الحلقة الثالثة والأربعون

13.4K 905 14
                                    

على  مقرِبةٍ مِن نهاية الطريق الثُعباني توقفت الخيول الأماريتية وترجَّل خالد وجرير وسارا إلى نهايته يوارِيان جسديهما، ورأياَ مِن أمامهُما سور زيكولا شاهقاً على بُعد قُرابة ثلاثُمئة متر مِن سهل رملي، وأشار خالد أمامه .. وقال لِجرير:

هناك يقبع الباب الأرضي حسب وصّف الملك تميم..

وتابع وهو يُبصِر جندي يقف أعلى سور زيكولا:

هؤلاء القوم لا يفكرون على الإطلاق خوفا مِن فُقدان ذكائهم.

ثم عادا إلى فُرسانهِم .. فقال خالد لهم:

ايها السادة أريدكم أن تخلعوا خِوَذَكم..

فَنظَروا إلى جرير فبادرهُم وخلع خُوذتَه .. فَخَلَعوا خِوَذَهم، فمر بينهم لمسافة أمتار ينظر إليهم .. ثمَ صاح بصوته إلى فارس شاب أبصره بِصَف بعيد كي يتقدم نحوه .. كانت رأسه حَليقة يُشبه في جسده حارس القاضي .. وقال له حين أقترب ووقف أمامه مُترجِلاً:

ما رأيك أن تكون أول مَن يدخل زيكولا؟

فضرب الفارس بقدمه الأرض ووضع قبضة يده على صدرِه فابتسم خالد .. وقال وهو يدَعهُ يركب جواد الحارس الابيض:

لقد قطعنا كل تلك المسافة وعرَّض مَلِكُك حياتَهُ للموت مِن أجل هذهِ اللحظة..

لا تنظر خلفك فقط إندفع إلى السور واثقاً..

لا يستطيع أحدٌ بهذا الارتفاع أن يحدد ملامحَك .. أنت مِن هذهِ اللحظة حارس كبير قُضاةِ زيكولا.

فملأ الشاب صدرَه بِالهواء وأخرجه ببطء فضرب خالد مؤخِرة حِصانه فانطلق في طريقه يعبُر السهل الرَملي يترقبه خالد وجرير اللذين توارا وراء نتوءاين صخريتين تدُق قلوبهُما، غير أحد الرِماه الذي صوب سَهّمُه مشدوداً عن آخره إلى الأعلى تجاه الجندي البادي وكانت عين خالد تتحرك بين الشاب على الحِصان أمامه وبين الجندي بالأعلى ثمَ قلل الفارس مِن سرعته وأقترب مِن السور فلم يحدث شيء، فَنظَر خالد إلى الجندي بالأعلى لم يبدي أي رد فعل، فوجد الفارس يدور بحِصانه وجعله يشُب على قوائمه الخلفية وَيصهِّل عالياً صهيلاً متتالياً فانفرجت أساريرهُ حين سمعت أُذناه صريراً إستمر لِلحظات إنطلق معه الجندي إلى داخل الأرض بِمَيل عبر باب أرضي فُتِح مائلاً عن آخرِه فضرب كتف الرامي برفق فانطلق سهمه إلى أعلى السور ليخترق جسد الجندي ويسقطه مِن أعلى إلى السهل لِتندفع الخيول بفُرسانها يتقدمهم خالد وجرير نحو باب زيكولا الجديد.

كان الباب الأرضي المائل يؤدي إلى نفق واسع تستطيع عَربتين كبيرتين المرور به مُتجاورتين عُلِقت على جانبَيه على مسافة متساوية مصابيح نارية مشتعلة جعلت معالِمه واضحة كان يشبه فِ تصميمه سرداب فوريك غير أن جدرانه الصخرية لم تكن مَنقوشة، و ظهرت بِسقفه قوائم حديدية أفقية تدعم صخوره..

امـاريـتـا - مڪتملة √Where stories live. Discover now