!!
نطق بها أصف وهو يعود بجذعه للأمام ليؤلمه ظهره ليتأوه بسرعه ليعيده نضال للوضعيه الأولى مره أخرى وهو يقول بحزم:
هحكيلك كل حاجه بس ياريت تسمع للآخر.
لم تخفى علامات الدهشة من على وجهه وهو يومأ برأسه ليباشر نضال فى حديثه بعد أن تنهد بحرقه:
إحنا أخبارنا كلها كانت بتوصل للعدو..بمعنى أصح المهمه اللى كنا مكلفين بيها الأخبار كانت بتتسرب أول بأول..هتقولى وعرفت منين ومين اللى بيعمل كده هقولك يا سيدى..الرائد شريف النمساوي..
فلاش بااااك..
بينما كان يجلس وصوت الضوضاء يملؤ المكان..ويمسك بين أصابعه كأس يظهر للآخرين أنه يستقى منه ما حرمه الله حتى لا يثير الشك..وفجأه دخل ذلك المدعو بشريف..رآه نضال وهو لا يصدق ما أتى به إلى ذلك النادى الليلى..استطاع التخلس عنوه ليراه يذهب إلى إحدى الغرف السريه..شغله تفكيره بأن يعلم ماذا يخبأ وما سبب مجيئه هنا..وقف بجوار باب الغرفه وهو يستمع لما يقال..
حصتى لازم تتديهانى كامله يا حسن.
-متقلقش مش هاكل حقك..ودول يا سيدى مليون جنيه والمليون التانيه لما تجبلى أخبارهم هما الإثنين ونخلص عليهم.
-تمام..ولو إنى كنت أنا اللى عايز أخلص عليهم..أصلك متعرفش نضال وآصف دول حبايبى أد إيه!!
بس متقلقش أنا عامل مفاجأه كبيره لنضال بالأخص النهاردة هتعجبو اووى..أمشى أنا بقا قبل ما يجى النادى ويشوفنى وأبقا فى خبر كان.
-ماشى يا شريف..سلام.
ذهب نضال بسرعه للحمام حتى لا يلمحه شريف وهو يخرج من عند حسن..استشاط غضبا وهو يعلم أنه غفل هو وآصف..لكن من من!!
إنه أعز صديق لهما..فكان صديقهم فى الدار منذ الصغر..تربوا معا ونضجوا ودخلوا نفس الكليه..الشرطه..أكان شريف كل هذه السنوات يحمل لهم ذلك الكره والغل حتى يأتى ويتصافح مع عدوهم..هذا كان ما لا يتوقعه بتاتا..ولكن ما هى المفاجأة التى حضرها له..هذا ما شغل باله الآن..ذهب لمكانه مره أخرى وهو يتجاهل نظرات الآخرين له..وفجأه بدون سابق إنذار أتت وذهبت إليه وهى تأكل الأرضية أكلا..لا تأخذ بالا لتعثرها فى الطريق الطويل أمامها..
وقفت أمامه بعيون دامعه وقلب يأن وأيد مرتعشة وجهتها إليه قائله بتساؤل:
إنت بتعمل إيه هنا؟!!
نظر حوله بسرعه ليقف قائلا بصدمه:
إنتى إيه اللى جابك هنا!!
تجاهلت سؤاله قائله بتساؤل آخر:
إنت كنت السبب فى قتل بابا ولا لا؟!!
نظر لها مشدوه الملامح ولم يقدر على الاجابه من هول الصدمه..قتل والدها..هو السبب كل هذا ترائى أمام عينيها وهى تقول بإعادة السؤال مره آخرى وبداخلها تناجيه أن ينفيه بدون تفكير:
إنت السبب ولا لا يا نضال جاوبني!!
قالت الاخيره وهى تضرب صدرها بعنف بعدما رأته ينظر لها بخذلان وبدون إجابه لتهيج عليه بدون إنتظار قائله بعصبيه يتخللها تلك الدموع التى تقطر من عينيها:
ليه يا نضال ليه!!
أمسك يدها قائلا بصراخ توقف جميع من حوله عندما سمعوه يقول:
مكنش عمد يا شذى.
نظرت له بتعجب ودهشه وتفاجأ وآخر ما فعلته ضربه كفا ساخنا على وجنته الخشنه بفعل ذقنه غير الحليقه قبل أن تقول:
أنا بكرهك يا نضال..بكرهك..أنا مش عايزه أشوفك فى حياتى تانى..وحق بابا هيرجع.
بااااك..
