-7- إرادة

364 48 274
                                    

"ريالين فقط تقلق كثيراً فليس من السهل أن تثبت نفسك برعاية العائلة."
قهقهت من بين أسناني بصعوبة للألم وأنا التمس العذر لقريبتي البعيدة.

"إنها وبوضوح تغبطك من قدرتك على التأثير بالآخرين دون جهد..."
نورمانوس في أقصى غرفة العيادة تحدث ومن وراء الستارة التي حجبتني عنه تململ. رغم أنني أرتدي قميصاً داخلياً لم يرد يوناس منه أن يشعر بالحرج من المكوث في المكان ولم يكن من اللائق رميه خارجاً وهو من رافقني هنا ليطمئن على حالي.
"تشعر بأنكِ تهددين مكانها، قيمة صوتها وحضورها."
نبس.

ركزت بصري على أناملي بين يدي الطبيب يتم دهنهما بمرهم خاص ووضعت كل طاقتي في كتم الأنين الخافت في حلقي.

"أنا لا يمكن أن أفعل. أنا أضعف من أن أفكر حتى بتسيير أمور العائلة."
لا يتوجب أن ألهي نفسي بالحديث عن الألم لكن من السيء ترك نورمانوس يتفوه بمثل هذا الكلام الذي لن يؤدي سوى لإفساد علاقته بأهم عناصر العائلة وأمام يوناس.

شهقات خافتة أخذت تفر من فاهي مع كل ضربة جديدة من المرهم الطبي على بشرتي.
"بالكاد أسيطر على بعض الأطفال."
أضفت. لست ذات شأن عظيم ليمدح بي أحدهم أو ليتخوف مني الآخر.

"أنت تفعلين بحق وليس بالكاد، جعل الأطفال يستمعون لهو أمر كبير مينا."
تمتم من خلف الستارة، كنت أرى ظله يعقد ذراعيه أمامه وحسب.

"اتفق معه."
يوناس غمغم لأعقد حاجبي على ردة فعله الغير مسؤولة وأهمس له بخفوت:
"لا تشجعه."
حُب الشعب وحده لا يجعل الملك مستحقاً لعرشه.

"كان يجب أن تبرِدي هذه الأيادي على الأقل، حروق الدرجة الأولى تحولت لأخرى من الدرجة الثانية."
تنهد يوناس كلماته بعتاب ومعه حق لكن لا أظن أن ريالين كانت ستسمح لي بالذهاب هنا أو هناك خاصة وأنها كانت تنوي جري كالأسرى خلفها. بالكاد استطعت إقناع آيجل بأن يتركني اذهب معها من الأساس لأنهي الأمر، أتمنى ألا يغضب ما أن يرى كل هذا.

غلاكوس نقر بمخلبيه تاج السرير حين قفز واقترب مني مصدراً صوته الخافت المعتاد ذاته.
"أنا بخير."
وجدت نفسي أحدثه لأشعر بيوناس ينقل بصره بيني وبين الطائر سريعاً قبل أن يتلفظ:
"يبدو وكأنه يتألم لألمك أكثر من نفسكِ."

"أوليس لطيفاً؟"
سألت وأنا أجذب يدي التي انتهى يوناس من تضميدها لأمسح على رأس غلاكوس الذي أغلق عينيه باستمتاع على مهل.

"إنه أليف بغرابة."
أجاب الطبيب بغير فهم وأنا قهقهت حين قفز غلاكوس على كتفي وأخذ يعبث بخصلات شعري ويدفع برأسه ضد عنقي فيدغدغني.

"انتهيت."
أعلن أخيراً وأنا ألقيت نظرة على كفي التي اختفت مع بضعة أصابع أسفل الشاش الأبيض بأسف.
"الالتهاب سيسوء مينرڤا لذا سيتوجب عليك تغيير هذه الضمادات كل يوم لمدة أسبوع وتناول هذه الكبسولات بعد وجبات الطعام و...."
دفع بمظروف من الكبسولات وحقيبة ضمادات مع مرطبان المرهم الشفاف على الطاولة أمامي ثم نقر جبهتي بسبابته لأنظر في وجهه بعيون ضيقة عندما أضاف بتحذير:
"لا عمل في الأرشيف لكِ حتى تتعافي."

بـومـة مينـرڤاWhere stories live. Discover now