الفصل السادس والعشرون ❤

3.2K 56 2
                                    

  الفصل السادس والعشرون..
من أجل عينيها بالغت في الأحلام لكنّني فوجئت بالأوهام ، أوهامي لم أصل إليها بعد ، بالنّار والجمر أحرقتني ، حكايتي معها أتعبتني ، فنسيت أنّ الأماني تزول تحت أقدام القدر ، سقيتها الحلو بيدي ، وسقتني المرّ بأكمله ، وكبرنا وكبرت معنا الحياة ، وأشعلت نيران الجمر ، وأبكت كلّ العيون.
*******************
تجلس فى شرفة غرفتها المظلمة من حولها ، مثل السواد الذى يعصر قلبها بلا رحمة ، تدقق النظر فى النجوم لتباغتها ذكرى ، حتى وصل عطرها إلى أنفها فأغلقت عيناها تاركة نفسها أسيرة الحلم ...
تضع رأسها على قدم والدتها وتمسك بوردة فى يدها ، تقطف وريقاتها واحدة تلى الأخرى لتلتقطها والدتها من يدها قائلة بتعنيف بسيط:
كده مش حاجة حلوة.
ثم وضعتها ما بين خصلاتها برقة ، لترفع رغد رأسها وتعتدل فى جلستها ناظره لأمها بتساؤل:
كده شكلى حلو !!
ملست على شعرها المنسدل قائلة لطفلتها ذات العشرة أعوام بحنان بالغ:
آه طبعا..رغدتى دايما حلوة.
احتضنتها رغد بشدة لتشير فريدة لإحدى النجوم قائلة بابتسامة مشعة:
بصى..النجمة ديه رغدتى..واللى جنبها عامر.
تملصت رغد بخفة من حضنها قائلة بسعادة بالغة:
أنا هايبقى ليا أخ..بجد يا ماما !!
أومأت برأسها وهى ترى الفرحة جليو على تقاسيم طفلتها ، وضعت رغد يدها على بطن والدتها هاتفة بلهفة:
يالا بقا يا عامر تعالى بسرعة..كلنا مستنينك.
استيقظت من غفوتها السريعة على صوت فارس قائلا بتساؤل:
مش بتردى ليه يا رغد ؟!!
اصطتنعت الابتسامة قائلة:
آسفة..كنت سرحانه شوية.
ابتسم لها بحنان أبوى وهو يشير بيده على هديته الموضوعة على سريرها ، قامت وهى تزيف البسمة والسعادة حتى لا تخجله ، نظرت للفستان الجلى أمامها ثم التقطته وحقا انبهرت بجماله ، وضعته على نفسها بعدما اقتربت من المرآة لترى دموعها تنهمر كالشلالات من جفونها ، ذعر فارس وهو يقوم مسرعا إليها ، انحنى على قدميه أمامها سائلا بقلق:
فيه ايه يا رغد ؟!!
بكت ، وبكت ، وفاض الدمع من أثر البكاء ، اعتقد لشعورها بالفرحة لأول مرة ولكن هيهات ! ، فهو لا يفهم سبب صرختها وآهتها الداخلية المريرة ، مسحت بقايا الدموع بطرف إصبعها لتضحك وهى تقول:
شكرا.
ضحك هو الآخر على أثرها قائلا بابتسامة:
الشكر اللى بجد إنك تبقى زى القمر فى الحفلة اللى الأسبوع الجاى.
ليس لها حق السؤال لماذا لتكتفى بابتسامة صغيرة ، وقف وهو يضمها لصدره بحنو بينما الآخر يختلس النظر لهما وهو يتنهد بحرارة واضعا يده على فؤاده قائلا بتشدق:
جه اليوم اللى تطب فيه يا مالك..وفى مين..فى بنت الملجأ ...!!!!
********************
مرت الأيام رتيبة ، على أوزان ونغمات الحزن سارت ، على سمفونيات وأغاني الطرب مشت ، على ألحان وأعذاب الريح طارت ، مثل كل الأيام ، متشابهة فى نفس الألم ، حتى أتى اليوم الذى جاء فيه لؤى لفريدة الجالسة فى المطبخ معتزلة عن من بالخارج ، تطعم صغيرها بضع لقيمات يتلقاها بصمت تام ، سحب إحدى الكراسى وجلس قبالتها قائلا بشبح ابتسامة:
ماما فريده..ممكن تأكلينى أنا كمان.
نظرت له لتضحك بقصر وسرعان ما محيت إبتسامتها الشاحبة بعدما انسحبت الدماء من وجهها الذى كان يوما ما يشع نضارة الأمل والإشراق فغدا الآن باهتا ، يحتاج لإعاده الترميم مثل أشياء كثيرة غيره لا داعى لذكرها لعلمكم بها ، زفر بألم بعدما أغمض عينيه ليأخذ نفس طويل قبل أن يسأل:
انتى مصدقه إن رغد عملت كده ؟!!
تصلبت ملامحها لتصرخ فى وجهه بعنف وإهتياج:
متذكرش اسمها تانى..ديه مش بنتى ولا أعرفها !!
صدمة ، صدمه لم يتوقعها أبدا ، وهل لو كان لديه هذا التوقع لسمح لنفسه بأن يجرح الآن بهذا العمق ..!!
أردفت فريدة على حديثها ببكاء:
هى السبب..أبوها راح بسببها..يومها الصبح..كان زعلان أووى وواخد على خاطره ويقولى هو أنا غلطان معاكم فى حاجة ! ..إنى مش قادر أعيشكم فى حتة كويسة..بس إحنا راضين والحمد لله...طب هل غلطنا فى تربيتنا ليها ؟! ....مات بسببها..الدكتور قال إن هو مات بسبب نوبة قلبية..مقدرش يستحمل نظرات الناس ويفتكر كلامهم اللى زى الدبش بعد ما عرفوا اللى حصل منها..لليوم ده قطعت على نفسى إن اسمها ميتنطقش على لسانى تانى ولا سيرتها تيجى على بالى..ياريت يا أستاذ لؤى نقفل الموضوع ده ومنتكلمش فيه تانى.
شعور بالألم يمزق أحشائه ، يقطعه إربا ، شعر بالثقل على كتفه الأيمن من كثرة الألم ، قام من أمامها وهو يكتم آهاته ليأتى له إتصال بعدما ذهب إلى غرفته من فارس يدعوه للحفل المقام يوم الثلاثاء القادم أى بعد ثلاثة أيام من الليلة ، حاول الإعتذار منه بشتى الطرق لكن فارس تشبث برأيه حتى وافق لؤى على مضض ، هاتف مهند الذى أصبح المساعد له بعدما تقدم  للعمل لديه ووافق لؤى ورأى أمانته ووثق به فلقد أصبح له منصب لا بأس به هو الآخر فى الشركة ، بعدما تغيب رامى هو الآخر لأسبوعين ، لا أحد يعلم عنه شئ لينقم عليه والده حتى كاد أن يتبرى منه ، فى حين أن سميرة أصبحت هادئة على غير المعتاد ، فبمرور أكثر من أسبوعين من البحث عن راندا أصيبت بحالة من عدم اللاوعي المصحوب بالبكاء الهستيرى ، أحيانا نشعر بقيمة الشئ عند خسارتنا إياه !
بينما فى جانب آخر..