أنا فعلا مكنتش متوقع إن هى ديه المفاجأة على قولته..أنا كنت حكيله على شذى وإنى طلبت الجواز منها..بس يستغل كل ده ضدى ويفشى السر اللى من صغرنا وإحنا بس اللى عرفينه..قررت إنى أسايره وأشوف آخره إيه.. وعملت نفسى ساعتها سكران بس فعلا كانت ردود فعلى طبيعيه ميه فى الميه لإنى اتجرحت اووى إنها حتى مسبتش ليا فرصه إنى أدافع عن نفسى..واللى مكنتش متوقعه تانى إنه يكون هو اللى بوظ الفرامل بتاعت العربيه...والحادثه كانت حقيقى..ولما فقت قلت لازم أعمل إنى ناسى الذاكره علشان العقيد يخليك تسيب المهمه ديه علشان وقتها لما اخترنا إحنا الإثنين كان شايفنا إحنا الإثنين مع بعض هنجيب نتيجه أسرع..وبكده أبعد أى أذى عنك أو عنى..وأتابع أخباره وأخبار حسن علشان أجيب آخرهم..وبالفعل ده اللى حصل بس اللى مكنش فى الحسبان إن شذى تسيبنى بالسهولة ديه وتسافر تركيا..ومتفكرش ولا حتى تتطمن عليا إلا لما عرفت إنى عملت حادثه وفقدت الذاكره...
صمت طبق على الأجواء  وهو ينظر لآصف حتى يرى رده فعله..فاجأه بضحكه حتى دمعت عيناه ليتأسف وهو يقول بسخريه:
أصل فعلا..مشكتش فى أى حاجه..إنت كنت ممثل رائع يا نضال..وخصوصا وقت ما نجيلك..
لتتغير نبره صوته للغضب بغته
وهو يقول:
وليه مقولتليش من الأول..مكنتش هتستأمنى ولا لا!!
أخفض رأسه ومن ثم رفعها وهو يقول بحزن:
كنت خايف عليكم كلكم يا أصف..لإن واحد من اللى شغالين عند حسن هو اللى خطف روجينا..محبتش يعرفوا إنها تقربلى أنا أو إنت علشان ميقربوش منكم وشذى كانت فى أمان وهى بره مصر.
-ياريت تسيبنى لوحدى شويه يا نضال.
-بس يا أصف..اآآ..
تنهد مره تلى الآخرى ومن ثم قال بإبتسامه:
أنا فعلا مش عارف أقولك ازاى إنك فعلا   صديق وأخ كويس..بس كان الموقف
منى هيتحسن لو شاركتنى فى الموضوع..بس عالعموم كويس إنك طمنتنى عليك..وهتعمل إيه بعدين إيه الخطوه الجايه!!
وقف وهو يقول منهيا التفكير:
بنته فرحه..هى اللى معايا فى المستشفى..تقصيت عن أخبارها وأصلها وعرفت إنها بنته..بس فعلا هى بتتعالج ويبدو إنها مش مع باباها فى أى شغل..وممكن متكونش تعرف شغلانة باباها من الأساس.
ليعقد ما بين حاجبيه وهو يقول بتساؤل حقيقى:
وإنت فعلا حبيتها ولا لا يا نضال!!
- هاا..لا طبعا أنا عمرى ما نسيت شذى يا نضال.
غمز بعيناه وهو يقول بخبث:
عليا يا نضال..أقطع دراعى ده لو مكنش فعلا فى حاجه.
ابتسم فجأه وهو يقول بصدق:
على قد جرحى من شذى ولعلمك هى اتصلت بيا وقولتلها إنى مش فاكرها ومسحت رقمها وكل المتعلقات بيها..لإن هى باعتنى بسرعه وقطعت أخبارها عنها..فاللى يبيعنى أبيعه..أما بقا بالنسبه لفرحه فهو مجرد إنجذاب من ناحيتها ومين عالم ميمكن يتقلب لحب قريب.
ابتسم أصف على أثر حديثه بإطمئنان ليشغل الجهاز ليرى تلك الأخبار التى تداولت أحداث قصف النار الذى حدث
وكان هو من ضمن المصابين ليندرج الخبر تحت مسمى جماعه إرهابية..أطفأ الجهاز وهو يبتسم مره أخرى متذكرا حديث نضال ليرى أن الفرصه أمامه لكى ينسيها حبه ويكسب قلبها..ليفكر بمكر فى مشاكستها ولو قليلا ليلتقط هاتفه وتبدأ اللعبه....!!!!!
**************
#يتبع آخر فصل 😇😉
عايزين نعقد إتفاق فى مصلحتكم جميعا😈
" بان يا مخفى..أظهر للعلن" 😂😂
طبعا أنا قصدى للى متابع الروايه فى سريه تاااامه.. غير كده كل واحد على راسه بطحه 😞😌أتمنى ميكونش ده فى آخر فصل علشان فعلا هزعل وقتها 😦🙅
يلا بقا يا حبايبى أنا مش هعين وأقول مش هانزل الفصل الاخيييير غير بعد 20 فوت ولا 30 تعليق علشان أنا طيوبه😉😂😂
بس مش هاعمل كده وعايزه تقدير للروايه من أولها لآخرها وسورى على كل الك اللى فوق ده كله 😴 وانتظرونى فى آخر فصل احتمال ينزل النهارده مساءا جود باى 😘🙈🙈
#دمتم سالمين
#نورهان السيد

الفراق قدرىHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin