ممرات سرية - الحلقة الثانية والأربعون

14.1K 925 12
                                    

أمام بحر مينجا .. كان ظلام الليل قد بدا في زواله مع بزوغ الفجر حين واصل الجواد الأبيض رَكضه في اتجاه الغرب يمتطيه خالد الذي كانت تبحث عيناه على امتداد بصرها على أي أثر للجيش الأماريتي قبل أن ينحرف الساحل بزاوية شبه عمودية فإنحرف معه .. فأبصر السفن الأماريتية تُرفرف راياتها الحمراء فوق صواريها، ثمَ رفع بصره على رايات أخرى لاحت في الأفق فوق هضاب الشاطئ بعيداً، فَهز لجام حصانه كي يسرع اتجاهها.

ومضى وقت قليل .. تقدم معه كثيراً .. فظهرت مع استواء الأرض .. جماعات كثيرة من الجنود مِن أمامه .. كانت كل جماعة تُكَوَن مِن عشرات الصفوف .. يصطف بها مئات الجنود غير الذين ظهروا فوق خيولهم مصطفين في جماعات أخرى .. ثمَ رأى جسرا خشبيً يشق مياه البحر إلى سفينة كبيرة .. وتصل ألواح خشبية سميكة بين السفينة والجسر .. ليعبر من فوقها منجنيق شاهق يجره بصعوبة أربعة أزو اج مِن الخيول، ثمَ أوقف حِصانه حين فوجئ بسهم يخترق الرمال مِن أمامه جاء مِن أعلى .. وهبط عنه رافعاً يده .. فاقترب منه ثلاثة مِن الفُرسان فبادرهُم قائلاً:

أنا صديق الملك تميم

دَلف خالد خلف فارس إلى خيمة تواجَد بها القائد الشاب جرير .. وقال الفارس:

قال أنهُ صديق الملك

فنظَر إليه جرير الذي كان يقف أمام خريطة مجسمة بوسط الخيمة .. وقال بشغف:

هل جئت برسالة مِن الملك تميم؟

فقال خالد:

لا لقد جئت بهذهِ..

وأخرج الورقة المرسوم بها الطريق إلى الباب الآخر لِزيكولا، فَنطق جرير وهوَ يُمعن النظر بالورقة:

خط الملك تميم!

قال خالد:

نعم .. إنهُ طريق إلى باب آخر لِزيكولا

وتابع:

لقد أمسك به جنود زيكولا مِن أجل فراري عبر بابها بذلك الحِصان الذي جئت به

وتابع:

كان الملك يؤمن أن وراء هذا الباب أسراراً لم تبُح بها زيكولا مِن قبل، ستُساهِم في نجاتِنا مِن تهمة الخيانة..

لقد عاد إلى زيكولا مِن أجل عهده بنجاة أسيل إلى الأبد، ثمَ فوجئنا بعزم زيكولا إغلاق بابها فجأة، كان يدرك أن إغلاق باب زيكولا ونحنُ بداخله ستكون نهايتنا جميعاً.

وجالت برأسينا قبيل إغلاق زيكولا فكرة أن نعبُر الباب الآخر باستخدام جواد الحارس الذي إعتاد عبوره، و لإلهاء ذلك الحارس وتشتيته كان لابد أن يعرض أحدُنا للإعتقال أنا أو هو، فوجدته مَن يقترب نحو القاضي - سيد الحارس - و آثر أن أعبُر أنا إلى خارج بابها.. لن ترحمهُ زيكولا.

ثمَ نظر إلى الخريطة المجسمة أمامهُ

وقال:

أيها القائد لدي خطة لاجتياز ذلك الباب السري أريدك أن تساعدني بها.

امـاريـتـا - مڪتملة √Where stories live. Discover now