الأماريتي ـ الحلقة الحادية عشر

17.2K 946 13
                                    

أِرتسمت الدهشة على وجه السيد سيمور حين قالت أسيل:

- أن تَعبُر بي هضاب ريكاتا

أَغمَض عينيه ثمَ فتحهما في ثقلّ وسألها:

- إلى أين؟

أجابته:

- إلى شمال بحر مينجا لقد قررت أن أنافِس القدَر مرة أخرى.. وتابعت ..مازلت أعرف الطريق إلى سرداب فوريك سأَعود إلى زيكولا وأعبُر أرضها إلى المنطقة الغربية لِأصِل إلى سرداب خالد وأرضه

قال:

لَكنكِ أخبرتيني للتو أنكِ أُعلَنتي خائنة لزيكولا..

قالت:

نعم وإن أَمسكوا بي سَأذبح أمام أهلها لكني عشت بها سنوات كثيرة وأعلم طبيعة يوم زيكولا جيداً وأعلم أنه حين يُفتح بابها لن تجد مثيلاً لِزحام العربات والمارة المارين به ذهابا وإياباً..

وأعلم أيضا أنَ حُراس زيكولا يتجنبون نساء تُجار الشمال اللاتي يغطين رؤوسهُن تحاشياً لِغضب أزواجهِن لا ينشغلون إلا بإحتفالات زيكولا وفض شِجار السكارى ..

سَأُغطي رأسي ووجهي مثلهن وستأوارى بين المارة أو بِإحدى العربات وسأعبر ذلك الباب وإن إحتجت مساعدة احد سألجأ إلى أصدقاء خالد سيساعدوني دون أن يشوا بي أو يخذلوني أريدك فقط أن تساعدني..

فسألها مُتعبا:

لماذا تريدين مغادرة أماريتا؟

فأجابته هادئة:

إنَ بلدي مثل بلدكم بلاد ظالمة سيد سيمور ومَلِكُكم الشاب الذي تحبونه ليس إلا مَلِك ظالم يستعبد طاقات البشر .. لا أريد أن أعيش في هذا البلد بقية عمري وإن عشت حرة سنواتي العشر ولا أريد أن أعود إلى بيجاناَ الكارهة لِفُقرائها بعد عشر سنوات.

ثمَ قالت باسمة:

لا أملك إلا حياة واحدة ولي الحق أن أَختار أين تكون وقد وضَعك القدَر في طريقي مِن بين أهل أماريتا ليكون بيدي الإختيار مِن جديد..

ثمَ نهضت وتحركت نحو باب الغرفة وقالت:

سأكمل عملي هنا سيد سيمور وسأتقاضى عملاتي النحاسية حتى يقترب يوم زيكولا بعد أشهر قليلة سأبذل بها كل طاقتي كي يستعيد كبدك عافيته بعدها سأُجازِف بكل شيء كي أَصِل إلى سرداب فوريك وإلى خالد وإن كانت مِنصة ذَبح زيكولا مصيري، فأهلا بسَيافِها.

مازلت أتذكر ساعاتي الأولى هنا جيداً،دلفنا يومها مع رجال القصر إلى قصر الملك وبعدها بدأ النعيم بعينه، غُرف واسعة للغاية، نوافذ ضَخمة إنسَدلت منها ستائر حَريرية مُلَوَنة طُرِزَت حوافِها بِنقوش مُذهَبة، أرضية مَلّساء ناعمة، أثاث ذهبي، زخارف جدرانية وتماثيل رُخامية فاتِنَة، ورود مبهِجة تفوح بِرَوائح عطرة .. كل شيء جميل مِن حولك..

امـاريـتـا - مڪتملة √Where stories live. Discover now