الفصل السابع عشر ❤

5.1K 72 8
                                    

طولت الحلقه النهارده أهو ياريت بقا تفااااعل حلو وفوت وكومنت 😉😘😍

لا تنظر إلى الأوراق التي تغيّر لونها وبهتت حروفها ، وتاهت سطورها بين الألم والوحشة ، سوف تكتشف أنّ هذه السطور ليست أجمل ما كتبت ، وأن هذه الأوراق ليست آخر ما سطّرت ، ويجب أن تفرّق بين من وضع سطورك في عينيه ، ومن ألقى بها للرياح ، لم تكن هذه السطور مجرّد كلام جميل عابر ، ولكنّها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً ، ونبض انسان حملها حلماً واكتوى بنارها ألماً ...!!!!
******************
انتفضت من على سريرها وهى تتوجه إلى الخارج ، اقشعر بدنها وأخذت قدمها تهتز بذعر وهى تسمع صوت إطلاق النار بصورة سريعة ، دب الرعب فى أوصالها ، تخاف أن تنزل لكن لا بد من معرفه ما يحدث بالأسفل ، تشجعت بمقدار لا بأس به وهى تنزل بحرص على الدرج وأخذت تنظر للأسفل لتجد الخادمة تضع يدها على فاهها برهبة وأيضا من يحمل ذلك السلاح على منكبه وبصوت جهور وخشن تمتم هادرا بغضب:
ونجيت منها يا فارس برده...بس الحق لازم يرجع لصحابه ولا انت رأيك ايه !!
حاول مالك التحدث وهو يتقدم بغضب قائلا بسخط:
حق ايه ؟! .. محدش ليه حقوق عندنا.
نحاه فارس للخلف قائلا بنبرة ذات مغزى:
ملكش دعوة بالموضوع ده يا مالك..أنا هحل الموضوع.
نظر مالك للرجل نظرة قاتمو مميتة وهو يتنحى بجانب والده بالفعل ، دخل فارس إلى غرفته الخاصة وذلك الرجل يسير وراءه بكل شموخ ، 
سؤال واحد دار فى عقلها فى هذه الآنة وهو
" من هؤلاء ؟..مع من جاء قدرها هذه المرة؟! "
أفاقت على صوت مالك الواقف أمامها آمرا بوجه جامد الملامح:
اطلعى فوق يا رغد.
نظرت له بتساؤل ليهز رأسه برفض قائلا بنبرة حازمة هذه المرة:
رغد..اللى بيحصل ده ملكيش دعوة بيه..إنتى فاهمة !
ضبت معينها بقهر وهى تصعد للأعلى بسرعة ، شعور بالمذلة يجتاحها وهى تشعر الآن أنها باتت عبء ، لا يصح مكوثها معهما فى هذا المنزل الواسع الفخم ولكنها مجبرة لا مخيرة ، فإما قولها وإقرارها باليتم ، يتم ، يتم ، كلمة تردد صداها فى عقلها وهى تشعر بذلك الخنجر الذي يقطع أحشائها بلا رحمة ، والعيش فى الشارع على فتات الأطعمة مثلما كانت تشاهد فى التلفاز ، وإما الجلوس معهما ، لتقرر وانتهى وقت الإختيار ..!!!
************************
يقبع هو مستندا برأسه على تلك الأرض المتحجرة ، ممدد وهو لا يقدر على القيام ، يتحسس وجهه بإشمئزاز ، هل ينتابه شعور بالتقزز !!
أغمض عينيه وهو يشعر بطعم الملح الذائب فى فمه نتيجة تلك الدموع التى أخذت تتدحرج على وجهه ، يشعر بملمس تلك الحروق تحت كفه ، بات الآن يحمل عاهة مستديمة   يخشاه المجتمع بل وينبذه كأنه جرو يلوث منازلهم ، الكل يبتعد عنه كأنه يحمل فيروسا معدى ، ينظرون له بتقزز عميق كأنه السبب فى ما حدث له ، باغتته تلك الذكرى التى تعيق عليه سير حياته أو بمعنى أحرى توقفت حياته من بعدها حتى أصبح يعيش على تلك الذكرى المقيتة !
ومضة للخلف..
" لا..لا يا بسام..أرجوك لا.
-وعارك ده..لازم يتمحى.
-إلا بالطريقة ديه..اقتلنى بس مش هاعمل كده.
