الفصل السابع والعشرون❤

3.2K 74 9
                                    

الفصل السابع والعشرون..
يصحبني الشوق ويسلمني بيده إلى الحنين ، ثم يوصلني الحنين إلى باب الذكريات ، يطرق الباب ويجري ليختبئ ويراقبني وأنا أقلّب الصفحات التي رتبتها ، بعد أن أنتهي أغضب وأنثرها في كل مكان ، وأخيراً أعود لأرتبها كما كانت وأغلق الباب خلفي ، هكذا يفعل الشوق والغياب حين يحتاج أن ينفض الغبار عن مقتنياته الخاصة ونحن وذكرياتنا من مقتنياته الخاصة.
******************
" رغد ..!!! "
احتقنت عيناها بسرعة وهى تحدق بمقلتى عيناه ، هذا حلم ، لا يمكن ! ، كانت تقول هذا فى نفسها وبمجرد تذكر ما حدث لها من رامى شعرت بالغثيان الشديد ، ولكنها تماسكت بقوة جبارة ، ارتعشت يداها الموضوعة على صدره بحركة لا إرادية لتبتلع ريقها بإزدراء بعدما شعرت بإقتراب فقدانها الوعى ، بينما هو فى حالة من عدم التصديق ، يقسم أن قلبه يكاد أن تتوقف نبضاته مكان موضع يدها من كثرة سماع طنين النبض بأذنه وعقله ، هى الآن أمامه وفى أبهى صورة ، بل ويتناسب فستانها مع زخاخ دخان عيناها ، لا يعلم ماذا يفعل الآن غير أنه يحدق بها بإشتياق عارم ، اشتدت قبضته حول خصرها لتئن تلقائيا وتخرجه من حلم اليقظة هذا ، ابتعد عنها ولا يزال يحدق بها ، ولكنه اقترب من الرخام والتقط كوب الماء الذى كانت ستستقيه وقذفه دفعة واحدة إلى حلقه حتى يروى ظمأه ، وكانت هى واقفة مثل الصنم أمامه ليقطع أخيرا هذا الجو المتوتر بينهما قائلا بتساؤل حاد وهو يفرغ كتلة الغضب المتجمعة بداخله بعدم استشعار ذلك:
انتى بتعملى ايه هنا ؟! ردى يا رغد..متوقفش مبلمة كده..يعنى..يعنى فعلا انتى هربتى من البيت..ليه عملتى فيا كده..ليه !!
قال الأخيرة وهو يهز يدها بعنف لتسقط دموعها بشدة وهو يرى عينيها تصرخ ألما ، بينما جسدها يرتعش أمامه ، لم تجيبه ليترك يدها وهو يزفر بحرارة بعدما شعر بالحنين يغلبه وهو يجثم على صدره ، أطلقت هى لقدمها العنان مستغلية إغلاقه لعيناه فصرخ بإسمها وهو يراها تجرى أمامه ، انتبه مالك وفارس لما يحدث بل وجميع الموجودين ، جرى وراءها حتى أمسكها مرة أخرى وهو يتنفس بسرعة ، ليجف حلقه ، وتأخذ هى أنفاسها الهاربة منها ليسألها بنبرة مهزوزة متقطعة الأنفس:
أرجوكى جاوبينى..الكلام ده صح..انتى فعلا هربتى واتجوزتى حد..انتى ليه ساكتة !!
توقفت دموعها بعدما تلقت ما يقوله بصدر يضيق حتى يقسم على توقف نفسها فى هذا الوقت ، تدور الكلمات فى رأسها ، هربت وتزوجت ، علمت فى هذه الآنة أن هذه لعبة من رامى حتى يمحيها من حياتهم بلا رحمة ، هى لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك ، حقا لا تستطيع فقد خبأت بداخلها ما لا يتحمله أحد فى سنها هذا ، أسعفها قدوم مالك وهو يقترب منها ويترائى منظرها هذا أمامه ليقول بقلق متسائلا:
فى ايه يا رغد..ليه بتعيطى ؟!!
وأخيرا انتبه لذلك الطرف الثالث ليذهب له وهو يصرخ فى وجهه هادرا بإنفعال مطلقا شظايا الخوف عليه بلا تفكير:
عملت فيها ايه يا لؤى..هى ليه منهارة كده ؟!!
