فراغ

1.9K 93 19
                                    

'نعم 'اجابته توبيا بهدوء..... استقامت لتقابله بكبرياء واردفت
'فأنت هدمت كل ما بنيته طيلة شهور لتعود لظلامك، لما فعلت ذلك؟'
'لم أجد جدوى مما فعلناه توبيا، وكما قلتي انني كنت مهمة ولكنها فشلت' اجابتها ببرود أصابها بقلبها لم تعلم بما تخبره لكنها تذكرت اول مرة رأته به حين علمت بنية والده لتزويجه من إحدى فتيات اوديني والطبع كانت شقيقتها هي المرشحة المثالية للأمر
حينها لعبت توبيا الدور الذي كانت تتقنه دائما تقصت عنه ولكن لم يعلم أحدهم ان ابنة اوديني الفاضلة توجهت لناد للتعري!!!
تنكرت حينها بملابس رجالية كي تضمن عدم تعرض أحدهم لها... ترددت على المكان اكثر من مرة لتصل لاي معلومة تخصه، فهو لم يسبق وراه احد من وسطهم برفقة فتاة لدرجة انهم ظنوا انه شاذ ولكن تبددت تلك الفكرة حين أعلن نيته الزواج... ولكون المرشحة هي فيرا كان واجب عليها ان تدحض تلك الفكرة
علمت بتردده على ذلك الملاهي ولكن ما سمعته كان الفيصل بقصتها كلها
حين رأته اول مرة بوسامته القاتلة وهيبته الطاغيه وعيناه الرمادية الغاضبة رغم بروده ملامحه استحوذ عليها وجعل قلبها يقرع كطبول حرب
سمعت همسات الفتيات المرعوبة منه فقد بدأن بالاختفاء من محيطه حتى لايلاحظهن مما اثار حيرتها فالعكس هو ما يجب أن يحدث لذلك تسائلت حينها عن سبب ذلك لتخبرها إحدى الفتيات برعب
'كل الفتيات اللاتي خرجن بصحبته لم يعدن مرة أخرى فهو لا يتركهن أحياء هذا السادي اللعين'
صعقت مما سمعته لكنها كذبت نفسها فربما يبالغون بذلك وربما تكون اشاعة لتزيد رهبته بقلوب من حوله فقررت ترك المكان والبحث عما تريده بمكان اخر
ولكنها كانت على موعد معه.... فقد وصله ان احد الفتيان يتجسس عليه فظن انها احد جواسيس منافسيه فامر باحضارها اليه
كانت ستلقي أشد عذاب لولا انها كشفت نفسها له
اقترب منها وهو يهمس بصوت أقرب للفحيح
' من ارسلك لتتجسس علي؟ '
اجابته متلعثمة'لا... لا أحد'
كانت رده فعله ان هوي بكفه على وجهها مما جعلها تسقط أرضا من شدة ضربته
واردف 'حسنا سنرى' اخرج مسدسه ووجهه لساقها وكان على وشك إطلاق رصاصة موجهة لها
'توقف' صرخت بها حينها بصوت انثوي جعله يصدم
'من انت؟' تساءل بذهول
' انا... انا توبيا اوديني' قالتها بنبرة مهزوزة وهي تزيل شعرها المستعار لينسدل شعرها الغجري على ظهرها ولازالت عقبه لحيتها المزيفة لتظهر ملامحها الرقيقة التي جعلته يتصنم
'توبيا اوديني؟' تساءل باستغراب واردف وهو يمد لها يده ليساعدها على الوقوف
' سأخبرك ولكن على انفراد من فضلك '
امر رجاله بالانصراف وجلس ينتظر توضيحها للأمر