يجلس على مكتبه يدخن بشراهة على غير المقبول ، تقربها منه الفترة السابقة جعل قلبه يطحن بقدمها ، فبعدما اتصل بها نضال لم تصدق أذنها ، فهو يفكر فى غيرها !! ، أصابها الإحباط وقضت الليلة فى غرفتها باكية بعدما وعدته بأن تحضر لمساعدته ، علم من نضال ما حدث فى اليوم التالى ليعلم ما السبب لحبس نفسها يوم أمس ، اجتنب رؤيتها بضع أيام فشعر حقا بالعذاب الذى يحرقه بلا أى شفقة ليعاود الجلوس والحديث معها ، رأى شمعتها أصيبت بالخمول ، هدأ بريق عينيها فعاهد نفسه بأن يعيدها لسابق عهدها ، ولكن كيف وقلبه يؤرقه بجانبها ؟! للآخر وليست له ! مسألة معقدة ليس لها حل ، لذا بعد مرور أسبوع آخر ، عقد العزم على أن يحبس قلبه بغير إرادته داخل قفص العصفور ، محاولا حل تلك المعضلة ، انتهى من تدخين سيجارته فقد انتهى من عمل اليوم ، ولكن..دخل له العقيد مجدى فجأة وهو يقول بتساؤل:
نضال أخباره ايه دلوقتى ؟!!
نظر له برهة من الوقت ومن ثم أجاب بإحترام:
كويس الحمد لله..الدكتور طمنا وقال إن حالته فى تحسن.
ابتسم مجدى بإرتياح متمتما:
طب الحمد لله..
ومن ثم توجه إلى الخارج ليلملم أصف أشيائه متوجها للخارج هو الآخر ، وبدون سابق إنذار اشتعلت النيران كأن قامت حرب مفاجئة ، احتمى خلف إحدى السيارات وهو يتصل بالعقيد مجدى ليسمع رنين هاتفه من مكان قريب منه ، اعتدل فى وقفته قليلا ليجد سيارته هى التى يستند عليها والعقيد بداخلها مصاب بطلق نارى وما عليه الآن إلا أن يلف للناحية الأخرى حتى يركب السيارة ويتحرك بها مسعفا سيد عمله ، همس بالشهادتين وهو يلف للناحيه الأخرى ليسمع فجأة صوت من صرخ باسمه فلم يشعر بالألم إلا بعدها ، شعر بإحتراق كمن أضاء إحدى الشعلات فى ظهره ليقع على الأرض متألما بشدة ، حاول أن لا يغمض عيناه لكنها هى الأخرى خانته لتغلق جفونه ويحف الظلام من حوله ...!!!!!!
***********************
فى منزل مايا..
تجلس بجانبه على أرضية الحديقة وهو يقربها لحضنه ، ابتسم بسعادة غامرة بينما هى ، تغلق عيناها بعنف مانعة نفسها من البكاء ، هى الآن أصبحت زوجته وما هى إلا أيام معدودة وتصبح فى بيته ، ولهذه الذكرى اقشعر بدنها ليشعر بإرتعاشها ، أخرجها من حضنه ناظرا لها بقلق متسائلا:
حبيبتى..انتى تعبانه أو حاجة ؟!!
هزت رأسها بالرفض وهى تبتسم بإرتباك خفى ليتنهد براحة متمتما بخبث:
انتى مش فرحانه زى ولا ايه ؟!!
أخفضت نظرها بخجل شديد من تلميحاته ليضحك هو بخفه ، وبرشاقة قام من جانبها بعدما قبل جبينها بحب قائلا بابتسامة:
فاضل يومين يا عروسة وتشرفينى..باى باى يا حبى.
غادر من أمامها ذاهبا لعمله فأطلقت نفسا طويلا كانت تحبسه حد الإختناق فى وجوده ، نظرت أمامها فى الفراغ لوهلة وحديث صديقتها يرن فى أذنها.
