اميليا

2K 79 44
                                    

لم تفق من اغماءتها فخاف عليها، اتصل بالطيب الذي طمئنه
'لا داعي للقلق لقد تعرضت لصدمة عصبية وستفيق بعد عدة ساعات ولكن...' توقف الطبيب عن الحديث فحثه على إكمال حديثه
'ولكن ماذا؟'
'توجد آثار عنف على جسدها وخاصة رقبتها، ربما تكون قد تعرضت لمحاولة قتل او اغتصاب مثلا'
اتسعت اعينه بصدمة واخذ يتمتم 'هل اغتصبها هذا الحيوان؟ '
' لذلك يجب أن يتم فحصها، فإن سمحت لي سو... '
قاطعه نافيا
'لا، لا داعي لذلك مادامت بخير'
اومأ له الطبيب وغادر دون إضافة حرفا واحدا فهو يعلم أن هؤلاء القوم لا يحبذون التدخل بحياتهم ابدا
دلف للغرفة بحذر وجلس بجوارها يزيح خصلات شعرها التي تناثرت على وجهها وهو يهمس
' لن اتركك صغيرتي وسأعاقب كل من تجرأ واحزنك فقط'

*************
استيقظت فوجدته ما زال نائما فارتدت ملابسها واحدثت ضجة متعمدة ايقاظه
ابتسمت بمكر حين رأته يفتح عينيه ببطء وينظر حوله محاولا تذكر كيف وصل لفراشه وكم أسعدها ارتباكه هذا
' اخيرا استيقظت 'قالتها بسخرية
'ما الذي حدث بالأمس انا لا أذكر شيئا' تحدث وهو يعاني من تشوش فهو يتذكر حضورهم لمنزله حتى أنه يتذكر قبلاتها الجامحة وخلعها ملابسها ولكنه لايتذكر شيئا بعد ذلك
اجابته بخبث وهي تهم بالمغادرة
'لقد كانت ليلة جامحة عاهري، لكنك لم تتحمل جموحي مطولا، لذلك أيقنت انك لا يوجد ما يميزك عن غيرك '
' ماذا؟ 'اغضبه قولها وهم بالرد عليها لكنها اوقفته بقولها
'لما الغضب، أليس العاهر هو من يستيقظ بالفراش ولا يعلم من اوصله اليه، وليس من يهب لمن يحبه اعز ما يملك' بدأت قولها بسخرية وانهته بنبرة متألمه استشعرها ولكن غضبه غلب عليه
اعتدل وحاول اللحاق بها لكنها كانت قد غادرت بالفعل ولم يستطع الخروج من الشقة فهو ببساطة عار .!!!

*****************.
ابتسامة ارتسمت على وجهها حين استيقظت ووجدت زوجها بجوارها، تذكرت الليلة الماضية وما حدث بها فقد اسمعها زوجها كلمات الحب بجميع اللغات، اتحدا اخيرا كحبيبين فهي لم تكن تريد اكثر من ذلك وهو أيضا كان هذا ما ينقصه الحب
'اعلم انني وسيم' تحدث بصوت اجش من أثر النوم وهو ما زال مغلق عيناه
تخضبت وجنتيها بالاحمر حين أيقنت انه لن يتركها الان دون تذكيرها بما فعلته بالأمس
'اذا زوجتي الجامحة' قالها بنبرة لعوب وهو يتذكر هو الاخر محاولتها الساذجة لاثارته لكنه لم يشعرها بذلك فرغم خبرته الواسعة بالنساء الا ان برائتها ومحاولتها ارضاؤه كان أشد اغراءا من آلاف النساء ذوي الخبرة
'اعشقك' همس باذنها فاقشعر جسدها من صوته وارتمت بحضنه وهي تهمس
' وانا اهيم بك زوجي'
كلمة ارضتها ربما يكون سهلا علي البعض نطقها للوصول لغايته إنما لرجل لا يتفوه بكلمه الا ويقصدها فاعجاز ان يقر بحبه لها، علم انها تستحقها فقالها وعلمت انه صادق فانتظرت وها هي تجني ثمار انتظارها

***************
آفاق من اغماؤه وهو لا يتذكر ما حدث بالأمس لكنه كالعادة لم يلق بالا للأمر، اتجه للحمام ليفيق نفسه جيدا ويرتدي قناع البرود الخاص به كي يواجه العالم

العشق المنبوذ ( مكتملة )Where stories live. Discover now