خطاب الحاكم - الحلقة الواحدة والثلاثون

13K 895 35
                                    

قال خالد هائماً:

- أو تمتلك زيكولا التي تنتقم منا .. مدخلا آخر .. لا يعلم عنه الكثيرون..

فَنطقَ إياد:

هذا مستحيل..

ثمَ نظر سيدي إلى السيدة الغريبة .. وحدثها بِلُغتها ولمّا إنتهى هزت له رأسها في حزن .. وهَمت لِتغادر .. فسألَه خالد:

ماذا قُلت لها؟

فأجابه:

أخبرّتَها إننا لن نستطيع مساعدتها .. لم نرى أحدا مِن أهلها مِن قبل .. وسنرحل قريباً..

فقال إياد:

أخبرها إن الحاكم سيلقي خِطاباً إلى أهل المنطقة الشرّقية صباحاً .. سيجتمع الكثيرون هناك .. ربما يكون جمعاً ذا فائدةٍ لها.

فأخبرها سيدي بذلك .. فربتت على يده .. ثمَ انحنت بجذعها لِسادتي جميعهم .. كأنها تشكُرهم .. ثمَ غادرتُنا .. ومال إياد على جانبه وأغمض عينيه ونام موضعه .. بينما غادرت منى إلى غرفتها .. وظَلَلّت أنا بجوار سيدتي .. ومكث سيدي وخالد بالغرفة .. وكان يغلبني النعاس بين حين وآخر .. ثمَ سمعت خالد يسأل سيدي:

متى سيصل جَيْشُك إلى الشاطئ؟

فَأجابه:

خلالَ تلكَ الأيام..

فسأله مُتعجبا:

ألا تعلم لوصوله وقتاً محدداً؟

فقال:

لا أستطيع أن أُحدد موعداً دقيقاً .. ممر هضاب الريكاتا وسط بحر مينجا لا يمرر إلا سفينةً واحدة .. ولا اعلم كم تم تجهيز من السفن.

وأضاف قائلاً:

لم أمتلك الوقت .. لقد أخبرَني الأطباء .. إنَ حياةَ أسيل في خطر إن طالت إغماءتها .. فَكَلَّفت كبير قادتي بِتجهيز جيشنا .. أثِق به تمام الثِقة.

وتابع:

وزادت ثِقتي حين رأيت جيش زيكولا .. لم يكن ضخماً كما تخيلناه دوماً، وسكت فسأله خالد:

هل أخبرتك أسيل أنها تحبك؟

فصمت سيدي .. ثمَ قال:

لا.

فسكت خالد .. وساد مع سِكوته سكون الليل، وأَغمضاَ أعينهما .. فأسندت رأسي إلى ذراعي الممتد بجانب الطبيبة .. وإستغرقت في النوم لتمُر ساعات تلك الليلة الطويلة .. قبل أن تشرق الشمس .. وأطلق صرخة مدوية .. نهض معها جميع مَن بالغرفة حين شعرت بِأصابع ناعمة تُداعب شعري، وَلما رفعت رأسي ونظرت إلى الطبيبة بِعين نصف مفرجة، وجدتها تنظر إليَّ.

وقفّنا جميعا مُشرقةٌ وجوهنا بجانب سرير الطبيبة .. سيدي عن يمينه إياد .. عن يمينهِ خالد، وعُدّت أنا إلى الخلف .. منفرجة أساريري .. كانت أعينَهم تُحدق بعينيها فرحةً، بينما كانت هي تنظر هائمة في اتجاه واحد دون غيره .. نحو خالد، ثمَ إنّهَمَر سَيّل مِن دموعها على جانب وجهها .. وهمست فَرِحة بإعياء:

امـاريـتـا - مڪتملة √Onde as histórias ganham vida. Descobre agora