اماريتا - الحلقة السادسة

22.3K 1.1K 36
                                    

اشرقت شمس اليوم الخامس وكانت سفينة السجناء لا تزال تشق بحر مينجا وزادت أسيل تعباً بعدما أصابها دوار لم تشعر بمثله من قبل كانت تسمع عن دوار البحر لكنها لم تدرك أن يكون بهذهِ الشدة و بكت أمتعاضا بعدما تقيأ عليها أكثر من سجين وأغرق شعرها ووجهها ومعطفها بقيئهم ورائحته العَفنة هي وقمر التي أستسلمت للنوم دون أن تعبأ بتلك الرائحة أو رائحة البول المنتشر بالعربة ثمَ أيقظتها أسيل حين ظهرت هضاب ريكاتا في الأفق..

كانت هضاب ريكاتا الحصن الشمالي الحقيقي لِأماريتا غابة من هضاب كثيرة إنتصبت عمودية وسط بحر مينجا لتصبح بينها ممرات مائية متشعبة ومتداخلة عرفت بمتاهة ريكاتا بينها ممر وحيد آمِن يتبدل مع الطقس لا يعرفه إلا قادة أماريتا وبحارُوها مَن يضلهُ مصيره الغرق لا محالة حيثُ دوامات مينجا العنيفة التي تظهر وجهها الغاضب كما هو الحال خارج تلك الهضاب، أما سفن التجارة الغير أماريتية فكانت ترسو بمرفأ أنشئ عند الهضبة الأولى وتبادل تجارتها مع سفن أماريتية تجوب تلك المتاهة من و إلى أماريتا.

دَلفت السفينة نحو الهِضاب وقَلت سرعة أبحارها بعدما نُكسَ شِراعها الرئيسي وأسقطت مجاديفها إلى الماء وعبرت أولى هِضابها لتنحرف شرقاً وتعبر عددا من الهِضاب والمَمرات المائيه الضيقة المتقاطعة ثم دارت ببطء حول هضبة كانت أقل طولاً من مَثيلاتها لتنحرف وتتخذ ممراً مُتعرجاً بين هضاب أخرى في اتجاه الجنوب الغربي ثمَ عبرت غيرهم و انحرفت في اتجاه الجنوب الشرقي وكانت أسيل تتشبث بمن حولها وبأخشاب العربة التي أهتزت مع انحرافات السفينة ومعها قمر التي تكَوَمَت وألتصقت بها ونظرت بطرف عينها في خوف إلى الهِضاب الشاهقة المتناثرة وسط الماء، ثمَ أقترب منهما بَحار عجوز اعتلى العربة بوعائه ليسقي سجناءها وحين رأى خوفهما انحنى وهمس إليهما:

- لا تخافاَ إنها متاهة ريكاتا..

فقالت قمر:

- أشعر أننا ندور في الدائرة ذاتها.. ماذا لو لم نستطيع عبور المتاهة؟

فضحك العجوز وقال:

- إنَ بحاري أماريتا يعلمون طريقهم إلى بلدهم .. وتابع :

سَتعلَمان لاحقاً إنَ هذا المَمر أسرار قوة بلادنا .. وأردف:

- لا احد يعرف هذا المَمر جيداً غير قادتها وبحاروها ..حتى هؤلاء الجنود على السفينة أن تركتهم هنا لن يستطيعوا إكمال طريقهم..

فقاطعته أسيل:

- ربما لأنهم أغبياء..

ونظرت إلى سجناء العربات الأخرى المحدقين بأعلى الهِضاب وأكملت:

- كان عليكم أن تغمضوا أعيننا لقد رأى الجميع كيف تمر هذهِ السفينة وقد يفشي أحدهم هذا السر حين يغادر.

ضحك العجوز مجدداً:

- يغادر؟ لا أحد يغادر ..

ثمَ تابع وهوَ ينهض:

امـاريـتـا - مڪتملة √Where stories live. Discover now