قاطعهم صوت ارتطام جسدها بالأرض الصلبة فصرخ بإسمها هما الإثنين فى وقت واحد ، اقترب الأسرع منها جاسيا على ركبتيه أمامها ليتصنم الآخر وهو ينظر إلى مالك بصدمة ، وهو يراه يحاول إفاقتها بخطوات مدروسة ، حتى بنى بداخله الشك أن هذا يشاركه حبها ، أيعقل أن هذا هو الذى فرت من عائلتها لأجله ...!!!!!!!!
*********************
تجلس بجانبه ترمقه بشرود غريب ، لم تتفرز ملامحه قبل الآن ، ذقن مشذبة ، أنف دقيق مستقيم وشعره الأسمر الناعم ، وعيناه المغلقة التى يظللها رموشه الكثيفة وبشرته السمراء بعض الشئ ، إنه بالفعل جذاب ! ، قامت فجأة وهى تحتضن نفسها بشالها من كثرة البرد الليلة أو بالأحرى البرد القارس الذى أصابها بداخل قلبها حتى شعرت به يجمدها !! ، تذكرت فجأة نضال وبغير إدراك نزلت دموعها بأرق ومعاناة ، أيعقل هذا بعدما ذهبت شذى وتركت لها الساحو تأتى أخرى وتكتسح تفكيره وأين هى من كل هذا !! ، أفاقت على صوت تأوه وأنين صدر منه فاقتربت منه بقلق حقيقى وهى تسأله ما الذى يوجعه ، وفجأة صمت مما جعلها تحدجه بعدم فهم ليباغتها وهو يمسح دموعها بطرف إصبعه ، جفلت فقط لمجرد لمسته السطحية تلك ، فسأل بحب وهو يخفى ألمه بداخله فهذه اللحظات لن تعوض بتاتا:
بتعيطى ليه ؟!!
اعتدلت فى وقفتها ونظرت له مطولا ومن ثم جلست على الكرسى لتتجنب سؤاله بآخر قائلة:
انت كويس دلوقتى !!
فارقته الابتسامة حتى وضحت لها رؤيتها متمتما:
أيوه طبعا...كفاية إنك معايا.
نظرت للجهة الأخرى قائلة بخفوت:
نضال..وفرحة جم ليك وانت كنت نايم.
شعر بالغصة التى ألهبت حلقها فهى نفسها التى أشعلت النيران فى جوفه بمجرد نطق حروف اسمه على طرف لسانها ، حاولت الإبتسام وهى تقوم قائلة:
أنا هروح أشوف الدكتور يديك مسكن..لأنك مش هتقدر تستحمل أكتر من كده.
بالفعل كانت علامات الألم بادية على وجهه بوضوح لكنه كان يخفيه بداخله ليقول لها بإصرار وتهكم:
بس مش قد اللى أنا استحملته لغاية دلوقتى يا روجينا !
تصنمت فى مكانها وعيناها تحوم فى الفراغ أمامها ، تفهم مقصده ، لكن هى محطمة ، لا تقدر على المجازفة ، أبدا ، لتقول بألم وهى تغمض عيناها:
ويمكن لسه هنستحمل كتير من اللى جاى !
وسرعان ما خرجت ليضرب هو بيده السرير وهو يفرغ غضبه المتصاعد بداخله ،أغلق عيناه بإهتياج وهو يشعر بأن جسده يتفتت من كثرة الألم وقلبه يتفنن فى رسم طرق مليئة بالأشواك ، إما عليه مواجهتها وإلا الوقوف ورؤيتها تتعاظم أمامه بكثرة مثل الجراثيم ، أغمض عيناه وهو يتنهد بحرقة بصوت خفيض:
يارب..لأما تبقى نصيبى يا انزع حبها من قلبى...يارب...!!!!
**************************
اكتسحه شعور بالصدمة فثلجت يداه بسرعة لم يعلمها هو ، يريد الحراك لكن كأن إنذار ما ينبئه أن يصبر. ، أكل الطريق لها وهو يبعد يد الآخر عنها لينظر له مالك بغضب متمتما:
أنا دكتور يا أستاذ لؤى.