-غصبا عنك.
دخلت تلك الغرفة وهى تستنجد به وبعد مرور عشر دقائق بالتمام ، هرولت تلك المرأة إلى الخارج وهى تهتف بخوف:
ماتت..ماتت.
سرعان ما خرجت من ذلك المكان الذى شهد وفاة فتاة فى عمر الزهور.
جلس وهو يردد بعدم تصديق:
أنا اللى قتلتك..أنا اللى قتلتك بإيديا ديه.
باااااااك..
دلف إلى الحمام وهو يمسح دموعه ، أخذ ينظر لوجهه المحروق معظمه ، شعور بالرغبة فى الإنتقام بدأ يعتريه وأولها كان انتقامه من نفسه وقد تم ذلك ، والخطوة التاليه قد كتبها بين ثنايا عقله ، ليبدأ منذ اليوم ....!!!!!!!
*******************
انت ازاى ما تقوليش يا أصف !!!!
قالتها وهى تصرخ فيه بعنف وتضربه على صدره بغضب ليمسك يديها قائلا بحزن:
علشان أشوف حالتك ديه ؟!!
توقف الدمع وتحشرج صوتها داخل حلقها وهى تستمع لما يقوله:
أيوه أنا بحبك يا روجينا..مرضتش أقولك لأنى عارف نضال بالنسبه ليكى ايه !! مكنتش عايز أشوفك بالحالة ديه..فاكرة لما كنا صغيرين..كنتى بتتجنبينى وبتروحيله..فاكرة لما قولتيله بحبك..قالهالك بكل بساطة..وأنا كمان بحبك..بس ديه كانت بطابع الأخوة..لما سمعتك بتقوليهاله كنت بحس إنى بموت بالبطيء..كنت بعشق أشوفك فى مكان لوحدك من غيره..
توقف عن الحديث لاهثا وهو يضع يده على موضع فؤاده بألم ، نظرت له بصدمة وهى تضع يدها على فاهها ، لم تستطع تحمل أكثر من ذلك وهى تخرج متوجهة له ، له وليس إلا له !
نظر لموضعها هذا فوجدها تجرى إلى الداخل لنضال ، شعر بذلك الوميض الذى أضيء بداخله ، نار مستعرة بداخله كان يحملها منذ زمن وبقدومها إلى هنا وعينيها مليئة بالخوف و..الحب.
لم يستطع التحكم فى مشاعره ليفيض بها بإفصاح ، خرج من المشفى بأجمعها وهو يذهب لسيارته ذاهبا لعمله ، محاولا السيطرة الآن على انفعالاته ودقات قلبه المحرمة عليها ....!!!!!!!
بينما هى دخلت غرفته لتجده جالسا على سريره وتلك الخدوش التى تنتشر على جبهته ، شهقة صدرت منها وهى تقترب منه بقلق ،  التقطت كف يده بين أصابع يديها المرتعشة ثم تحدثت من بين بكاءها المتقطع:
فيك ايه يا نضال ؟! ..حبيبى.
بمجرد نطقها تلك الكلمة انتشل يده من يديها قائلا بتساؤل:
انتى مين !!
نظرت له بفاه مفتوح ودموعها ما زالت تنهمر ، ماذا يقول ، بما يتفوه ..!!!
نظرت له وهى تجيب بتلعثم:
أنا..روجينا يا نضال.
نظر لها ببطء متمهل قائلا بوجه جامد:
روجينا !
وعندما تخللت حروف اسمها من بين شفتيه أجهشت فى بكاء مرير وهى تلقى نفسها فى حضنه ، شعور بالسكينة اجتاحه لا يدرى لماذا لكنه لم يشعر بنفسه إلا وهو يضع يده على رأسها ممسدا عليها ، فزادت هى من بكاؤها محتضنة إياه بشدة ، تشم رائحته ، تستنشق نبضات قلبه التى بالمثابه لها أصبحت الهواء الذى تتنفسه ، هى لا تستطيع العيش بدونه ، ضعيفة فى بعده عنها   تستمد القوة الواهية ولو بالقليل منه حتى تقدر على العيش   هو من يشكل شخصها وهى من تركت له حرية الإختيار حتى ولو لم يعلم ذلك ...!!!!!
***********************
فى تركيا وبالأخص اسطنبول..
يتحدث هو فى هاتفه قائلا بمرح:
وانتى كمان يا ست الكل..هو أنا أقدر على بعدكم أكتر من كده..
