الفصل التاسع عشر ❤

4.3K 70 0
                                    

    فوت وكومنت حلو زيكم يا قمرات😉
  الفصل التاسع عشر....
يا له من شعور مؤلم أن يتعلق قلب المرأة برَجل لم يكن من نصيبها يوماً ما ، ولكن شاءت الأقدار بأن يفترقا ، وعلى الرغم من الافتراق تبقى تَعشقه إلى الأبد ، ولا زال الألم بداخلنا يتكرر فمتى سيحين الوقت ، لنجد هذا الألم قد تبعثر.
*****************
استيقظت وهى تضع يدها على رأسها ، شعور بالصداع باشر بفتك عقلها فأطلقت آه قصيرة وهى تنظر حولها ، انتفضت فجأة بعدما هال عليها ما سبق ، وقفت وهى تضع يدها مقربة إياها من صدرها وهى تحاول أن لا تبكى ، لكن خانتها دموعها ، نظرت حولها لتجد باب الغرفة فجرت عليه وبدأت بمحاولة فاشلة فى فتحه ، باغتها دخوله وعلى شفتيه تتراقص ابتسامه متشفية ، ابتعدت عنه بسرعة متسائلة بصريخ ألهب حلقها:
انت مين وعايز منى ايه !!
كانت ردة فعله غير متوقعة بالمرة حتى لها ، إذ جلس على الأريكة وأخرج سيجارة وأخذ يدخنها بشراهة ، صورتها له أصبحت مشوشة بفعل أدخنه السيجار ، نظرت له بحدة ليشير بيده أن تخرج من الغرفة لو أرادت ، سخرية ، شعرت بالسخرية فى فعله كما نظرته الهازلة ، ولكن بدافع من يريد الحرية فرت إلى الخارج وهى كانت تعلم أو بالأحرى ترائى لعقلها ما يقصده ، لكن العقل الباطنى أوهمها بأنها تستطيع الفرار ، زفرت بحرارة ليخرج هو من الغرفة ناظرا لها بابتسامة مستفزة:
مش هتقدرى تخرجى من هنا..ده بيتك الجديد يا عصفورتى..
جرت عليه وأخذت تضربه بقسوة على صدره لكن لم تهتز له إنش شعره ، غلبها التعب لتشتد حدة بكاءها وهى تترجاه أن يتركها ، لكن ليست كل الأمانى تتحقق ...!!!
دخل لغرفته بصمت تام وأغلقها خلفه بينما هى واقفة فى وسط الصالة لا تعلم ماذا تفعل ، بينما هو خلع اللثام الذى على وجهه بحدة وهو ينفضه عنه ، أطلق تنهيدة حارة شقت حلقه ، جلس على سريره وهو يدور بإصبعه الإبهام على وجهه يفكر ماذا يفعل معها ، ما ذنبها ؟! ، كلمة دارت فى عقله لكنه لغيها من طوفان هدوءه هذا وهو يزمجر بعنف واقفا فجأة يطيح بيده كل ما اقترب منه ، شعور بتلك النار المستعرة أضاءت الغل فى قلبه ، مانعا إياه من التفكير فى مهما كان ، بينما هى فى الخارج ، تسمع صوت صراخه وتحطيم الأشياء لفتات ، خائفة فانكمشت مثل القط المبلول وهى تضع يدها على أذنها تمنع صوت ما يحدث للوصول إليها ، وبعد وقت ليس بالكثير ، أصابها النعاس وهى متكورة على الأرض ، خرج هو من غرفته ليجدها بهيئتها تلك لكن لم يلقى لها بالا وهو يحضر لنفسه كوبا من القهوة التى حتما سيسهر الليل نتيجة لمفعولها وهو حقا لا يريد النوم. ، هل لينام وتأتى هى تمغص عليه عقله الشريد ....!!!!!!!
*******************
يقف وهو ينظر لها بينما الطبيب يغرز إبرة فى ساعدها ، سأل الطبيب بقلق واضح عن حالتها ليتنهد مجيبا إياه:
أزمة نفسية صعبة بتمر بيها..واللى جالها ده حالة هيجان عصبى..لازم تريح أعصابها الفترة الجاية..وتبعد عن الإرهاق بكل أنواعه..ديه صغيرة متستحملش النفسية الوحشة ديه !!
أومأ فارس برأسه وهو يحى الطبيب مودعا إياه ثم دخل الغرفة ليجد مالك واقفا فى مكانه ، متخشب الملامح ، توجه إليها وهو يجلس ممسدا بيده على رأسها قائلا بحزن:
أكيد حصلها كده علشان افتكرت حاجة لما راحت..أنا لو كنت أعرف كنت منعتها.
زفر مالك بحرارة قائلا بإصرار:
أنا هحاول أخرجها من اللى هى فيه بأى طريقة كانت.