نظر له ولم يتحدث ليكمل مالك ما يفعله ، حتى سمع أنينها لتنفرج ابتسامة راحة ملأ فاهه ، ابتعد عنها قليلا بعدما شعر بتلك الرهبة التى صادفها فى عيناها ، أغمض جفونه بألم ومن ثم فتحها ليراها اعتدلت وفجأة وقفت بسرعة غير متوقعة لترى فارس قادم إليهم هو ومهند ، جرت إلى فارس ووقفت خلفه ، تلجأ الأمان منه ، رمقها لؤى بدهشة هو ومهند الذى لا يفقه شئ مما يحدث ، هتف لؤى برجاء:
رغد..تعالى بس..مش هعملك حاجة.
اختفت خلف ظهر فارس وهو قلق عليها ليقترب مالك من فارس قائلا لرغد بحذر:
تعالى معايا هوديكى أوضتك.
رمقت لؤى بنظرة أخيرة قبل أن تذهب معه وهى بالفعل تريد الهرب ، هذا هو الحل الذى اختارته ، فهى ليس لها القدرة على المواجهة ، فمن الصقيع والثلج تشعل النيران ، ومن الحديد تصنع السيوف ذات الأسنة المدببة ، ومن النار تستعر الألسنة ولكن أين هى من هذا !! ، أصبحت مجرد جسد دون روح ، فهل سيكون هناك أمل فى القادم أم سيدفن مثل اخوته ! ، ذهب بها مالك إلى غرفتها المستأجرة فى الفندق القريب من القاعة وبالقرب من باب الغرفة استوقفها قائلا بتساؤل لحوح:
هو يعرفك منين يا رغد ؟!
نظرت له بقهر ولم تجيبه ليأخذ نفس عميق قبل أن يفتح لها باب غرفتها قائلا بصمود وبملامح جامدة بعض الشئ:
هسيبك ترتاحى دلوقتى..وبعدين هنفهم كل حاجة ماشى.
نظرت له بابتسامة مرتبكة ليربت على رأسها قائلا بابتسامة جذابة:
متخبيش عنى حاجة لما تحكى..ماشى يا رغد.
أومأت برأسها وهى تنظر لموقع قدمها ، دخلت الغرفة ليغلق الباب وبمجرد الاختلاء بنفسها عادت لها الذكرى السيئة وأجهشت فى بكاء مرير وهى متكورة على سريرها ، بعد قليل قامت وأخذت شور سريع حتى تريح عضلاتها المنقبضة ، خرجت من الحمام لتجلس على الكرسى وتمشط شعرها لضفيرة ومن ثم ذهبت لسريرها وجلست عليه تنظر أمامها بخوف ورهبة من القادم ، هل ستستطيع إخبارهم الحقيقة ؟ ، هى نفسها لا تعلم هذا فكيف الآخرون يقتنعون بذلك ...!!!!!!
بينما على الصعيد الآخر ..
يجلس أمامهم يرمقهم بغضب غير مبرر ومهند بجانبه ، باشر فارس حديثه بتساؤل:
انت تعرفها منين ؟!!
أغمض عيناه وهو يتذكر متى عرفها أول مرة ليبتسم لا إراديا وهو يردد بتلقائية:
من زمان أووى..من وهى عندها 11 سنة.
جحظت عيناه وهو يهتف بدهشة:
انت تقربلها ايه ؟!! أنا مبقتش فاهم
حاجة.
نظر له لؤى قائلا بصراحة:
ولا أنا..وهى اللى لازم تفهمنا..
ومن ثم نظر لمهند الذى بجانبه قائلا بهدوء:
روح انت يا مهند..وليك أجازه اسبوع وألف مبروك.
ابتسم مهند بسعادة قائلا:
الله يبارك فيك..بس..
تحدث بدون النظر إليه:
مفيش بس..ده سوء تفاهم وهيوضح وهرجع أنا كمان.
أومأ برأسه وهو يقوم بعدما ودع الجالسين متوجها لمنزله وهو يحلم بغد ، فهو سيكون حفل زفافه هو ومايا ، الحفل الذى ينتظره منذ زمن وهاهو الحلم سوف يتحقق ..!!!!
