ستيفان

3K 115 37
                                    

شحب وجهها حين التفتت لترى اسوأ كوابيسها يتمثل امامها والفارق انها يمكن ان تستيقظ من النوم فينتهي الكابوس اما هو فلن تتخلص منه بسهولة
،عيناه السوداء كسماء ليلة غابت نجومها وقمرها وفم مشدود يدل على صرامة صاحبه وخصلات بيضاء كسيور من فضة نثرت على جانبى رأسه
اكسبته وقارا وجسد شاب بالثلاثين لا رجل قارب على الستين من عمره الا سنون قليلة يحدق بها مستمتعا بنظرة الهلع التى ارتسمت على وجهها فتلك اول مرة تراه منذ فسخها للخطبة
توبيا محاولة جمع شتات نفسها وترك هلعها جانبا : سيد ماركوس
ماركوس ببرود : نعم توبيا لقد جاءت لى فرصة رؤية حياتك التى اخترتها على ابنى فاغتنمتها
توبيا : لقد انتهى هذا الامر منذ مدة سيدى فارجو ان........
لم يدعها تكمل جملتها ليقاطعها بنبرة صارمة
ماركوس : انا لست هنا لتبادل اطراف الحديث مع احدى عاملات المطعم بل لاتناول العشاء لذلك قومى بعملك كى لا احرص على ان يتم طردك قبل نهاية السهرة
لم تحتاج الكثير من التفكير لتعلم انه لن يتوانى عن اهانتها لذلك فضلت تجنب سخطه فهى بغنى عنه
توبيا بعملية شديدة : نعم سيدى فى خدمتك واشارت بيدها لاحدى الطاولات ليتبعها واردفت : من هنا سيدى تفضل  لاوصلك لطاولتك
..............

راه حين دلف للمطعم فهو يعرف من هو ماركوس بنينى ولكن ما اقلقه هو حديثه معها فهو يعلم علاقتها بابنه ومن نظرة الهلع التى ارتسمت على وجهها البريء علم ما تعانيه من رؤيته هنا
شارلوت وقد لاحظت قلق ابنها: ما بك فليب؟
فليب بنبرة قلقة : ماركوس امى انه هنا
شارلوت بتساؤل : ماركوس من ؟!
فليب : ماركوس بنينى
شارلوت بهلع : السادى
بالطبع تعرف من هو فقد سبق وسمعت اسمه كثيرا من زوجها حين كانت مرتبطة به ،فهى ظلت برفقته لسنوات حتى استطاع الفتيان الاعتماد على انفسهم وخلال تلك السنوات تعرفت على عدد كبير من الشخصيات ومن ضمنهم ماركوس ذلك المتوحش الذى كان يتفنن بقتل ضحاياه بطريقة سادية مقززة حتى لاعتى القتلة
فليب : نعم هو
شارلوت مهدئة اياها : ولما القلق بنى فهو من حلفاء والدك
فليب : اعلم ولكنه هنا من اجل توبيا فهى كانت خطيبة ابنه
شارلوت واضعة يدها على فمها من هول الصدمة : ماذا؟! لقد اخبرتنى انها فسخت خطبتها لابن احد الزعماء ولكن ليس ماركوس
فليب : اعلم امى ولكن حظها اوقعها به
شارلوت : ولكنه لم يقدم على فعل شيء سابقا لذلك لا تقلق فمؤكد تحالفه مع والدها اهم من امر الخطبة تلك
فليب : اتمنى ذلك امى

****************

بخطوات ثابتة يتقدم شاب ذو بنية جسدية قوية يرتدى بذلة بلون مماثل للون عيناه الرماديه ،يخلل اصابعه بشعره البنى الناعم مشددا من شفتاه الرفيعة راسما نظرة غاضبه على قسمات وجهه مما زاده وسامة ،يتبعه رجلا وامراءة، ما ان وصل لطاولة التي يجلس عليها ابيها  حتى القى بالتحية عليه
مرحبا ابى
ماركوس بابتسامة وقورة : مرحبا بنى لم تأخرت فقد فاتك الترحيب
ستيفان بتبرم : لا اظن اننا بحاجة لذلك
ماركوس مضيقا عينيه فقد فطن لما يعنيه ابنه : اليس ذلك ما اكتفيت به ان تراها مطرودة من نعيم والدها  ؟!
ستيفان : نعم وقد اكتفيت من ذلك فانا لن التفت لها مرة اخرى
ماركوس بصوت اقرب للفحيح : اذا كنت محقا لم لم تخطب غيرها اذا؟!
ستيفان بلا مبالاة : لاننى لا اهتم فانا لاينقصنى عاهرات بحياتى لاربط نفسى بواحدة مدى الحياة
ماركوس وقد ابهجه رده : انت محق ولكن لا تنسي انك ستحتاج لوريث ولا يجب ان تلده عاهرة ، واردف مغيرا الموضوع :والان لننعم بعذاب ملاكنا قليلا
انهى جملته وهو يشير بيديه لتتقدم توبيا بآلية ملبيه طلبه وكعادته تجاهل وجود كلارا التي من وجهه نظره ليست الا وسيلة تسلية كحيوان أليف والطبع هو لن يحيى حيوان ابنه الاليف
توبيا  : هل حددت طلبك لليلة سيدى ؟!
ماركوس : نعم فلنبدأ بالنبيذ ولكن الن تحيي ضيفى اولا
بالطبع سبقت ورأته وهو يدخل للمطعم فهو من النوع الذى يصعب تجاهل حضوره بوسامته الصارخة وهيبته الطاغية
توبيا  وقد قررت تعميم الترحيب لتنجى نفسها من الحرج
توبيا : مرحبا بكم بمطعمنا اتمنى ان تحظوا بوقتا ممتعا وساحرص على تلبية جميع طلباتكم لليلة
لم تستقر بعينيها على احدا من الرجال الثلاثة الجالسين فبالاضافة لماركوس وستيفان فقد حضر ايضا مايكل الذراع الايمن لماركوس ويا لها من ذراع ايمن تتمنى ان تقطع
بالإضافة لعاهرة خطيبها السابق كلارا والتي كان العهر وصفها لا صفتها بداية من ملابسها التي لاتكاد تخفي شيئا وصولا لطريقة تعاملها المستفزة خاصة حين يتعلق الأمر بالرجال اما النساء فحدث ولا حرج
ستيفان بنبرة ساخرة : يبدو ان الاميرة المنبوذة قررت التكفير عن ذنوبها
توبيا محاولة ضبط نفسها : ليس ذنبا ان  ننبذ ما نكرهه سيد ستيفان
نظرة قاتلة وجهها لها ولم تكن لتحيد ببصرها عنه بل آثرت التحدى للحظة
ماركوس مقاطعا حرب الاعين بينهم : اعتقد انه ليس من اللائق ان تحدقى بعملاء المطعم ايتها النادلة
توبيا : بالطبع سيدى اعتذر
لن تترك له طرف خيط ليجذبها منه لذلك قررت تحمل باقي السهرة دون استفزاز احدهم فهي تعلم انهم يستطيعوا ان ينهوا الهدنة بينهم باى لحظة

العشق المنبوذ ( مكتملة )Where stories live. Discover now