" انتى بتقولى ايه ! "
" مش قادرة خلاص..أنا غلطت من الأول لما وافقت..بس لإنى كنت مضغوطة..لما رجع شكيت إنه جاى ياخد الورث فكانت ديه الطريقه الوحيدة اللى قدامى علشان أهرب منه ويبقى ليا ضهر اتسند عليه "
" يبقى فعلا زى ما هو قال قبل كده..هو مجرد مسند بتلاقى راحتك عليه ووقت ما خلاص خدتى كفايتك..بتسبيه..مهند بيحبك..وبعملتك ديه هتكرهيه فيكى..وهتكسريه يا مايا "
" بس أنا فعلا تعبانة..انتى معايا ولا معاه !! "
" فى النقطة ديه أنا معاه..لأن مش كل وقت هتحتاجيه فيه هتلاقيه موجود ومستنى طلباتك..مش كله دايم..افتحى قلبك وانسى القديم..وصدقينى هتحبيه..ده كفايه إنه شايل حبه ليكى من ساعة ما دخلتى الجامعه "
" اييييييه !! "
" أيوه يا مايا...أنا عارفة من زمان وهو اللى قالى مقولكيش حاجة خصوصا بعد ما عرف بموضوع رامى..صدقينى حبه ليكى صادق وبعدين خلاص ده هيبقى جوزك خلال يومين..اتبسطى يا حبيبتى وإن شاء الله خير..صدقينى هتحبيه بس لو اديتى لنفسك الفرصة "
" مش عارفة..أنا خايفه..يارب خليك معايا..فينك يا ماما دلوقتى ؟ ..أنا بقيت حاسه إنى وحيدة من غيرك..يارب..يارب اختار لى الطريق الصواب ولا تجعلني أحيد عنه ! "
*************************
بعد مرور يومان...
فى إحدى القاعات التى صممت كتحفة معمارية لتصبح الخيار الأول لإقامة الفعاليات مثل حفلات الزفاف والمناسبات الإجتماعية والفعاليات الخاصة ، يجمع تصميم هذه القاعة الفاخرة بين أحدث المرافق وأفضل التصاميم العربية المعاصرة ، وتضم القاعة أثاث ومرافق ضيافة عالمية المستوى تم استيرادها خصيصاً من جميع أنحاء العالم لتجعل منها مميزة حقاً ، إضافة إلى منظر الورود والزهور المستوردة من لندن الشهيرة ، بينما تلك اللوح المزدهرو المعلقه على الحوائط لأشهر مصممى العالم
كانت هى مرتديو هذا الفستان المميز بأكمام الموسلين الطويلة والتي تتمتع برسومات صغيرة ناعمة على الصدر أيضًا ، كما أنه يتمتع بقطع صغيرة من الأوراق على أطرافه ، يتميز باللون الأسود البراق نسبيا وتلك الزهور الرمادية التى تلمع فى وسط ظلام الفستان ،
تقدمت من مالك تسأل بابتسامة:
فين بابا فارس !!
لجمته الصدمة بفستانها هذا بل وإطلالتها المثيرة التى تشق الأنفاس ، زفر بحرارة بعدما شعر بتلك النار المستعرة فى صدره قائلا بإعجاب:
ايه الجمال ده !!
لفت حول نفسها تهتف بإنبهار:
يعنى عجبك ! ..أستاذ فارس والدك هو اللى جبهولى.
قال مالك بإعجاب حقيقى وهو يرمقها بعشق يفوح من بين ثنايا حروفه لكن...لم تدركه هى أو بالأحرى تغاضت عنه:
روعة عليكى.
تنحنحت قائلة بتساؤل:
مقولتليش أستاذ فارس فين !!
بلع ريقه بإزدراء يجيبها:
فى التواليت.
غادرت هى من أمامه قائلة ببساطة:
اوكى.
وضع هو يده على صدره قائلا بحرارة من كثرة الحب الذى لهب قلبه:
هموت من غيرك..يا...رغد.
