الحلقة الثالثة والعشرون

14.2K 875 17
                                    

لم أكن أعلم أنَ إعتياد حياةٍ جديدة سيكون بِتلكَ الصعوبة، عشرون يوماً بعد نَجاتي المؤقتة من تهمة الخيانة أحاول أن أتَقبَّل واقعي الجديد، بِإنني صرت مُزارعا أجيراً يجوب الحقول الرطبة حاف القدمين لينثُر حبات القمح والشعير بين أرجائه مقابل وحدات زهيدة مِن الذكاء .. لِأعود إلى غُرفتي الضيقة مع غروب الشمس .. فتمُر ساعات ليلي ببطء .. ليبدأ نهار آخر بحقل جديد وحبات أخرى لا تنتهي..

الحقيقة إنني سئمت ذلك العمل بعد يومي الأول .. وازداد الضيق بداخلي يوما بعد يوم .. وبدأت نفسي تحدثني بأن أترك المنطقة الجنوبية إلى منطقة أخرى بزيكولا، ثمَ وجدت قدمي تأخذني إلى قائد جنود المنطقة الجنوبية .. وأخبرته بأنني أستطيع الضرب بالفأس جيداً .. وحطمت أمامهو درع أحدهم بِفأسي برهاناً لمهارتي .. لتتخذ حياتي مساراً جديداً لم أتوقعه يوماً .. بعدما مُنحت هذا الوشم على ظهر يدي اليُمنى وشم مُشاه زيكولا .. رمحٌ وفأسٌ متقاطعان الوشم الذي يريحني إلى الأبد مِن تُهمة خيانة زيكولا .. بعدما أصبحت أحد مقاتليها المخلصين .. كما أنهُ سيَمنحني عشر وحدات مِن الذكاء عن اليوم الواحد .. وعلِمت إنني سأرحل مع مقاتلي المنطقة الجنوبية إلى خارج زيكولا بعد أربعة أيام .. سيختار خلالها القائد ما تَبَقى مِن المُقاتلين الجدد قبل أن أجد إياد وشاب لا أعرفه لم يبدو لي أنهُ زيكولي يَدْلُفان إلى غُرفتي فرحبت بهما كثيراً .. وكِدْت أُخبِر صديقي بأمر إنضمامي إلى الجيش .. فبادرني قائلاً:

إنَ الطبيبة أسيل في حاجةٍ إلينا ..

ثمَ تابع:

إنها في المنطقة الشرقية مريضة للغاية..

ثمَ حدثني التاجر عما حدث للطبيبة .. وعن ذلك الذهب الذي استبدله بوحداتنا وضاع هباءً .. بعدما لم ينتقل إليها .. وأنهُ لم يعُد مِن سبيل لإفاقتها سوى عودة خالد إلى زيكولا .. ثم إنتهى قائلاً:

أخبرني إياد أن النفق لم يُهدَم بعد .. أُريدك أن تُحدثني عن سرداب فوريك .. وسأُعطيك ما شئت مِن وحدات الذكاء..

فقلت لهُ:

لا داعي لِوحداتك

ثمَ تابعت مُتَذَكِراً:

حدَثَني خالد كثيراً عنه .. ممر يصل بين عالمِنا وعالمه .. واسع للغاية .. لا يكون مُضاءً إلا ليالي البدر .. طريقٌ واحد ينقسم إلى طريقين .. أحدهما شرق زيكولا والآخر غَربَها..

ثمَ صَمَت .. وعصرت رأسي لِأتذكر وأكملت:

يستطيع المرأ التنفُس بداخله غير أنَ هناك نفقاً آخر بنهايته .. أخبَرَني خالد أنهُ مظلم قليل الهواء .. وعلى المرأ أن يسرع وإلا اختنق بداخله .. نهايتهُ الأخرى توجد بلاد خالد .. تختلف كثيراً عن بلدنا .. هذا كل ما أتذكرُه ثمَ أردفت:

آه نسيت .. حين تبدأ جدرانه بالإنهيار .. عليك أن تُسرع .. وإلا دُفنت بداخله .. قرأتُ ذلك بكتاب خالد..

امـاريـتـا - مڪتملة √Where stories live. Discover now