***********************
بينما فى المشفى..
كانت جالسة على أرضية الحديقة تتذكر بعض مقتطفات حياتها ...
" أنا بحبك أووى يا فرحة...اوعى تفكرى فى يوم إنك تسيبينى "
" فررررررحة !!! "  
أفاقت على صوت الذى جلس بجانبها قائلا بابتسامة:
ممكن أسألك سؤال !
نظرت للأعلى وهى تهز رأسها إدلاء على الموافقة ، باشر حديثه قائلا بتساؤل متمعن:
انتى حكايتك ايه..حاسس إن وراكى حكاية كبيرة..وأنا عرفت إنك قولتى ماليش حد..أومال يبقى مين ده اللى جابك وليه قابلتيه فى السر ؟!!
نظرت له بقتامة بعدما أظلمت عيناها بذكر هذا الوحش الذى يسمى أباها ، شعرت بنغزة ألمتها فى قلبها لتقول بنبرة مختنقة:
فعلا ده أبويا وكان بيجبلى الفلوس اللى بتعالج بيها..وأمى متوفية.
أطال النظر إليها وهو يستشعر صفعات الألم التى هاجمت معالم وجهها ليرى منها دمعة قد انحدرت على طريق وجنتها الوعر ليقترب بإصبعه منها ماسحا إياها ، حدجته بصدمه وهى تبتعد عنه بإرتباك فسحب يده وهو يكبلها مع الأخرى قائلا بإستغراب:
الفترة اللى فاتت ديه حسيت إن روجينا وآصف من عيلتى..وهما حبوكى أووى زى كده.
كان وقع الكلمة عليها محطما جعلها تنتفض من مكانها ليقف هو الآخر مواجها لها بالحقيقة التى كان يخفيها منذ مجيئها ووقوع عينيه عليها لتأسره بغموضها وجمالها وطبيعتها الهادئة ، فأردف بقوة:
أنا فعلا بحبك يا فرحة..مش هقدر أخفيها أكتر من كده.
وضعت يدها على أذنها والأصوات تشوش عقلها بلا رحمة
" بحبك "
" متسبينيش .. كل المشاكل هتتحل صدقينى "  " انتى هتعملى اللى هقول عليه انتى فاهمة ..
وإلا وداعا لحبيب القلب "
وكان هذا كافيا ليجعلها تصرخ بآهات شقت محجر حلقها ، اقترب منها محاولا تهدئتها بصدمة ، لكنها لا تهدأ ، أخذت بالصراخ الذى كانت تخفيه بداخلها فلم تقدر على تحمله أكثر من ذلك ، وسرعان ما أتى الطبيب الخاص بها ليقترب من نضال قائلا بتساؤل:
فى ايه ؟!! ايه اللى بيحصل !!
نظر لفرحة مقتربا منها وهو يحقنها بمهدئ بعدما أتت به الممرضة لينساب توازن جسدها الواهى ، اقترب منها نضال مسندا إياها وهو يحملها ليتوجه بها إلى غرفتها والطبيب خلفه ، أنامها على سريرها وبداخله ألف سؤال بدون إجابة ، ابتعد عنها ليقف ناظرا لها بشرود وتفكير ، أخرجه منه صوت الطبيب بصوت خفيض مستفهما:
ايه اللى حصل يا نضال علشان تجيلها الحالة ديه ؟!!
" علشان قولتلها بحبك "
قالها وهو يتمعن فى النظر إليها بعدم استيعاب ما جرى ، ابتسم الطبيب بخفة ومن ثم قال بتأنى:
بس يظهر فى حاجة تانية ؟!!
قال نضال بحزن بعدما تجعدت ملامح وجهه:
يظهر إن فى سبب كبير أووى وراها..ولما حاولت أخليها تتكلم للأسف ذلة لسان منى وقولتلها إنى بحبها !!
ضحك الطبيب قائلا بعدما ربت على كتفه:
وده يبين إنك من فئة اللى فى قلبه على لسانه..يلا يلا روح ارتاح وهتبقى كويسة الصبح إن شاء الله.
ألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يغلق الباب خلفه متوجها لغرفته ، فلم يهاجمه سلطان النوم بعد ، مكث مدة طويلة من الوقت وهو يفكر فى الشئ الذى جعلها بهذه الصورة أمامه !!!!
