سيدة عجوز - الحلقة التاسعة والعشرون

12.9K 896 64
                                    

أماريتا | الحلقكنا جميعاً في إنتظار إفاقة أسيل .. لم تُغادرُنا إلا نادين وأخبرتنا إنها سَتبحث عن عمل بالمنطقة الشرقية حتى يوم رحيلنا إلى أماريتا أو حسبما يقرر يامن حين يعود، ثمَ هبطت إلى الرُدهه السفلية تبعتني منى .. التي لم تنطق بكلمة واحدة منذ دَلَفّنا إلى زيكولا .. بينما بقى الأماريتي وخادمته بجوار اسيل .. ودَلَف إلينا إياد مع غروب الشمس .. فاحتضنني غير مُصدق لعينه ورحب بِمُنى مندهشاً، ثمَ رَكَض يخطو الدرج إلى الغرفة العلوية لِيرى أسيل .. وهبط مجدداً بعد دقائق وأسارير وجهه منفرجة .. وجلس يحدثني عن حياتهم التي تبدلت كثيراً بعدما غادرتهم.

***

وكان الليل قد حل حين أبصرت الأماريتي يهبط الدرج تمسِك يده جراباً قماشياً .. علمت فيما بعد أنهُ لِسِهام المضيئة وقوسها المطلق، ثمَ غادرنا ممتطياً جوادهُ في اتجاهه إلى صحراء زيكولا.. وصعدت مُنى إلى غرفة أعدتها لنا الوصيفة قمر .. ثمَ أخبرت إياد عن حديث الأماريتي بأن نرحل جميعاً إلى أماريتا في خلال الأيام القليلة القادمة .. فقال:

أنا لن أرحل

وأكمل:

لا أستطيع العيش خارج زيكولا .. وأعتقد أنَ يامن لن يفعل ذلك أيضاً

وسألّني:

هل سَترحل معهْ؟

فقلت:

لا أعلم .. لم تمُر إلا ساعات لي بزيكولا

وتابعت:

بعد اتهامي بالخيانة .. لن أستطيع مغادرة هذا البيت .. وَمُنى ضعيفة لن تتحمل العمل في زيكولا، ليس أمامي إلا مغادرة زيكولا، إما إلى بلادي أو إلى أماريتا..

فسألني:

كم أعطيت الطبيبة مِن وحدات

قلت:

الفَي وحدة

قال:

لقد أعطتك الكثير حقا يومها .. أنك مازلت غنيا بعد إعطائها الفَي وحدة .. على الأقل لَديك ألفين آخرين..

فأومأت برأسي وقلت:

نعم أدركت ذلك بعد لحظات مِن إعطائها وحداتي

ثمَ سألته:

إن إنتهت الحرب هل سيعود يامن إلى المنطقة الشرْقية؟

قال:

نعم .. ولن يستطيع أحد الاقتراب منه .. بعد ذلك الوشم، لقد نجا صديقُنا مِن تهمة الخيانة..

فسألته متعجباً:

ولماذا لم تفعل مثله .. وتنضم إلى الجيش؟

قال:

لا أحب الدماء .. أنا سعيد بتكسير الصخور هنا .. ولا احد يعرفني غير يامن بهذه المنطقة..

امـاريـتـا - مڪتملة √Where stories live. Discover now