ومن الجهة الأخرى سائلة بعدم رضا:
وهترجع امتى يا خالد !!
مط شفتيه بإستمتاع قائلا بخبث:
فى حاجة لازم أعملها وهرجع عالطول.
أغلق الهاتف وهو يقلبه بين يديه بتفكير ، وقف فى شرفته ناظرا إلى شرفة منزلها ليجدها تمسك إحدى الكتب ومنغمسة فى القراءة بتفنن ، خطر على باله فكرة مجنونة فسرعان ما دلف للداخل وهو يبتسم بشغب.
" لاااااا "
صرخة انطلقت منها وهى تسمع صوت المفرقعات ، أصبح قلبها يرتجف بصدمة ، نظرت إلى المصدر لتجده واقفا وهو يضحك حتى دمعت عيناه لتسبه بغيظ هاتفة:
غبى..متخلف..مجنون.
ذهبت إلى الداخل وهى تضع ذلك الشال على منكبها ومن ثم خرجت من منزلها متوجهة له بخطى سريعة وهى تجذ على أسنانها ، بعد ثوان فتح الباب وهو يجيد تصنع ذلك الوجه البارد الملامح ، استند بيده على الحائط سائلا بلا مبالاة مزيفة:
فى حاجة يا آنسه ؟!
لوحت بيدها فى الهواء وهى تعنفه لكنه لم يسمع أى شيء   تاه فى حركات يدها التى تظهر له بحركات بهلوانية وشعرها المتطاير حول وجهها الأحمر من كثرة الغضب ، تنهد وهو مازال يتمعن فيها ، لاحظته هى لتوقف حديثها قائلة بحنق لينتبه لها :
انت يا أستاذ هو أنا بكلم نفسي ؟!
ابتسم لها مظهرا أسنانه ناصعة البياض ومن ثم باغتها بإغلاق الباب فى وجهها ، جحظت عيناها بشهقة صدرت منها لتضرب بقدمها الباب بعصبية ومن ثم توجهت إلى منزلها مرة أخرى وهى تصرخ بغضب متذكرة ما فعله منذ دقائق ، رد لها الصاع بصاعين ، باشر فى حرب خاسرة ، لأنها بالفعل لن تجوبها ، يكفى ما هى فيه ، وما عليها إلا تجنبه ولا شيء إلا ذلك ....!!!!
*********************
فى إحدى الأماكن العامة .....
تجلس ريماس وأمامها مهند ، باشر الحديث قائلا بتساؤل:
هل ده الوقت المناسب؟!
مطت شفتيها قائلة بتفكير:
لسه شوية.
قال بضيق بالغ متسائلا بنبرة منزعجة بجلاء:
ولحد امتى ؟!!
ابتسمت له مجيبة:
هى فى طريقها للتحسن..اصبر كمان شويتين علشان تلاقى اجابة منها.
عاد بظهره إلى الوراء قائلا وهو يلوى فمه بتهكم مستديم:
وأدينى صابر.
أطلقت ضحكة مرحة وهى تقول
بإستفزاز:
وحد قالك تقع على ملا وشك !!
*******************
فى المساء..
تريد أن تطلب ، لكن بأى صلة ؟ ، نظر فارس لها نظرة مطولة وهو يشعر بأنها تريد أن تجيش عما فى صدرها لكنها ببساطة تخجل ...!!!
ابتسم وهو يقول لها بحنان:
رغد..ينفع تعتبرينى باباكى.
نظرت له بتعجب لترى أن مالك ينظر لها هو الآخر وكأنهما أو بالفعل هما فى إنتظار الإجابة   أغمضت عينيها ومن ثم فتحتهما بسرعة قائلة بابتسامة مصطنعة:
أنا موافقة..بس..
تهللت أساريره وهو يعلم أن بقولها هذا أدخلت على قلبه السرور ، كان يريد فتاة تملؤ عليه حياته ، تنيرها وتنشر السعادة بين طيات قلبه لكن لم يرد الله ذلك ، فرضى هو بقضاءه ولكن أصبح يشعر منذ فعلتها تلك بأن الله بعثها له حتى تعوضه شعوره الذى توفى منذ زمن ..!!!
قال بتشدق:
بس ايه يا رغد ؟ .. ياريت متتكسفيش منى.
