محاكمة عاجلة - الحلقة الواحدة والأربعون

12.2K 825 3
                                    

سكت الأماريتي ولم يذكُر شيئاً عن أسيل أو أصدقائها .. ولم يُجِبْه، فقال الحاكم:

أردت أن تغزو بلادنا مِن أجل خائنة؟

وأردف:

أرسلّت إليَّ طالباً العفو عنها ورفضْت .. كان عليك أن تحترم رفض بلادي..

فقال الأماريتي:

إنها لم تضر أحدً بزيكولا .. لقد اتهمتموها بالخيانة دون محاكمة .. ولم يكن مقصدها إلا هدفٌ نبيل.

فسألَهُ الحاكم:

وما الهدف النبيل إذن مِن وراء خيانَتِها؟

قال:

كان هناك غريب لم يستحق الذبح .. كان يبحث طوال أشهُرِهِ عن عودته إلى عالمه .. ولم يكن هناك طريق إلى سردابه إلا عن طريق نفق يعبُر بهِ سور زيكولا..

فضحك الحاكم:

عالَمِهِ وسرداب .. تمتلك مخايلةً عظيمة أيها الشاب.

ونظر إلى كبير قُضاته وسأله:

ما رأيك بهذا الهدف النبيل؟

فَهَز رأسَهُ نافيا .. ساخِراً مِن الأماريتي، فتابع الحاكم:

أرأيت؟ لم يصدق القاضي ما تحدثت بشأنه .. لذا وَجبت الخيانة فكادَ يفلت لسانه عن أمر الباب الآخر لِزيكولا .. لكنه تَراجع خشية أن يلفت الإنتباه إليه .. ونظر إلى القاضي وقال بكبرياء مَلك:

لا حاجة لِرأيك أيها القاضي .. سيُطبق عهد الرسل القديم قريباً.

فقال الحاكم:

هذا ما جاء مِن أجّله جيّشُك إذن.

وتابع:

تظن إنني سأستجديك لِعودةِ جيشك إلى بلاده .. قد تكون فاجئتَنا بأعداد جيشك .. لكن إن أصبح إعداد مقاتليك أضعاف ما سمعت عنه .. لن يستطيعوا عبور سور زيكولا .. ونستطيعُ أن نعيش هنا الف ألف عام .. ولِنرى كم يتحمل جيّشُك مِن وقت للبقاء في صحرائنا .. ولِنرى ماذا سيفعلون .. حين يُلّقى رأسُك على سهم إليهم .. كَتَحيةٍ مِنا.

ونظر إلى رجلٍ يرتدي ثياب عسكرية بين مجلسه:

ايها القائد متى يتوقع أن يصل جيّشُه؟

فأجابهُ:

ظهيرةَ بعد غد

فَنَظر إلى القاضي وقال:

أيها القاضي .. ستُجرى محاكمة عاجلة أمام أهل زيكولا بساحة المنطقة الوسطى .. بشأن خيانتهِ .. في التوقيت ذاته .. ظهيرة بعد غد.

وقال للأماريتي:

منذ عبورَك باب بلادنا .. وأصبحت زيكولي مثلنا .. لنرى ماذا يقرر كبير القُضاةِ بشأن خيانَتِك .. سيحضر المحاكمةَ جميع الجنود الجرحى .. إن أقر القاضي خيانَتَك .. ينتقل ذكاؤك اليهم بالتساوي .. ولو نال الواحد منهم نصف وحدةٍ فقط.

امـاريـتـا - مڪتملة √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن