أيام صـعبة ـ الحلقة التاسعة

18.8K 1K 28
                                    

أكملت العربة طريقها إلى الجنوب ووصلت إلى منطقة الشميل الوسطى وشقت طريقاً صخرياً واسعاً بنيت على جانبَيه قلعة ضخمة قد تحتوي آلافا من البشر داخلها، وعلى جانبه الآخر ظهرت في الأفق بُحيرات، قال الرجل إنها بُحيرات الشميل العذبه، ثمَ وصلت العربة إلى مَشارف المنطقة الجنوبية لـ ألشميل مع منتصف النهار منطقة سكنية كانت تشبه المنطقة التي يسكنها العجوز الغريب، وإنتفض قلب أسيل حين وجدت أشخاصاً عرايا يجرون عربات صُغرى تحمل رجالا ونساء يبدوا على ملابسِهم الثراء، وتحمل أياديهم سياطن تشُق الهواء لتسقط ممزقه الجلود العارية دون رحمه، فقال الرجل بعدما لاحظ تغير وجه أسيل ومن معه:

ستَعتادان هذا المشهد كان عليهم إن يتحاشوا هذا المصير لقد جاءوا إلى هذا البلد أحرارا وأعطتهم أماريتا فرصه لم يستغلوها وتكاسلوا، لم يستطيعوا دفع ضرائبهِم فأصبح من حق أماريتا إن تبيعهم عَبيدا يفعل بهم سادتهم ما يشاؤون وإن عصوا أمرا واحدا تكفلت الجنود بتقطيعهم ارباً أمامنا جميعا..

ثمَ أردف:

- للغريب هنا فرصة عام كامل إن أصبح عبداً سيظل عبداً حتى يموت..

وأشار إلى عربة تجُرها إمرأة نحيلة:

- رجالاً كان أو إمرأة..

لا كرامة لِعَبد هنا هو من أضاعها بيده فإحذروا إن تقابلا هذا المصير..

فسكتت أسيل في قلق وسكت من معها، وتابعت تحركها إلى الجنوب لتعبُر هذهِ المنطقة السكنية وتَظهَر أمام أعينهِم سلسلة من الجبال المتجاورة فقال الرجل؛ جبال الرِيمِيوز ..جبال الثروات والمعادن، و كاد يتخذ طريقا رملياً متعرجاً يمتد نحوها.. فسألَته أسيل أن يعود بها إلى شمال الشميل حيثُ رَكِبت معه فوافقها البيجاني الآخر على ذلك..

توقفت العربة أمام بيت العجوز وهبطت أسيل بعدما شَكَرت صاحبها وتَمَنت للبيجاني الآخر حظاً موفقاً بيومهم التالي دَلفت إلى البيت حيثُ لم يكن بابهُ محكم الإغلاق، وجدت العجوز جالساً على الطاولة بمنتصف الرُدهه يتجرع خمره وأبصرت في تعجب زجاجات جديدة ممتلئة أسفل طاولته، فقالت:

- لقد عدت سيد سيمور..

فلم يقُل شيئاً ولم ينظر تجاهها وواصل تجرُع كوبه فأكملت تحركها إلى غرفتها ولم تُغادرها إلا صباح يومها التالي..

في صباح اليوم التالي، كانت عربة الشاب الأماريتي الذي رافقهم إلى الشميل قد أحيطت بغُرباء بيجاناَ بينهم أسيل ينظرون إليه في ترقب بعدما وَقَفَ اعلاها يحمل أوراقا وبدأ ينادي أرقاماً متتابعة يتبع كل رقم أحد أماكن الشميل ومر قليل من الوقت ثمَ نادى أربعُماءة وأربعة عشر فإِنْتَبهت أسيل قبل أن تجمد تعابير وجهها فجأة حين تابع:

-جبال الرِيمِيوز،

ثمَ إنتهى فوُزعت كل جماعة من الأرقام على عربات وفقا للأماكن المتقاربة، وصعدت أسيل إلى عربة أتخذت الطريق ذاته الذي سلكَته يومها السابق.

امـاريـتـا - مڪتملة √Where stories live. Discover now