بينما نذهب لذلك الذى يجلس بسيارته يجاوره صديقه مهند ، ينظر من الشباك المجاور وهو يتذكرها ، يتذكر كل شئ ، ابتسامتها ، جنونها المضحك ، صرختها ، دموعها التى هطلت يومها ، كل شئ ، وضع يده على قلبه يكتم آه كاد أن يتلفظ بها لينظر له مهند قائلا بتساؤل:
فيه حاجة يا لؤى !!
اغتصب ابتسامة قائلا:
لا..مفيش.
بعد قليل وصلا لينزل لؤى من السيارة أولا وهو يضع يده على رأسه بعدما شعر بتلك المضخة التى دبت فى عروق عقله ، تنهد بألم وهو يتوجه إلى الداخل متذكرا وقت رؤية والدتها الملكومة أو بمعنى أحرى ، الساخطة على ما فعلته ابنتها فى نظرها قائلة بصرامة:
أنا معنديش بنات..ابنى هو صهيب وبس.
شعر بأن جملتها تلك أصابته فى مركز فؤاده ليكتم آهاته ، يكتم جرح بدأ النزيف من جديد ، لا يكاد له القدرة على لفظ أنفاسه بدقات قلبه البطيئة ، بطيئة إلى حد مكروه ، جاوره مهند ليدخلا إلى القاعة التى بمثابه قلعة على الطراز الحديث ، اتخذ مجلسا له ليقول مهند بإنتباه:
أستاذ فارس جاى أهو.
جاء المنشود قائلا بابتسامة مرحبة:
أهلا..أهلا بلؤى باشا..نورتنا فى حفلتنا المتواضعة.
بادله لؤى الابتسامة قائلا بتشدق:
أهلا بيك يا أستاذ فارس.
بعد دقائق بدأت الحفلة وبدأت العروض تنجلى واحدة وراء أخرى ، أتي وقت تأدية الرقصة الثنائية ليأتي مالك متقدما من لؤى قائلا بابتسامة:
لازم تقوم وتشارك الرقصة ديه.
هتف لؤى بإعتذار:
مش هقدر..ثانيا أنا..أنا مليش شريكة.
فقال مالك بتساؤل:
بتعرف ترقص رقصة الفالس ؟!!
اومأ لؤى برأسه ليسحبه مالك من يده قائلا:
طب يلا بقا لحسن الرقصة هتبتدى !!
وبالفعل قام مهند ولؤى وبدأت الرقصة ، تنهد هو بضيق ليستأذن من شريكته بضجر عائدا إلى مجلسه بينما مالك كان يرقص معها ، يستشعر ملمس كف يدها وهى بين أصابع يده ليقول بحب:
رغد.
رفعت رأسها قائلة بتساؤل:
نعم !!
زفر بحرارة وهو يؤنب نفسه قائلا:
لالالا مش دلوقتى يا مالك هتتهرب منك بل هضيع فرصة اعترافك.
ارتبك لتطلق هى تأوها بعدما وضع قدمه بدون وعى على قدمها ليقول بسرعة:
آسف..آسف مأخدتش بالى.
ابتسمت رغد قائلة:
متاخدش فى بالك..عايزه أقعد أنا تعبت.
قال مالك بهيام:
تعالى.
جلست ليجلس هو أمامها ، ملست هى على قناعها البراق الذى يخفى نصف وجهها لينظر لها مالك وهو يزيحه من على وجهها بحركة متلهفة لرؤية صفحة وجهها بالكامل حتى تتراءى الصورة أمامه قائلا برومانسية:
كده أحسن.
ضحكت هى لتقوم وهى تذهب لإحضار كوب من الماء فوجدت فجأة من يمسكها من كف يدها حتى اصطدمت يدها بصدره فى تمام موضع قلبه وهو يهتف بدهشة ولهفة:
ر..رغد .....!!!!!!!

لغايه هنا حماده واللى جاى حماده تانى خااااالص 😉😂😈
أتمنى اشوف التفاعل ومتنسوش تبدو ارائكم وفوت 😄
#دمتم سالمين
#نورهان السيد

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now