'حسنا، كما تعلم فوالدك أعلن منذ فترة رغبته بوجود نسب له مع والدي، وبالطبع شقيقتي هي المرشحة المثلى، لكنك كما تعلم تحيط بك شائعات كثيرة لذلك قررت أن اتحقق منها بنفسي'
انطلقت ضحكته فجأة ما أن انهت كلامها وتحدث بين قهقهاته
'اذا انت تتابعيني بناد للتعر كرجل، وهل توصلت لما تريدينه؟ '
' نعم، ولم يعجبني ما علمته 'اجابته بهدوء
' وما هو الشئ الذي لم يعجبك؟ 'سألها بتوجس
' اختفاء فتياتك، ما سببه؟ '
' فتياتي؟ ' قالها بسخرية
'اقصد من تخرج برفقتهن' قالتها باحراج
استقام ليقف بجوار البار الموجود بالغرفة الملحقة بالناد وامسك بكأسه وهو يجيبها ببرود
' قتلتهن 'واردف وهو يتفرس بها 'قتلتهن بسبب ممارستي العنيفةمعهن '
صعقت من رده....لا يمكنه ان يكون جادا فهو يخيفها فقط
'اتسخر مني؟' سألته وهي مضيقة عينيها
'لا، بل أخبرك ما أردت معرفته فأنا لا اراوغ عزيزتي'
شهقت حين علمت انه لا يكذب
'ولما تريد الزواج من شقيقتي اذا؟' سألتها بغضب
تجرع كأسه كاملا واجابها
' انا لا اريد ذلك، فوالدي هو من يريد لا انا'
استبد بهاالغضب وقررت ان تنهي تلك المهزلة
'اذا فلترفض تلك الزيجة مادمت غير راغب بها، فوالدك لن يرغمك على ذلك'
'لن افعل' اجابها ببرود
تنهدت وهي تحاول أن تكبت غضبها علها تصل معه لحل
'اسمعني ستيفان، يبدو أنك لست راض عن رغبة ابيك بزواجك لكنك لاتريد ان تعصاه أليس كذلك؟'
امال رأسه وحثها ان تكمل حديثها
' اكملي '
'انت لم تتقرب من إحدى فتيات العائلة من قبل، لذلك اعتقد انك لديك مبدأ فلا تغيره الان ارجوك'
'سبق واخبرتك انني لم أفعل'
استقام ليقف أمامها ولفارق الطول بينهم رفعت رأسها لاتستطيع ان تنظر له
' انا لا اريد تلك الزيجة، ولكن والدي يريدها لتعزيز العلاقة بينه وبين ابيك، لذلك وافقته '
' فيرا لا تستحق ذلك، فهي ستوافق على الزواج دون تردد لإرضاء ابي 'قالتها بحزن ولكنها اردفت' ولكن هناك حلا للأمر، انت لايهمك إتمام الزواج وانا اريد الأفضل لشقيقتي، لذلك ستتم الخطبة ولكن ليست فيرا '
' اذا من؟ '
' انا 'قالتها بجدية جعلته ينفجر ضاحكا
' انت؟ ، اذا انت تريدين ان تكوني زوجة ستيفان بنيني؟ '
' ومن قال انه سيكون هناك زواج؟' قالتها بخبث وهي رافعة إحدى حاجبيها
تجهم وجهه بعدم فهم
' ماذا تعنين؟ '
' ستتم الخطبة بيننا، لعدة أشهر وبعدها ساقوم بفسخها وننتهي 'قالتها بلا مبالاة وهي تهز كتفيها
'وهل سيوافق والدك؟ وان وافق فهل ستنجين من عقاب والدي؟ 'سخر منها
' وافقني انت ولا شأن لك بالباقي' قالتها باصرار
'موافق'
وقد كان واصبحت تحضر جميع الاحتفالات التي تجمعهم بتخطيط بينهم حتى تمت الخطبة
تحملت لوم شقيقتها وحقد فتيات العائلة وكم كانت تسخر من حسدهم لها وهم لا يعلمون ما الذي يحدث