نظر له فارس بدهشة وهو يدرك ما تفوه به  مالك ليقول بسرعة مخفيا ارتباكه:
علشان رغد..أختى يا بابا وأنا مش قادر أشوفها فى حالتها ديه وأسكت.
ظهرت ابتسامة تزين محياه قائلا:
حافظ عليها يا مالك..شكلها شافت كتير أووى من الدنيا ديه.
قال مالك قبل أن يخرج من الغرفة وهو ينظر لها بهئيتها تلك التى أشبه بالملائكة متمتما بحزن:
ده اللى باين..بس منعرفش ايه اللى مرت بيه!!
توجه إلى الخارج وهو يدلك رأسه بكف يده منحنيا برأسه إلى جهه اليمين وهو يشعر بتصلبها والألم يداهمه ، جلس على أرضية الحديقة ناظرا للنجوم قائلا بتساؤل:
انت ليه بتهتم بحالتها أوى كده...أكيد ده فضول مش أكتر..ومش هيعدى الدرجة ديه مش كده يا مالك !! ..ده هو أسبوع اللى عدى..وأعتقد مش كافى إنك تقع فى غرامها يا أستاذ مالك مش كده ...!!!!
قال الأخيرة وهو يضحك على ما يقوله بهزل ، أخذ يفرك بيده رأسه متشدقا:
ديه مجرد واحدة جت عندك..ولو حبيتها ايه اللى هيحصل فى النهاية ....!!!!!
****************
فى المشفى..
" فرحة مين ..!! "
قالها وهو يدقق النظر لها بعدما جلس ، تحدثت هى متمتمة بتلعثم واضح:
أ..انا..اسم..اسمى فرح..فرحة..وع....عا..وعايزه أتعالج.
عقد ما بين حاجبيه قائلا بتساؤل:
من ايه ؟!! ومين اللى جه معاكى !!
بلعت ريقها بإزدراء مجيبة بإرتباك:
م...مفيش..ح..حد مع..معايا.
انتبه لصعوبة تلك الحروف التى تخرج من محجره ليسأل مرة أخرى:
عندك ايه !!
حاولت أن تشغل نفسها بشيء خيالى وألا تتذكر سبب ما هى فيه قائلة:
م...من..الإر..الإرتفاعات..و...والأشخاص.
عاد بظهره إلى الوراء متمتما بفحص:
وايه السبب ؟!!
فاجئته بنظرها له بحدة قائلة:
ده..ش...شئ ي..يخصنى.
بادلها نظرة الجمود قائلا بتعجب:
واشمعنا جيتى المستشفى هنا ؟!!
تنهدت قائلة بضيق:
لا..لأنى عايزه آت..أتعالج كويس..و..ومتعبش تا..تانى..
اومأ برأسه متفهما ولكنه قال بتساؤل أخير:
بس فين أهلك..ليه مفيش حد معاكى !!
اغرورقت عيناها بالدموع مجيبة بتكشيرة:
أنا م..مليش...ح...حد.
نظر لها وهو لا يعلم ما شعور عدم الراحة الذي يتسلل ببساطة إليه ليقول وهو ينظر إليها بينما هى تتغاضى نظراته تلك متمتما:
طب تمام..تعالى معايا دلوقتى وهنشخص حالتك ونشوف حلها ايه ..!
أومأت برأسها وهى تتوجه معه لغرفة الفحص ، جلست أمامه ليسألها قائلا:
من امتى جاتلك الفوبيا ؟!
بمجرد سؤاله تذكرت ، واقفة على حافة الكوبرى أمامهم جميعا ثم انحرفت عن المسار لتصرخ بقوة ولكن..لم تمت ، وقعت فى المياه ولحسن حظها تستطيع السباحة ، ولكن مع بطنها المكورة أمامها فقد أبطأت حركتها لتترك نفسها للقدر يقلبها كيفما شاء ، شعور بالرجفة سري فى أوصالها لتضم نفسها بحركة لا إرداية مرتعبة بينما كان هو يراقب تحركاتها ، همساتها التى يسمع منها فقط همهمة حروف عاد بظهره إلى الكرسى وبداخله يتساءل عن سبب حالتها تلك ، ترى ما سبب خوفها أو رهبتها من المرتفعات أو الرهاب الجماعى .....!!!!!
***********************
فى منزل مايا..
نظرت له بصدمة وفاه مفتوح على آخره ، نظرت ريماس له بدهشة بعدما اجتنب حديثها قبل دقائق ، ثم أخذت تتبادل النظر بينه وبينها بينما ذلك الطرف الرابع ، نظر لمهند بتفاجأ بعدما حاول أن يتذكر هل رآه قبل ذلك أم لا ، لكن بالفعل شعور ملح بداخله يخبره أن نعم ...!!!