***********************
فى تركيا بالأحرى فى غرفتها التى تجلس فيها الآن وتشاهد التلفاز ليفاجئها رنين هاتفها ، أجابت بدون النظر إليه لتجحظ عيناها مما قيل الآن:
نسيتينى ولا ايه يا شذى ؟!!
بثوران صرخت فيها وهى لا تشعر إلا بتلك الدماء الساخنة التى تلهب صدرها:
انتى عايزه ايه تانى !
" تؤتؤ كده عيب..أنا بس ملقيتكيش بتتصلى ولا تعرفى حاجة عن نضال قولت أعمل بأصلى وأطمنك عليه "
بمجرد ذكر اسمه جعل قلبها ينبض بعنف معلنا الشوق الذى صرخ بداخلها راجيا منها أن تعلنه لتهتز نبرتها سائلة بتوتر:
انتى ليه بتعملى كده..أرجوكى قوليلى انتى مين ؟!!
" ده ميهمكيش..اللى يهمك تعرفى إن بسببك نضال راقد فى المستشفى..من يوم ما سبتيه وآه بالحق هو نساكى للأبد "
انتى قصدك ايه !
شعرت بتلك الحرقة التى كانت كرد فعل طبيعى فى هذه الآنة لتقول بنبرة مخالفة لتوقعات الأخرى بقولها هذا بكل هدوء يحرق الأعصاب لتقول الأخيرة:
انتى أكيد بتكذبى..انت..انتى..
أغلقت الفتاة الهاتف بعدما حرقت أعصابها المتبقية منها بجهد وفير ، وقفت وهى تشعر بأن روحها تسحب منها فى طريقها للصعود إلى السماء ، وما كان منها إلا أن ضغطت على رقمه تتصل عليه بأيد مرتعشة ، بينما على الجانب الآخر ، نظر إلى هاتفه بإستغراب وهو يرى الإسم المدون " فؤادى "
انتهت الرنة وهو ما يزال ممسكا به بين يديه ناظرا للهاتف بعيون مندهشة ، علا صوت رنينه مرة أخرى  فأجاب بسرعة ليجد من تسأل له بلوعة:
نضال انت كويس !!
ألجمها بصوت هادئ بنبرة غريبة:
انتى مين ..!!
اغرورقت عيناها بالدموع وهى تكذب ما قيل لها ، تومأ بالرفض برأسها لتقول بنبرة مزعزعة ،  منهارة:
نضال أنا شذى انت مش فاكرني ولا
ايه ؟!
تشدق بنبرة قاتمة اهتزت لها خلجاتها ليقول منهيا الحديث:
أنا آسف..أنا معرفش انتى مين ورقمك انتى جه على تليفونى !!
استوقفته برجاء وتوسل قائلة:
فين أصف وروجينا يا نضال ؟! ..ممكن
أكلمهم
تنهد بعدما سحب ما يكفى من الأكسجين الرائق لرئتيه مجيبا بهدوء وهو يستمع للباكية على الهاتف:
مش موجودين..معلش أنا محتاج أنام.
أغلق الهاتف وهو ينظر لإسمها ومن ثم نحاه بسرعة من على هاتفه ، مسح الصور التى كان ينظر لها كل ليلة ، هى معذبته وهو اختار نسيانها ! ، وقف بشرفته قائلا بنبرة سوداوية قاتمو:
أنا هامحيكى من حياتى يا شذى..نضال القديم مات فى الحادثة ديه للأسف.
قالها وهو يضغط على صدره بشدة فى محاولة بائسة ليهدأ قلبه الملتاع بداخله ، لكن متى استطاع تذكرها وهنا يقبع السؤال والحيرة لمعرفة الإجابة ...!!!!!!
*******************
الفصل طويييل النهارده 2048 كلمه بالتمام عايزه بقى أشوف الآراء اللى تخليني انشكح كده😆 وفوت كمان 😊😉
لسه اللى جاى أحلى ده شعارنا من أول الفصل ده 😂😂
#دمتم سالمين
#نورهان السيد

الفراق قدرىWhere stories live. Discover now