يوم خطبتهم اليوم الذي غير كل شيء.... تقابلت يومها بنينا ابنة عمه والتي اخبرتهابقصة الحب التي كانت بينهم ولكنهم انفصلوا حين سافرت.... لم تكن لتصدقها حتى حدث بتلك الليلة ما أكد كلامها
انتهت الخطبة وقد طلب ماركوس من مارك وعائلته المبيت بمزرعته التي أقيمت بهاحفل الخطبة وقضاء يومين هناك
بعد أن بدلت ملابسها وقفت بشرفة الغرفة لترى ستيفان يترنح بمشيته وهو متجه لملحق منفصل عن الفيلا بوقت متأخر فقررت ان تتبعه لتحدثه بما سيحدث بالايام المقبله
ارتدت مأزرها ولحقته
وجدت البرتو واقفا أمام باب الملحق لمنع وصول أحدهم للداخل لكنها اقتربت وارغمته على فتح الباب بحجة انها خطيبته
'اعتذر سيدتي يجب أن تعودي الان فالسيد منع ان يراه احد الان'
'انا خطيبته، ادخل وأخبره انني اريد مقابلته' قالتها بنفاذ صبر
وصلها الأصوات تكسير وارتطام جسد أحدهم بجدار ربما مما جعلها تجذع
'افتح الباب حالا، فأنا خطيبته ويجب أن أرى ما الذي يحدث'
قالتها بصراخ جعله يرضخ لها حتى لا تثير جلبة وتنبه الآخرين
أسرعت بالدخول لتجد ستيفان بحالة رثه، شعره مبعثر قميصه مفتوح واكمامه ممزقه
'ستيفان' نادته بخوف
لم يلتفت إليها وظل يكسر ماتطاله يداه وهو يصرخ' لما عادت، الن تتركني انسى،'
تذكرت كلام نينا لها، فتأكدت من صلتها بالأمر، فقد عادت صباحا من روما بصحبة عائلتها
اقتربت منه لتقف خلفه وتضع كفيها على منكبيه
'ستيفان اهدأ'
شعر بيدها فاغتاظ من وجود أحدهم... استدار ليجدها أمامه
'ما الذي تفعلينه هنا' سألها بغضب
' ااا.... انا جئت لكي... 'لم تكمل جملتها فقد أحاط عنقها بيده واخذ يضغط عليها
شعرت بالاختناق وانها ستموت باي لحظة
حاولت الافلات منه لكنها عجزت عن ذلك فما كان منها الا ان ضربته بقدمها بين ساقيها
فتركها وانحني للأمام محاولا ان يهدئ الألم قليلا
التقطت أنفاسها وعادت لتقترب من
اجلسته على احد الكراسي ودفنت راسه بصدرها وهي تعتذر منه
'اسفة ولكنني كنت مضطرة لفعل ذلك والا قتلتني'
اقترب منها يستنشق عبيرها الذي هدأ من روعه ووعي على نفسه
'ما الذي تفعلينه هنا؟' "قالها وهويحاول ان يفيق نفسه من سكرته
'ساقني قدري' قالتها بمرح وهي تخلخل اصابعها بخصلاته الناعمة
همهم لها فقد استكان بين يديها كطفل صغير تهدهده والدته
هدوء غلف الجو فجأة جعلت البرتو يهرع خوفا من أن يكون سيده قد قتلها بالفعل ولكنه ذهل حين راهم هي واقفة بجواره وهوجالسا ومريح راسه على صدرها
انسحب وهو مذهول فتلك اول مرة يستطيع أحدهم اخماد غضب ستيفان دون أن يقتل
بعد تأكدها من هدوءه حثته على الوقوف والتوجه للفراش
جعلته يستلقي وهمت بالمغادرة ليمسكها من يدها وطلب منها ان تبقى
استلقت بجواره وهي تتأمل ملامحه حتى غفت هي الأخرى

العشق المنبوذ ( مكتملة )Where stories live. Discover now