قطع هو هذا المشهد الصامت المتجسد أمامه قائلا بتساؤل وهو يراقب خلجات وجه مهند:
انت مين يا أستاذ ؟!!
نظر مهند له بغلظة قائلا:
وانت مين انت..وايه اللى جابك هنا !!
نظرت مايا لوالدها قائلة بتوضيح لمهند بهدوء جعله يحترق مكانه عن عدم الإجابة:
ده أبويا..مش كده يا أستاذ حسن ..!!!
نظرت ريماس لها بصدمة وهى تقترب منها قائلة بهمس:
والد مين يا مايا..انتى بتهزرى !!!!!!
أخفضت رأسها قائلة بخذلان وهى تهز منكبيها بحزن:
طلع موجود..مش ميت يا ريماس.
قال حسن بوجه جامد ملامحه:
وانت مين بقى..وبأمارة ايه تطلب الجواز من بنتى .!!
لسعتها تلك الكلمة كمن صب عليها ماء ساخن ليمتلك مهند زمام الأمور قائلا بغيظ:
أنا صديقهم..أما بالنسبة لرأيك يا مايا أنا منتظر الإجابة.
هتف بالأخيرة وهو ينظر لها بصمود وثبات ، صاح حسن بغضب متملك:
وأنا مش موافق..وهى تحت طوعى أنا يا مهند.
نظرت له بإستنكار ، فعن ماذا يقرر هو ، بأى حق يعتمد قرارها ويصك الإجابه بدلا عنها تحت ستار الأب المتملك !! ، وهذه المرة هى وقفت أمامه وهى تقول بتصميم:
بس أنا موافقة يا مهند.
موافقه ! ، هذا حلم ، بالطبع إنه حلم ، اتسعت ابتسامته بما تلى على مسامعه ، يحاول أن يبقى هادئا أمامهم جميعا بدلا من أن يحطم عظامها وهو يذيبها فى حضنه كالشوكولا ، اصتنع ذلك الوجه الثابت المشاعر بخلاف تلك المتأرجحة بداخله:
هجيلك بكره أنا ووالدتى يا مايا ماشى.
نظرت له بخجل وهى تومأ برأسها ليغادر هو بعدما رمق حسن المتجمد فى موضعه بحدة وغضب ، سارعت ريماس بالمغادرة لتمسكها مايا قائلة وهى تنظر لوالدها قائلة بإستفزاز:
وشك حلو عليا يا بابتى..جيت وجيبت معاك البشرى ..!!
ابتسمت بحرقة وهى تسير بريماس المنصاعة لها بإرادتها بينما جلس حسن وهو يتأفف بإنفعال قائلا:
مهو انتى هتيجى بمزاجك يا بنت صبرين وافقتى أم أبيتى ...!!!!!!
**********************
فى قصر حسان..
تلك الباكية المفجوعة على تذكرها لمشهد اختطاف ابنتها ، تلطم خدها صائحة بصراخ:
بنتى يا حسان..بنتى اتخطفت أدام عينيا ومعملنلهاش حاجة..رجعلى بنتى.
وقف سائلا بإنفعال:
مين ده أنا ماليش أعداء خالص ؟!
كان هو جالسا على الأريكة وهى تتجسد أمام عينيه ، ركضها ، خطواتها الرشيقة ، إلى الآن لا زال لا يصدق ما قالته ، كيف تركته هكذا ، كيف سولت لها نفسها بأن السعادة بالمال الذى حرمت منه ، مهلا قد بدأ يصدق ، هز رأسه بعنف لينتبه لتلك التى تبكى وحنين تحاول تهدأتها ، بينما دخل هو ناظرا فى وجوههم جميعا ليقترب منه حسان صارخا فى وجهه بغضب:
انت كنت فين يا أستاذ !
قابله بوجه صلب الملامح ، ثلج المشاعر متمتما:
كنت فى مشوار مهم..انتوا فيه ايه !!
وهنا هدر حسان قائلا بقلق قد بدأ يظهر الآن وهو يريد من يطمأنه هو الآخر على صغيرته:
أختك..راندا اتخطفت.
صرخ بإستنكار شديد قائلا بعدم تصديق:
انت بتقول ايه !! اتخطفت ازاى..والحرس اللى بره دول كانوا فين ..!!!!
جلس بهمدان بعدما شعر بذلك الثقل الذى يطبق على كاهنه قائلا بصعوبة:
دخل من ورا الحديقة..محدش شافه ولا أخد باله منه..ولغاية لما الحرس جم من الناحية التانية كان...
وضع يده على رأسه بتعب ، فرك رامى شعره المشعث بحركات غير محسوبة ، نظر لوالدته التى احمرت عينيها من البكاء وأباه الذى أعياه الحزن ليخرج بسرعة من المكان متوجها بسيارته إلى من يعرفه ، ليس غيره محل للشك ..!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now