بلعت ريقها بإزدراء ومن ثم أردفت:
أنا عايزة أزور ماما وبابا.
تكورت ملامح مالك قائلا:
أنا ممكن أوديكى..معنديش أى مانع.
ابتسمت له بخجل لتقوم متوجهة إلى غرقتها الجديدة وهى تلتقط إحدى البناطيل البنية اللون يعلوه بلوزة بيضاء بأكمام تصل لساعديها ، نظرت لنفسها فى المرأة ، أصبح وجهها شاحب ، انطفأت لمعة البريق التى كانت تزين محياها فزفرت بحرارة بعدما خرجت من الغرفة متوجهة إلى الأسفل ، قال فارس بابتسامة حنونة:
مالك فى العربيه بره منتظرك.
أومأت برأسها وهى تترجل إلى الخارج ، رأته ينظر للأمام فى انتظارها ، توجهت له بخطى بطيئة ومن ثم ركبت بجانبه ، أضاء نظام الأمان ومن ثم تحرك بسيارته ، بينما هي ظلت ناظرة للخارج من الشباك المصطحب لكرسيها ، لا تعلم نظراته تلك التى يختلسها منها ، أثار انتباهها قائلا بتساؤل:
انتى كنتى عايشة فين !!
نظرت له بحيرة ولكن وصل له التعبير الآخر وهو الضيق ، أغلق فمه لكنها ثتير فضوله الذى يريد إشباعه بأى طريقة كانت ، فلم يجد ذلك الحديث إلا أنه الذى سيجعلها تتحدث ليستطرد:
اللى كان عندنا ده ما بينا وبينه تار قديم.
بالفعل جذب عقلها له ليكمل مردفا:
والحريق ده كان هما السبب..كذا مرة أقول لبابا إنى أخد موقف معاهم لكن بيوقفنى فى آخر لحظة حتى وهو شايف الموت بعينه.
وأخيييرا تحدثت قائلة:
أنا كنت عايشة..فى ميتم..بس هربت.
نظر لها بتفاجأ ثم للأمام لينتبه للطريق قائلا بتساؤل:
ليه..!!
إجابه ، حاولت البحث عن إجابه مقنعة لكنها فضلت الصمت وبالفعل ساد الصمت لينظر للأمام وهو يتنفس بعمق ، وصلا إلى حيث أوضحت هى فنزلت من السياره بسرعة قائلة بلهفة:
معلش ممكن تسيبنى أروح لوحدى.
اومأ برأسه وهو يترك لها المساحة التى تريدها ، ذهبت بسرعة للشارع الخلفى وهى تنظر خلفها ، غلفت وجهها بالوشاح الذى اصطحبته معها ثم وقفت فى إحدى الجوانب لتلتقط إحدى الحصى الصغيرة من على الأرض وتقذف بها لتلك النافذة الخشبية ، بعدها جرت بسرعة لمكان مخفى عن الأنظار ، منت ، منت نفسها بأن تخرج وترى وجهها الذى اشتاقت له ، وبالفعل وقعت الأمنية ، فتحت النافذة بغضب لتنظر حول المنزل فلم تجد شيء ، دخلت مرة أخرى لتسمع صوت والدها يقول
بتساؤل:
مين اللى عمل كده !!
آه ، وآه من كلمه آه ، أقل ما شعرت به الآن بأنها تموت ، حرفيا تموت ، أخذت نفس عميق وهى تمسح دموعها متوجهة مرة أخرى إليه ، الدمع أخذ يتقطر بدون توقف ، ذهبت إليه ليهلع من منظرها ، اقترب منها متسائلا بقلق لتكتفى بأن تضع يدها أمامه بمعنى ليس الآن ، احترم رغبتها وهى تركب السيارة مرة أخرى ، نفس الوضعية اتخذتها ولكنها صاحبها الدمع ، فلم تعرف أن الشوق وصل بها إلى هذا الحد....!!!!!!
*********************
فى منزل مايا..
قالت الخادمة بإستغراب:
فى واحد يا آنسة مايا عايزك تحت.
أومأت برأسها وهى تتوجه إلى الأسفل ، وقف هذا المجهول هاتفا بلهفة مصطنعة:
مايا..حبيبتى.
رمقته بحدة لقوله فقال بسرعة:
أنا أبوكى يا مايا....!!!!!
#يتبع
ارائكم من غير تم و..م
#نورهان السيد

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now