نظرت الفتاة الباكية إلى وجهي حين أخبرتُها بإنني غريب عن ذلك المكان مثلها .. وأكملت قائلاً:
اسمي إياد .. أعمل بتكسير الصخور..
ثمَ جلست بجانب الطريق وزادت دموعها وقالت:
لقد خسرت كل شيء سيدي .. خسرت سيدي .. وخسرت سيدتي .. وخسرت الذهب .. وخسرت الكثير مِن الوحدات لصاحب الحانة .. لم أربح شيئا واحدا منذ دخولي هذا البلد..
فجلست بجانبها وقلت هادئاً:
يبدو أنَ خِسارتك عظيمة .. لكن ما أعرفه أنَ زيكولا طبيعة خاصة ستعتاديها مع الوقت إن أردتي البقاء..
فقالت وهيَ ترتشف دموعها:
لا أريد البقاء .. لكنني في الوقت ذاته لا أعلم أين أذهب .. لا أعلم إن كنت أستطيع العودة إلى بلدي أَم لا .. لا أملك حصاناً أعود به .. حتى وإن عدت لا أعلم إن كان حُراس المدينة سيسمحون بمروري أم سيعيدونني إلى السجن الغربي ليُرسِلونني إلى أماريتا فيقتلني سيدي .. إنها لعنة أن تُولد فقيراً في بلد فاسد ضعيف..
سألتها:
مِن أي بلد أنتي؟
قالت:
بيجاناَ
قلت:
بلد الطبيبة أسيل؟
قالت:
نعم
فسألتها مجدداً:
هل قابلتيها مِن قبل؟
صمتت قليلاً ثم قالت:
لا.
قلت بصوت هادئ:
لابد أنها تعاني كثيراً بعد إقرار زيكولا خيانتُها بتُهِمَتَيّن لِلخيانة .. فَمسحت دموعها وسألتني في دهشة:
تُهِمَتَيّن؟
قلت:
نعم
قالت:
ما نعرفه إنها اتهمت بالخيانة بعد إعطائها الفقير وحدات من ذكائها بعدما اختارته الزيكولا
قلت:
هناك تهمة أخرى .. بعدما أُكتِشف نفق أسفل بيت بالمنطقة الغربية يعبُر سور زيكولا .. ووشي خادم البيت بأنه قد رآها كانت مسكينة يعرفها أهل زيكولا جميعهم..
وأكملت:
كنت أنا صاحب فكرة ذلك النفق لِعبور صديقنا الغريب إلى بلاده لكن الخادم لم يعرف اسمي ولم يشي عني إلا بِصفات عامة يمتلكها الكثير مِن الشباب
سألتني:
أكنت تعرف حبيبها؟
فأدركت أنها تعرف الطبيبة .. ثمَ أجبتها:
نعم .. كان الصديق العزيز لِصديقي لقد جاء إلى زيكولا بضعة أشهر ليبَدِل حياتنا جميعا .. تركت المنطقة الغربيه التي أحبها وجئت إلى هنا حيثُ لا يعرفني أحد .. وَرحَل صديقي عن المنطقة الشرقية وأعتقد أنَ الطبيبة قد فارقت الحياة في بلدكم لم تكن تستحق ذلك .. كنا أكثر مَن يعلم كم كانت تُحبُه..
YOU ARE READING
امـاريـتـا - مڪتملة √
Adventureلم أرَ من قبل خوف وجوه أهل زيكولا مثلما كنت أراه في تلك اللحظات أسفل أنوار المشاعل، زيكولا القوية التي تباهي أهلها دومًا بقوتها، باتوا عند أول اختبار حقيقي وجوهًا ذابلة مصدومة تخشى لحظاتها القادمة، أرض الرقص والاحتفالات لم تعد إلا أرض الخوف، أعلم أن...